* تعتبر محلية قيسان واحدة من اهم محليات النيل الازرق الستة , التي تقع علي الحدود مع اثيوبيا علي بعد حوالي 180كيلو مترتقريبا الي الجنوب الشرقي من حاضرة الولاية الدماذين , ولقد ظلت تنقطع عنها تماما في فصل الخريف لوعورة الطريق بالاضافة الي العقبة الكؤود {خور تمت} الذي يعتير من أهم روافد النيل الازرق ,ومجاري مائية اخري { كخور الذهب , والغريق , وسمبا } ويعاني مواطني هذه المحلية وخاصة في حاضرتها مدينة قيسان, معاناة بالغة حيث ينفذ المخزون الاستراتيجي من السلع الاساسية والادوية قبل انتهاء موسم الخريف وتوقف الامطار, وتنعدم ابسط مقومات الحياة ويكابدون ويكتوون من مرارة الحرمان والنسيان.والمأساة الدائمة والمسئولية الغائبة ** وفي محاولة لتذكير المسؤولين بمعاناة أهل قيسان التقي وفد من اتحاد خريجي مدينة قيسان و مجموعة من القيادات الشبابية ظهر الثلاثاء 5/11/2013م الاستاذ امام علي عبد الله والي الولاية بالانابة حيث اطلع الوفد سيادته علي حقيقة الاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية والمزرية نتيجة الغياب التام للمعتمد ومسؤولي المحلية وعدم الاهتمام والمتابعة للمعلومات المتوفرة عن التحركات المشبوهة لبعض العناصر . هذا وقد أهتم سيادته بالامرواجري سلسلة من اللقاءات والأتصالات بالسلطات الأمنية و الأدارية لأحتواء الموقف والاوضاع المتردية اسفرت عن قيام قائد الفرقة الرابعة برفقة معتمد المحلية بزيارة لمدينة قيسان للوقوف ميدانيا علي حقيقة الأوضاع وتقيمها لاتخاذ القرارات الصائبة . ** وفي هذا السياق ادلي معتمد المحلية الذي افاق من نومه العميق بتصريحات صحفية اكد فيها { أستقرار} الاوضاع الامنية وانسياب حركة التجارة علي الحدود حسبما اوردت صحيفة { التغيير } بتأريخ 10/11/2013م في عددها رقم {39} واشار الي لقائه مع ممثلي الادارة الأهلية وفئات الشباب والطلاب والمرأة .........الخ وبعد عودة السيد المعتمد من زيارته الاجبارية والتي فرضت عليه علي ما يبدو , قام بالاتصال بأحد اعضاء الوفد الذي التقي الوالي وطلب منه الاجتماع بكل المجموعة بمكتبه وتمت تلبية الدعوة وحضركل الاعضاء بلا استثناء بالرغم من عدم اطلاعهم علي اجندة اللقاء ظهر الخميس 7/11/2013م , ولكن اختفي السيد المعتمد ولم يتصل للاعتزار, بل وتزرع بأعذار واهية عندما تم الاتصال به بأعتباره هو الذي سعي وطلب الاجتماع, ولقد اثار هذا الموقف والتصرف غير الائق غضب هؤلاء الشباب واعربوا عن بالغ استيائهم وابلغوا مدير مكتبه ذلك والذي بذل جهود لاحتواء الموقف , هذا وقد حدد مواعيد جديدة للقاء والذي تم ظهر الأحد 10/11/2013م ,وبدلا من شكر هؤلاء الشباب لمبادرتهم واهتمامهم بقضايا المحلية وسعيهم الحثيث لتطبيع الاوضاع وخلق الاستقرار والاطمئنان للمواطنين تساءل عن التصنيف السياسي للاعضاء ,متشككا في الدوافع والأهداف لتحركات هذه الكوكبة من شباب قيسان , كما سبق وان حاول التقليل في وقت سابق من قدرات وامكانيات هؤلاء الشباب عندما تقدموا بوثيقة وخارطة طريقة لانتشال المحلية من حالة التردي والنهوض بها , حيث شكلت تلك الوثيقة خطة وبرنامج عمل , واثناء الاجتماع وبدون مناسبة اكد بان هناك قرار وامر تأسيس بتحويل رئاسة المحلية من مدينة قيسان الي منطقة { بكوري} وقام بأخراج ورقة ادعي بانها نص القراروالتلويح بها للمجتمعين , كحكم كرة القدم الذي يشهر الكرت الاصفر لانذار اللاعبين وتخويفهم لكيلا يستمروا في اللعب العنيف , ولكن هؤلاء الشباب ظلوا يتعاملون ويتعاطون مع قضايا وطنهم بمسئولية وتجرد لايملكون الا أفكارهم وقراطيسهم وأقلامهم , امثال هؤلاء يبعدون ويحاولون تشويههم أم يقربون؟؟ و يوفر لهم كافة المعينات للمشاركة الفعالة والمساهمة الايجابية؟ ولقد تم التصدي والرد مباشرة لسيادته , ولقد كان واضحا بان هناك رسائل حاول ايصالها ربما لتخويف الشباب من الاستمرار في مثل هذه المبادرات التي ربما تسحب البساط من تحت اقدام الكثيرين ومن ضمنهم المعتمد الهمام الذي بدا متشبثا بالمنصب وحريصا عليه أكثر من حرصه علي توطيد علاقاته مع هذه المجموعة الشبابية التي تربطهم به اواصر وصلات وزمالة , ولكن يبدو انه قد أخطأ التقدير. والسؤال الملح متي صدر هذا القرار بتحويل رئاسة المحلية ؟؟ ولماذا تأخر تنفيذه في عهد كل السابقين؟ وطالما هناك قرار بهذا المضمون لماذا تم انشاء مبان المحلية في مقره الجديد ومنزل المعتمد ؟ يبدو ان السيد المعتمد يسبح عكس التيار ويغرد خارج السرب ولايدري واجباته , ومنذ قرار تعيينه قبل اكثر من سته أشهر لم يحرك ساكنا , وظل قابعا في الدماذين يحاول ادارة شئون وشجون المحلية بالريموت كنترول من علي البعد , ولم يضع خطة واضحة ولابرنامجا محددا للنهوض بالمحلية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والخدمية والانسانية والصحية والتعليمية ........الخ والا فبماذا يمكن تفسير هذا الركود والتردي والمعاناة والانهيارالماثل امامنا في قيسان وغازغلي والديم وبكوري ومدن تعويض المتضررين من تعلية خزان الروصيرص والتي ستتحول بعضها الي انقاض واطلال قريبا؟؟ *ان معاناة محلية قيسان ليست بمعزل عن معاناة اهل الولاية بمحلياتها المختلفة ولا عن معاناة الشعب السوداني بأسره في كل الولايات حيث يتحمل حزب المؤتمر الوطني المسئولية الكاملة لامعانه واستمراره في مصادرة الحريات الاساسية وحرمان الاخرين من المشاركة الحقيقية في صنع واتخاذ القرارات المصيرية . ومأساتنا الدائمة في النيل الازرق عدم الاستعداد للتخلص من أمراض التخبط والعشوائية والمحسوبية والمحاباة والجهوية والنظرة الحزبية الضيقة المزمنة والمستشرية, ....... * وبعد مرور أكثر من ثمانية اشهر علي تعيين الوالي الجديد الاستاذ حسين يسن الا يحق لنا ان نتساءل عن ما هي التحولات التي طرأت علي واقع الولاية في ظل ولايته الرشيده ؟؟ وهذا موضوعنا القادم انشاء الله. [email protected]