بسم الله الرحمن الرحيم السودانيون الذين تركوا وطنهم السودان وتوجهوا الي امريكا كانت هجرتهم بدوافع كثيره من بينها الدراسه التي دفعت ببعض الشباب للاقامه في امريكا من اجل الدراسه, كما هاجر البعض من اجل الاستقرار في دول محدده اعتقادا منهم بان تلك المجتمعات توفر لهم واقع افضل من واقعهم في وطنهم الام,والبعض الاخر جاء من دول الخليج فقط من اجل الحصول علي الجواز الامريكي, والبعض الاخر دفعت بهم اسباب اقتصاديه وهم غالبا مايستقرون ويتركون فكرة العوده الي الوطن, اما البعض الاخر منهم فقد جاء لاسباب سياسيه بحجة اختلاف الراي, وعنف الاضطرابات,و الاعتقالات وقد شرعوا في تاليف قصص الكفاح والنضال في مواجهة النظام.ان السودانيين الذين وصلوا الي امريكا هم في الاساس من طبقات متفاوته ماليا كالاغنياء الذين شبعوا في الانقاذ والذين بامكانهم ان يستقروا في السودان ويمكن لابنائهم ان يدرسوا هناك ونسبة هولاء عادة ماتكون قليله مقارنة بنسبة الطبقه المتوسطه التي تفوق عددهم بكثير, وكذلك يختلفون في مستوياتهم الثقافيه لان القليل منهم يستقرون في امريكا لعدم قدرة البلاد في مساعدتهم لتحقيق ذاتهم. ان المشكله الكبري ان هذه الاسر تتفاوت مستويات ادراكها لطبيعة الواقع المعاش في المجتمع الجديد وذلك في اختلاف قدراتهم الخاصه لفهم ماهية المشاكل التي يعيشونها؟, اضافة الي ان الذين وصلوا الي امريكا مبكرا اخذو من حضاراتها الجديده عليهم وكثيرا من اعرافها وتقاليدها الاجتماعيه وتكيفوا سريعا مع القيم السائده فيها ويرون ان الالتزام بالدين الاسلامى يعتبر تخلف وسط السودانيين,مثال ذلك(غطاء الرأس وسترة الصدر وما ظهر منه)!!! وان لم تستطع التوافق مع المجتمع الامريكي تعتبر ثقافتك ضحله, وتمسكك بدينك الاسلام تخلف!! ويتساءلون دائما كيف يعيش هولاء في امريكا ويتمسكون بدينهم وتقاليدهم حتي الان؟ وذلك عندما تجتمع الاسر السودانيه في الاحتفالات والاعياد تحس ان الابناء يتمردون عل اسرهم, ويرتدون مايحلو لهم, ويقلدون الامريكان في اشياءهم, للاسف عدد كبير من السودانيين المقيمين في امريكا تأمركوا وتخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم البعض تخلي عن دينه وأخر اصبحت الثقافة السودانية عنده وابنائه وبناته اخذت طابع الهوى دون الالتزام , واصبحوا يتفاخرون بان ابنائهم لايتحدثون اللغه العربيه, وبعض الاطفال يتصلون بالشرطه اذا حدث اي خلاف بينهم واسرهم, وحتي الزوجات يفعلن ذلك مما كان سببا للطلاق بالجملة !!!!, وبذلك أختفى كثير من نمط الحياه الذي كنا نعيشه في بلادنا السودان تماما بمعني انهم انجرفوا مع المجتمع الامريكي ومن واجب الاسر السودانيه الان محاولة اعادة مافقدناه, وينظرون الي قضايا الزواج والطلاق والاختلاط بين الجنسين بكونها مسائل عاديه لدرجة كثير من الشباب والفتيات تمثلن (بالبوى فريند والقيرل فريند )!! اضافة الي تكوين اسر جديده يرتبط فيها الشباب بزيجات اجنبيه فقط لعقدة اللون والبشرة!بحجة ولدن ونشان ودرسن في امريكا وهذا علي عكس مالدي الاسر السودانية التي نشات علي تفكير ديني اسلامي, كما تعاني تلك الاسر من ضعف للروابط الاجتماعيه وفقدان للهويه. من الطبيعي ان تلك المشاكل التي تواجه الاسر السودانيه تتفرع منها مشاكل جانبيه كبيره اخري فقد اصبحت تلك الاسر تتباعد, واحيانا تتقارب, والامر انها كثيراما تختلف لدرجة ان تتحارب, اما الاخلاق والقيم والمبادئ فقد ذهبت الى ادراج الرياح واصبحت ذكريات قديمه او تخلف, بعد ان كانوا فى بلادهم السودان يعيشون في جو ملئ بالمودة والحنان الا , انهم الان اصبحوا يتعاملون مع احتياجاتهم فقط للمصالح الشخصية المصلحيه , ومشاكل حياتهم تمثل ان المادة هى الاساس فى التعامل ولا مكان فيها للقيم والاخلاق السودانية النبيلة وللاسف كم من قيم وعلاقات انسانية واجتماعية تميزنا بها نحن السودانيين ونفخر بها , ولكنا اليوم فقدناها . هويدا عوض الله [email protected]