راشد عبد الرحيم: الجنسية والقبيلة    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: المدنيون في الفاشر يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يهزم مازيمبي بثلاثية نظيفة ويصعد لنهائي الأبطال    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن عبود (3) .. واشنطن: محمد علي صالح
نشر في سودانيل يوم 15 - 06 - 2013


لندن: ليس مواليا لمصر
جدة: خوف من الانقلابات العسكرية
واشنطن: عبد الوهاب اقوى من عبود
بيروت: نهاية النفوذ البريطاني
عبود يعلن مجلسي قيادة الثورة، والوزراء، ويعقد اول مؤتمر صحفي
واشنطن: محمد علي صالح
هذه ثالث حلقة في هذا الجزء من الوثائق الامريكية عن السودان. وهي كألآتي:
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956). وكانت 25 حلقة.
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958). وكانت 22 حلقة.
وثائق النظام العسكري الثاني بقيادة المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها). وكانت 38 حلقة.
هذه وثائق النظام العسكري الاول بقيادة الفريق ابراهيم عبود (1958-1964). وستكون 25 حلقة تقريبا.
وبعدها، واخيرا، وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 25 حلقة تقريبا. ان شاء الله.
--------------------------------
وهذه عناوين الحلقة السابقة:
الميرغني يرفض الرئاسة ويحرج المهدي
خليل قال انه يريد ادخال الاتحاديين في الوزراة، لكن زروق لا يثق فيه
خلاف بين الميرغني وعلى عبد الرحمن حول التعاون مع الاتحاديين
زروق: السفارة الامريكية اشترت النواب الجنوبيين بعشرة الاف جنيه
وزراء من حزب الامة يستقيلون لادخال الاتحاديين
الانقلاب: واشنطن: يبدو بدون تدخل خارجي
خبير اسرائيلي: انقلاب موال للغرب
رئيس وزراء اثيوبيا: انقلاب موال لمصر
-----------------------
مصر تنتظر خليل:
17-11-1958
من: السفير، القاهرة
الى: وزير الخارجية
نسخة الى: السفير، الخرطوم
" ... قالت صحف القاهرة اليوم، قبل وصول اخبار الانقلاب العسكري في السودان، ان عبد الله خليل، رئيس وزراء السودان، سيصل الى القاهرة يوم 20-11 للتفاوض مع الرئيس جمال عبد الناصر حول العلاقات بين البلدين. وقالت ان مواضيع النقاش ستشمل: ماء النيل، تسوية حسابات مالية، وتوسيع العلاقات الاقتصادية. واذا توصل الجانبان الى اتفاقية، ستعرض على البرلمان السوداني عندما يستأنف جلساته يوم 8-12. وسيأتي مع خليل: وزير الخارجية محمد احمد محجوب، وزير المالية ابراهيم احمد، وزير الصحة محمد نور الدين، وزير شئون الرئاسة امين التوم، واخرون ... "
---------------------------
"انقلاب امريكي":
18-11-1958
من: السفير، القاهرة
الى: وزير الخارجية
نسخة الى: السفير، الخرطوم
" ... هذه تعليقات سريعة عن ردود الفعل المصرية للانقلاب العسكري في السودان:
اولا: سأل دبلوماسي في السفارة وكيل وزراة التجارة المصرية عن رايه في بيان الانقلاب بالتركيز على تحسين العلاقات مع مصر. واجاب المصري: "دائما يقول السودانيون انهم يريدون تحسين علاقاتهم معنا."
ثانيا: في حفل كوكتيل، وضع مدير الاذاعة المصرية يده فوق كتف دبلوماسي في السفارة، وقال بصوت عال ليسمع أخرون: "هذا اسعد رجل في هذا الحفل." وعندما استغرب الدبلوماسي، وسأله: "ماذا تقصد؟"، اجاب المصري: "هناك اخبار سارة لكم من الجنوب." (اشارة الى ان انقلاب السودان مؤيد لامريكا).
