اتهامات "مبعثرة" .. بين وزارة الزراعة والبنك الزراعي واتحاد المزارعين اشتعل الجدال وتوارت حقيقة بذور القمح الفاسدة واللعنة اصابت الموسم الشتوي بالفشل مهما حاول الدكتور المتعافي قتل الحقيقة وقبرها ..ولجنة التحقيق الخاصة بهذه البذور لم تتهم احدا وربما لا يحق لها ذلك وفي غمرة هذا الجدال الكثيف يخرج الدكتور المتعافي وزير الزراعة باعتراف جديد يحمل فيه البنك الزراعي المسوؤلية كاملة بل يطالبه بتعويض المزارعين جراء هذه البذور الفاسدة ولكن البنك يبري نفسه واتحاد المزارعين الشريك الثالث في هذه الجريمة يعفي البنك الزراعي من المسوؤلية ويحمل وزارة المتعافي ورطة البذور وفسادها ..اليس من حق اي مزارع او اي مواطن بالجزيرة ان يتاسي ويطلق تساؤلاته الحيري ..اين الراعي واين الحكومة ومن هو الذي لديه الحق والمصلحة في حجب الحقيقة بل ما هي الجهة التي تجني ثمار فشل زراعة القمح بالجزيرة بالطبع هناك جهة معتبرة تقف خلف القضية وتحاول تسويفها ..ستكون الحقيقة قاسية ليس علي مزارعي الجزيرة وانما لعموم اهل السودان حينما تتساقط الاقنعة وتشرق الحقيقة . مصيبة "زعيمين".. ما الذي يفيد حزب الامة القومي من تلكؤ الاتحادي "الاصل" او استعجاله للانسحاب من الحكومة ..وباي حق او صفة يطالب السيد الصادق المهدي حزب "مولانا" لحسم موقفه من هذه الشراكة والمهدي يحزر جماعة مولانا من خطورة التلكؤ ومن التمادي في عدم الاستجابة لمطالب الجماهير الاتحادية المنادية بالخروج من الحكومة لان هذا من شانه ان يقود الاتحادي الاصل الي مذيد من الجراحات والانشقاقات ولكن الذي يقوله المهدي ان مصيبة حزب الامة ليست اقل خطورة من حزب مولانا فحزب الامة من اكثر الاحزاب التي اصابتها موجة التصدع والتمزق الداخلي فالسيد الصادق المهدي نفسه لم يحسم بعد حالة "الغبش" في مواقف حزبه هل هو في ضفة المعارضة ام في ضفة الشراكة .. يبدو ان زعيم الامة يلعب علي حبلين ليمضي بهما الي نهاية الشوط . البحث عن "جرعة" دواء.. من غرائب هذه الدولة ان سلطة الدواء والعلاج خارج مسوؤلية وزارة الصحة فالقوس ليس في يد بارئه فالدواء سلعة محتكرة كغيرها من السلع الاستراتيجية التي تسيطر عليها شركات "الحظوة" وترعاها مجموعات نافذة من خلف ستار فانفلت سوق الدواء جنونا في الاسعار وندرة في العرض وفسادا الصلاحية وحتي الحكومة وبكل سلطانها وصولجانها ففشلت في ان تقتلع جزور الازمة او تمسك بتلابيبعا وتلاشت الحلول الممكنة فاتسعت دائرة المرضي والبؤساء فاكتظت المشافي بالمرضي الجدد والقدامي اما الذين انعمت عليهم الحكومة بعسلها وامتيازاتها ومخصصاتها لا يشعرون بانفلات اسعر الدواء ولا يهمهم كذلك رهق الباحثين عن جرعة دواء ..وجمعية حماية المستهلك تحاول تصحيح بعض الاخطاء من خلال مطالبتها بايلولة عملية استيراد وتسجيل الادوية لوزارة الصحة بدلا من المجلس القومي للادوية والسموم . لا تجارة بلا امن .. قبل ان تشرع السلطة الانتقالية بدارفور في تسويق فكرة المنطقة التجارية الحرة علي الحدودية السودانية التشادية يجب اولا ان تحشد الحكومة والسلطة الانتقالية ارادة قوية لانهاء حالة الاحتقان الامني وتهيئة الاجواء تماما وتنتهي الي الابد حالة اللاامن ولا سلم بهذه المنطقة التي تنشط فيها عمليات استنساخ الحركات المسلحة ولهذا فان اي منطقة للتجارة الحرة تقتضي اولا البحث عن منظومة امنية قوية تلعب دور حائط الصد يحمي الحركة التجارية والاقتصادية والتنموية ويجب كذلك الا يكون الرهان فقط علي حالة الاستقرار الامني "المؤقت" بين الخرطوم وتشاد لان ما بينهما علاقة مطاطية قابلة للمد والجزر كما لا يجب ان تبني ولاية غرب دارفور رهاناتها علي الحركات المسلحة التي انخرطت في مشروع سلام دارفور فالتجربة اثبتت ان كل جندي مسلح يحمل بداخله مشروع حركة مسلحة .