بسم اللة الرحمن الرحيم نجد أن حكومة المؤتمر البطني منذو تسلطتها علي الحكم في السودان طبقت برنامج الأقصاء والتهميش بصورة متعمدة وبمنهج محكم،فاثبتت إنها لا تعترف بالتعدد العرقي والأثني والثقافي وبذلك قادت هذه السياسات الي تأصيل التطهير العرقي والإحتكار الإعلامي والإقتصادي والاقصاء الفكري والثقافي وتدمير الأقتصاد الوطني، بالتالي أوصلت هذه السياسات المدمرة البلاد الي ما هو الأن ، فشل زريع في إدارة البلاد وتدمير كامل للبني التحتية وعدم الأعتراف بالأخر ، ومن هذا المنعطف نجد إن المنهج المتبع لأدارة الدولة السودانية قد قام علي المزاج العاطفي الأقصاءي الذي نما في عقول أقلية المؤتمر البطني الذي بدوره أدي الي الفشل الكلي لأنهيار الدولة ، واصبح التشظي صفة ملازمة للدولة نفسها ، وأيضاً لكل الأحزاب والتنظيمات السياسية دون إستثناء الحاكمة منه والمعارضة ، وخطر التمزق والتفتت أصبح يهدد بنسف ما تبقي من كيان الدولة والمجتمع ، فأضحي الشعور بالغبن الذي كان سراً خفياً من بعض الأطراف المقهورة في السابق معلناً الأن وبصورة واضحة ، وقد شعر هذا الأنسان إنه يعيش حالة من الأستعمار الداخلي ذو التوجه العرقي والإثني ،. وعلي المستوي الأقليمي نجد في إقليم دارفور عندما بدات هناك أصوات تنادي بالعدالة الأجتماعية للمواطنين جمعياً وبدات هذه الأصوات تعلو وتطالب بالحقوق المدنية لأهل دارفورالمتمثلة في التنمية الإجتماعية والإقتصادية والعدالة بين جميع مكونات الشعب وقبول الأخر في المشاركة السياسية الا أن هذه المطالب جعلت المؤتمر البطني يتعمد في أحداث المزيد من الأقصاء وإبتكر أسلوب جديد في صناعة الحروب القبلية والأهلية في مسعي منه لأسكات الألسن التي تطالب بالحقوق المدنية ومن الطبيعي إن تقود هذه السياسات الي حمل السلاح، ويعد إقليم دارفور هواكثر الاقاليم التي عبثت به حكومة المؤتمر البطني وخاصة في تفكيك النسيج الإجتماعي والفتنة القبلية والإثنية إذا قادت سياسية المركز في تطبيق سياسة فرق تسد التي أدت بدورها الي تمزيق النسيج الأجتماعي الدارفوري هذا السياسية الأقصائية الرعناء شملت كل القبائل في دارفور وقسمتها في البداية الي قبائل زرقة وقبائل عربية . الا أن تلك السياسات الأن إنقلبت علي النظام نفسه خاصةً في الاونة الأخيرة كما تلاحظون جميعاً في الصراع السلطوي بين غازي وخال الرئيس وبعض العسكر (الاصلاح والنهضة) ضد علي عثمان والبشير ومجموعة عبدالرحيم (المؤتمر البطني ) صراع إقصاءي حاد من السلطة بين احمد ، وحاج احمد ، باللة عليكم تعبثون في الارض فساداً تقول لايوجد فيه احد خيركم ، ان اللة يمهل ولا يهمل صبراً جميل واللة المستعان ،. والغريب والمدهش في الامر أن هذا الصراع بين قبائل الاقليم الشمالي نفسه (جعليين ، دناقلة ، شوايقة ) ويدل ذلك الصراع الدائر الان بين الاقلية الحاكمة أنفسهم هو صراع بالجد قريب . ومن خلال قراءتي المتواضع للأحداث لايوجد حل سو أن نقف جمعياً أهل دارفور وكردفان وجبال النوبة وقفة رجل واحد ، حركات مسلحة أحزاب معارضة أجسام نضالية و مهمشين ،مقهورين ، وخاصة شباب الجيل الحالي من الطلاب والشباب لأنهم أمل السودان ومستقبله بالتالي نقف وقفة صادقة بتأني وإرادة صادقة حتي يسقط هذا النظام الفاشل الفاسد المستبد ،فالشعوب التي تعاني من نزعات وقهر متواصل، تصل الي قناعة بأن وحدتها مسالة حتمية لحماية مصالحها الأقتصادية والأمنية والسياسية ، ويبدو جلياً أن حكومة الظلم والفساد قد اوصلت جميع فئات الشعب السوداني الي طريق مسدود في العيش والعدالة والحرية وأن سبل العيش علي المستوي الفردي لدي المواطن أصبحت مهدد بالأنقراض وأن سلامة امنه أصبحت غير متوفرة سواء كان في الولاية او المدنية او القري فحاجة كل الناس الي الأمن والعدالة والحرية والحفاظ علي أملاكهم التي تفرض عليهم الحياة في الارض كبشر ضرورة حتمية ، ومن هذا المنحي لا يخفي علي احد أن جزء كبير من الصراع الدائر اليوم بين مكونات الدولة السودانية هو صراع الثقافات الذي أنتجته سياسة الهيمنة والأقصاء والأحتكار والكنكشة في السُلطة ومن ثم هنالك غياب تام ومتعمد للركيزة الثالثة (دستور البلاد) للدولة كنظام أساسي للحكم في السودان ومبرمج ومكيف حسب مصلحة المؤتمر البطني وعلي حسب مصلحة الأقلية التي سيطرت علي حكم السودان . ومن هذا المنطلق نجد أن عدم قبول الأخر والأقصاء والأحتكار والتمادي في كنكشة الحكم والذي أسسه المؤتمر البطني منذو بداية تسلطهُ علينا في 1989ذلك التاريخ المشؤم وينفذونه بدقة متناهية في بلداً المغلوم علي امره . ومن منطلق قناعتي الذاتية بأنه يجب أن يفتح باب الأحتمالات واسعاً علي مشرعيه لمستقبل الوطن ،لأن جراح الغبن بين المواطنين في الدولة الواحدة خطيرة وبين الاقاليم في بعضها البعض وبين القبائل داخل الأقليم الواحد بالجد عميقة وخطيرة قد تودئ الي تقسيمات أخري فهذا الوضع بالجد لا يحتمل اكثر من مامضي فلابد من نظرة فاحصة للأمور وبصورة أقرب للواقع حتي نستطيع أن نحلم بوطن يسع الجميع ومن خلال وجهة نظري المتواضعة لاشي خير الحوار الجاد بين شعوب المنطقة والسعي الجاد للتكاتف والتوحد والترابط من أجل كنس هذا النظام ولابد أن تكون الأرادة الوطنية الصادقة حاضرة .لأن المؤتمر البطني برهن خلال فترته التي قضاها في الحكم بأنه لا يملك أي رؤية وطنية لمستقبل السودان ويدل ذلك في ضياعة الفرص التي توفرت له والتي كانت في مقدورها أن تحل المشاكل المستعصية ولوجزئياً . وعلينا أن نتوحد جمعياً لمواجهة التحديات التي تواجه الأقليم والسودان عامة ً، وهذا مطلب موجه لكافة أبناء السودان في مختلف أنحاء العالم . وثورة ثورة حتي النصر فيصل عبد الرحمن السُحيني [email protected]