ثالثا: في نفس حفل الكوكتيل، سأل شخص احمد قاسم جودة، رئيس التحرير السابق لصحيفة "الجمهورية"، عن رايه في انقلاب السودان، واجاب: "اسأل الامريكيين. كانوا يعرفون كل شئ عنه قبل وقوعه." واضاف جودة بانه قرأ، في الاسبوع الماضي، في صحيفة "انترناشونال هيرالد تربيون" بان انقلابا سيقع في السودان، وسيكون مواليا لامريكا ... "
--------------------
الصحف المصرية:
18-11-1958
من: السفير، القاهرة
الى: وزير الخارجية
نسخة الى: السفير، الخرطوم
" ... نشرت الصحف المصرية اليوم اخبارا كثيرة عن الانقلاب العسكري في السودان. ونشرت تعليقين:
اولا: تعليق صحيفة "الاخبار": "نامل ان يحقق السودانيون ما جاء في بيان الانقلاب، وان يسود الاستقرار والرخاء في السودان. ونامل ان تهتم الحكومة الجديدة باحوال المواطنين، وان تعمل لوقف الفساد ..."
ثانيا: تعليق صحيفة "الاهرام": "بدات مصانع الحرب النفسية في واشنطن ولندن في ضخ اخبار تستغل اعلان انقلاب السودان. وتحوله لمصلحتها. وقالوا ان الانقلاب سيفتح الابواب امام المساعدات الامريكية للسودان. وسيعرقل مفاوضات ماء النيل بين السودان ومصر ... "
---------------------
الصحف البريطانية:
من: السفير، لندن
الى: وزير الخارجية
نسخة الى: السفير، الخرطوم
" ... تتلخص ردود الفعل في الصحف البريطانية للانقلاب العسكري في السودان في نقطتين:
اولا: يشبه انقلابات عسكرية في دول اخرى في العالم الثالث. يستولى عسكريون على الحكم من احزاب سياسية، ويتهمونها بالفساد.
ثانيا: لا يوجد دليل بان الانقلاب سيخضع للرئيس المصري جمال عبد الناصر ...
وهذه ملخصات تعليقات بعض الصحف:
اولا: صحيفة "تايمز": "انقلاب عسكري آخر. يبدو انه يركز على العلاقة بين السودان ومصر. في نفس الوقت، يعاني السودان مشاكل كثيرة، منها: بيع قطنه، والحصول على عملات صعبة، ورغبة الجنوبيين في حكم ذاتي. لكن، لن تحل هذه المشاكل لمجرد ان العساكر سيحكمون بدلا عن السياسيين. وعكس انقلابات في المنطقة كان وراءها الرئيس عبد الناصر، لا يبدو انه وراء هذا الانقلاب... "
ثانيا: صحيفة "ديلى تلغراف" المحافظة: "زاد عدد الحكومات العسكرية مؤخرا اكثر من اي وقت منذ الحرب العالمية الثانية. قال الانقلابيون انهم يريد تحسين العلاقات مع مصر. ولا داع للشك في نواياهم. ولا يمكن القول انهم يخضعون للرئيس المصري عبد الناصر ... "
ثالثا: صحيفة "مانشستر قارديان" الليبرالية: "انقلاب عسكري اخر. بالنسبة للسودان، اهم موضوع هو علاقته مع مصر. يوجد قانونان في علاقات السياسيين السودانيين مع مصر: اولا: اعلان عواطف دافئة نحوها. ثانيا: تحاشي الالتصاق بها. وربما ان الفريق عبود، او من يقف وراءه، اختار الانقلاب على السياسيين لانه لم يعد يثق فيهم للمحافظة على هذا التوازن في العلاقات مع مصر ... "
رابعا: صحيفة "ديلي ميل" المحافظة نشرت رأيا بقلم برودبنت، الحاكم البريطاني السابق لمديرية كسلا في السودان. كتب: "لا اعتقد ان عبود هو المخطط الاول لهذا الانقلاب. ولا يبدو لي ان عبود له شخصية قوية. أجلا ، او عاجلا، سيظهر المخططون الحقيقيون لهذا الانقلاب ... "
---------------------
المجلس الاعلى للقوات المسلحة:
18-11-1958
من: مكتب الوزير
الى: الوزير
نسخ الى: السفير، الخرطوم، وسفراء اخرين
"المجلس الاعلى للقوات المسلحة في السودان:
المصدر: اذاعة "هنا امدرمان" في السودان:
الفريق ابراهيم عبود. اللواء احمد عبد الوهاب. اللواء محمد طلعت فريد. العميد احمد عبد الله حامد. العميد احمد رضا فريد. العميد اميرالاي حسن بشير. العميد احمد مجذوب البحاري. العميد محمد نصر عثمان. العميد الخواض محمد. العميد محمد احمد عروة. العميد محمد احمد التيجاني. العقيد عوض عبد الرحمن صغير. العقيد حسين على كرار ."