فيا ولاة الغرب قبل ان تدخلوا الاسواق والتجارة الحرة احسموا اولا ملفات الامن ونزاعات السلطة واعيدوا للنازحين واللاجئين ديارهم المهجورة والمحروقة ثم اعيدوا ترميمها . قبة بلا فكي .. من بين مساجلات النواب ومناقشاتهم تضيع قيمة الممارسة البرلماية الراشدة كنا نظن ان تحت القبة "فكي" ولكن هكذا هم يتجادلون ويتعاركون علي حواف القضية وهوامشها يتحدثون في كل شي حتي الحفل الراقص ولكن ربما لا يجرؤ احد ان يكسر قيده وياتي بما لا يشتهي الحزب "الكبير" ..ولا صوت هنا يعلو علي صوت الحزب ودولة الحزب مهما كان صدق القضية ومشروعيتها ..بالامس اقرت قيادة البرلمان جدول اعمال المجلس للمرحلة القادمة وتم حشد هذا الجدول بعدد كبير من البيانات والتقارير يقددمها السادة الوزراء اليس من الاجدي والاوفق لهذا البرلمان ان يتيح لكل نائب ان يستعرض ويعكس بكل شفافية حقيقة ما يجري بدائرته الجغرافية لان نظرية اي برلمان في الدنيا مبنية علي الرقابة والشفافية وحماية الحقوق وما نرجوه من "مولانا" احمد ابراهيم الطاهر ان يبحث عن صوت اخر يعيد للبرلمان توازنه . الشرق يتداعي .. ما الذي يحدث في شرق السودان ؟..هجوم علي البصات السفرية قتل ونهب وقطع للطرق وترويع للامنين هل هو انطلاقة الشرارة الاولي لاشعال الحريق في وثيقة الشرق ؟ ام هي محاولة لاسماع صوت الغاضبين من الوثيقة ومن عملية التسوية السياسية وتسريح المجندين ومهما يكن في الامر فان حراك الشرق لا يخرج من نطاق الغاضبين الذين يعتقدون ان اتفاق اسمرا تهدده ملفات عالقة في التسريح والتنمية وقسمة الكيكة . وايا كان الذي يجري هناك في الشرق تمردا او تفلتا فعلي الدولة ان تاخذ الامر بجد وتبسط هيبتها وسلطانها فاحترام الدولة في هيبتها وارادتها .. ويبقي السؤال المشروع والحائر : لماذا لا تجري الحكومة تحقيقاتها لهذه الاحداث اليست هي مسوؤلية الدولة بالدرجة الاولي وهل يكفي فقط ان تعلق الحكومة السفريات في طريق بورتسودانكسلا دون ان تزيل هذه الهواجس . استقالة ام "غضبة" ؟ يبدو ان لعنة الشراكة في الحكومة دفعت بالشيخ حسن ابو سبيب احد ابرز قيادات الحرس القديم بمعسكر "مولانا" الي خارج اسوار الاتحادي "الاصل" مغاضبا فكتب كلماته واستقالته الحزينة في وداع اخير منهيا تاريخا حافلا بالعطاء والمعافرة والمدافعة في سبيل ارساء دعائم ومبادي الحركة الاتحادية ..ولكن المشفقون علي الحزب اعتبروها غضبة حليم يمكن ان تتلاشي بطيب الخواطر ورجاءات الحكماء والعقلاء بالحزب واخرون اعتبروها غضبة بلا رجعة ولو ان الشيخ ابو سبيب مضي في مشواره الغاضب او انه استجاب للرجاءات فان مولانا يظل هو الخاسر في كلا الحالتين طالما ان الحزب لازالت تطارده لعنة "الشراكة" ..ولان الاستقالة كانت فاجعة ومباغتة رفضها مولانا وقابلها ابو سبيب "بالصمت" [email protected]