قلت لكم مراراً "إيدكم والقبر من حكومة السودان!! أو إرموا طوبة السودان في البحر".. فالحكومة السودانية لا يهمها أن تبيع مصر ومستقبل مصر عند أول.. ناصية!! الفقرة أعلاه منقولة نصاً من مقال كتبه المدعو عباس الطرابيلي بصحيفة الوفد أمس وهى الصحيفة الناطقة بإسم حزب الوفد المصري، ذات الحزب الذى تبرع له السودان بمساحة قدرها مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة بشمال السودان قبل عام تقريباً. وقبل الطرابيلى هذا كان المدعو أيمن نور يصفنا "بالقرف" في إجتماع رسمي مع الرئيس السابق مرسي. وأمس الأول خرجت صحيفة الأهرام المصرية بمناشيت يقول السودان تتخلي عن مصر .. البشير يؤكد: نساند سد النهضة الأثيوبي! الإعلام المصري درج على الإساءة للسودان كلما حاولت الخرطوم البحث عن مصالح شعبها دون الإرتباط بمصلحة مصر، وكأنهم يرون إن السودان لا يزال مقاطعة مصرية لم تنال إستقلالها أو إننا لا نزال تحت وصاية قصر الإتحادية. لا أدرى لماذا يتعامل الإعلام المصري بهذه الطريقة الإستعلائية وكأن السودان أقل شأنا من مصر، رغم ان المصريين الموجودين فى السودان الآن يقارب تعدادهم المليوني نسمة، يعيشون كما لو أنهم سودانين دون أن تكون هناك أى تفرقة بينهم والمواطنين الاصلين للبلاد، بل ويتم تفضيلهم أحياناً على المواطنين بطبيعة الكرم السوداني في كثير من المعاملات. حتى في إتفاقية الحريات الأربع فإن السودان يطبقها بالكامل دون أى شروط في محاورها بينما تشترط مصر لدخول السودانين (الرجال) إليها بدون تاشيرة أن تكون أعمارهم اقل من 18 عاما أو فوق الخمسين... مئات الشواهد يمكن ان نرصدها تثبت ما نقوله ومنها الاشهر على الاطلاق تلك الحملة المسعورة التى نفذها مأجورين عقب خروج المنتخب المصري من كأس العالم على يد الجزائر، والتي لم تستثنى حتى رئيس الجمهورية من الاساءة. لم يفكر الإعلام المصري الذي يكيل السباب للسودان الآن في أن الأمر يمكن أن يؤثر على الجالية المصرية الموجودة في كل أنحاء السودان، فمثل الطرابيلي الذي أساء لحكومة السودان دون أن يتورع في إيراد الالفاظ، لم يفكر لحظة في ردة الفعل التي يمكن أن تصدر عن قوله هذا هنا في السودان. وسفير السودان في القاهرة يبدو إنه غير آبه بما يقال هناك هذه الأيام فلو كان الرجل الذي قضي بالقاهرة أكثر من عشر سنوات في مكتب المؤتمر الوطني ومبنى السفارة كان يعمل بجد بين الشعب المصرى لأستطاع أن يمد جسور الدبلوماسية لمنع مثل هذه الترهات. ولا نعفي من المسئولية أيضا سفارة القاهرةبالخرطوم والتي كان ينبغي لها أن تكشف لأمثال الطرابيلي هذا وصحف وأحزاب القاهرة خطورة مثل هذا التناول على العلاقات الشعبية وتاثيره على الشعبين الشقيقين. بغض النظر عن رأينا فى الحكومة الحالية التي تحكم البلاد الا أنها تظل رمز السيادة الوطنية الذي لا نرضي له مساساً من أى إنسان خارج الحدود كان أو داخلها... ولذا فاننا ندعو السفارة المصرية لإيقاف مثل هذا العبث فمث هؤلاء الذين يكيلون السباب لنا لن نعدم أن نجد لهم رداً. [email protected]