في عهد الإنقاذ تعملنا النفاق الاجتماعي وادواته " القطيعة، النميمة، البهتان،...الخ"، ودي بسيطة جداً صاحبك يكون قاعد معاك في الونسه وهاك يا شكير وحمد ليهو .. بس يديك ضهروا كده، والزم ما يديك الدرب. في عهد الإنقاذ، تعلمنا، أن نضاري الحق من أجل المصلحة، نسكت ونطاطي رؤسنا، خوفاً من الكيزان، هذا العدو الوهمي وتصويره كقوة مطلقة، وهذه القوة المطلقة في مخيلة الذين لم يستقيموا على موقف واضح من تغييره. والذهاب به إلى مذبلة التاريخ. في عهد الإنقاذ تعلمنا أن الذي يسرق المال العام هو "الجكونكا- الشفت - المرطب"، وهو نفس الزول البجي في مناسبات الاعراس والوفيات والناس تقوم ليهو كلها، رغم أنو في همسات المدينة يقولنا عنه "أكبر حرامي" هو الكوز نفسه قاشر بي قروشنا .. الغريبة نحنا مصدقين . في عهد الإنقاذ تعلمنا أن ننظر إلى النساء نظر غرائزية، حتى أيقنا تماماً أنهم ساقطات وعاهرات، ليسوا أمهات لنا ولا أخوات لنا ولا زملاء لنا ولا بت بلدنا التي ندافع عن عرضها وشرفها ونسعى دائماً إلى سترها من الإفك . في عهد الإنقاذ تعلمنا أن الزول القلبو ميت هو الزول البعيش والزول البقول نفسي هو الزول المستفيد، والراجل البركز والموقفوا واحد ما بتغيير ده " ما عارف مصلحتو"، والبضيع في زمنو، والما عندو موضوع وووووو ..الخ . في عهد الإنقاذ تعلمنا، أن تُرشي عشان أمورك تمشي، ترشي بتاع المرور عشان ما يكتب ليك مخالفة، ترشي بتاع الضرائب عشان يعفيك، وترشي بتاع الزكاة عشان أمورك تمشي، ترشي بتاع المباحث عشان يحرك ليك القضية ويعيد ليك مالك الذي سرق أو عربتك التي نهبت. وما إلى ذلك . في عهد الإنقاذ تعلمنا العنصرية المقيته، تعلمنا أن الإنسان السوداني، مصدر فخره ليس سودانيته بل قبيلته أو إن شئت فقل فخد القبلية، وأصبحنا نقيم أنفسنا بأننا من قبلية فلان وفلان، رغم أن شاعرنا مصطفى التني قالها قبل 60 سنة من الآن " نحن للقومية النبيلة * ما بندور عصبية القبيلة * تربي فينا ضغائن وبيلة * تزيد مصايب الوطن العزيز* في عهد الإنقاذ تعلم الشاب أنو ما يتكفي بي حبيبة واحدة، ويكون عندو 3 بحسب شركات الإتصال " واحدة في الزين، واحدة في MTN، واحدة في سوداني" تعلم فيها الشاب أيضاً أن البنقو عنوان للرجولة ومصدراً للتفاخر وليس مدمر لقدرات وإبداعات الشباب، تعلم فيها الزوج كيف يخون زوجتو والعكس .. لأول مرة دخلت مفردة الخيانة الأغنية السودانية " تبقى الخيانة بعيد بعيد ". في عهد الإنقاذ، تعلم الجنيه السوداني العوم على كبرو، بسبب سياسات اقتصادية دمرت قيمته، وأصبحت العملة السودانية " مرمي الله" وزي ما بقول المثل " مرمي الله أصلوا ما بترفع. في عهد الإنقاذ تعلمنا أنو الوحدة هي منطقة في الكلاكلة والحاج يوسف، وحينما نضيف إليها مفردة الوطنية يادوب كده ما " وقف حمار الشيخ في العقبة"، وأن إحساس الإنتماء للبلد مقارن مباشرة بأنو البلد قدمت لي شنو، وان الإنتماء للبدفع أكثر وليس لمن له فكراً أو منطق أو برنامج. سطور جديدة : أمام الشباب السوداني تحدي كبير وهو عبور البلاد من هذه المرحلة والحفاظ على ما تبقى من وطن على حافة التفتيت والتقسيم، والحفاظ عليها لا يمكن أن يحدث في ظل وجود هذه العصابة الدموية، والخلاص منها هو الطريق الوحيد للعبور، فأولى مراحل ذلك هي أن ننظم أنفسنا ونرتب بيوتنا من الداخل، وتبدأ بالبيت والاحياء والحارات والمحليات،والولايات بالتركيز على العاصمة، وكل الساحات الجامعات والمدارس الثانوية والأنشطة الإجتماعية والرياضية والطرق الصوفية وكافة الأطر والمنظمات القائمة .. [email protected]