-------------------------
مجلس الوزراء:
18-11-1958
من: مكتب الوزير
الى: الوزير
نسخ الى: السفير، الخرطوم، وسفراء آخرين
"الوزارة الجديدة في السودان:
المصدر: اذاعة "هنا امدرمان" في السودان:
الفريق ابراهيم عبود، رئيس الوزراء، ووزير الدفاع
اللواء احمد عبد الوهاب، وزير الداخلية والحكومة المحلية
اللواء محمد طلعت فريد، وزير الاعلام والعمل
العميد احمد عبد الله حامد، وزير الزراعة والري
العميد محمد رضا فريد، وزير الاشغال
العميد اميرلاي حسن بشير، وزير شئون الرئاسة
الاميرلاي احمد مجذوب البحاري، وزير المواصلات
السيد زيادة ارباب، وزير التعليم والعدل
السيد عبد الماجد احمد، وزير المالية والتجارة
السيد احمد خير، وزير الخارجية
الدكتور محمد احمد علي، وزير الصحة
السيد بارتينو جين، وزير الثروة الحيوانية
-------------------------------
رأي امريكي:
من: مكتب الوزير (ستيورات روكويل)
الى: الوزير
نسخ الى: السفير، الخرطوم، وسفراء أخرين
الموضوع: ملاحظات اولية على الوزارة الجديدة في السودان
" ... ارفق مع هذا قائمة اعضاء مجلس قيادة الثورة في السودان، والوزارة الجديدة هناك. تلاحظون ان اللواء احمد عبد الوهاب، نائب الفريق عبود في القوات المسلحة، صار وزيرا للداخلية والحكومة المحلية. ولان وزارة الداخلية تشرف على الامن الداخلي، وعلى استقرار النظام، تؤكد سيطرة عبد الوهاب عليها تقارير سابقة بان شخصيته اقوى من شخصية عبود ...
ولهذا، يمكن اعتبار عبد الوهاب الرجل الاقوى في النظام الجديد. ولا نعرف اشياء كثيرة عن بقية الوزراء.
وامس، اتصل بنا تلفونيا ابراهيم انيس، السفير السوداني هنا. وقال ان الوزارة "جيدة." والوزراء "رجال مؤهلون." ويميلون نحو طائفة الانصار او طائفة الختمية الدينيتين. وقال انيس انه لا يعتقد ان اي وزير له انتماء حزبي واضح ...
وحسب معلوماتنا:
اولا: وزير الخارجية احمد خير كان عضوا في الحزب الوطني الاتحادي، ثم استقال منه، وابتعد عن السياسة. ومؤخرا، انضم الى مكتب المحاماة الذي يديره محمد احمد محجوب، وزير الخارجية في وزارة عبد الله خليل (التي الغاها الانقلاب).
ثانيا: وزير التعليم والعدل زيادة ارباب، ومن قادة حزب الامة، كان يحتل نفس المنصب في وزارة خليل.
ثالثا: عبد الماجد احمد، وزير المالية والتجارة، هو والد السكرتير الاول في السفارة السودانية هنا، والذي يتوقع ان يدير السفارة عندما يسافر السفير انيس ... "
------------------------
رد الفعل السعودي:
19-11-1958
من: السفير، جدة
الى: وزير الخارجية
نسخة الى: السفير، الخرطوم
" ... قال لنا رجال اعمال سعوديون انهم يقلقون كلما وقع انقلاب عسكري في دولة عربية. ويخافون من انتقال العدوى للسعودية. وقال بعضهم ان على الملك فيصل استعجال الاصلاحات الداخلية ...
وقال لنا سعوديون مؤيدون للرئيس المصري جمال عبد الناصر انهم، في البداية، فرحوا لانهم اعتقدوا ان الانقلاب ناصري (مثل الذي وقع في العراق قبل شهور قليلة). لكنهم لاحظوا ان اذاعة القاهرة لم تتحمس للانقلاب ...
وعلمنا ان بلخير، مستشار الملك فيصل الاعلامي، اطلعه على ما حدث. وقال لنا مقربون من الملك فيصل انهم يؤيدون الانقلاب اذا حقق للسودان الاستقرار والرخاء ...
وقال لنا محمد مسعود، من كبار الدبلوماسيين في وزارة الخارجية السعودية، ان النظام الجديد سيحسن العلاقات التي كانت متوترة مع مصر ...
وقال لنا اللواء الطاسان، قائد القوات الجوية، انه قلق. ويريد مزيدا من المعلومات عن ما حدث. وطلب من عسكريين اجراء مقابلات مع القادمين من السودان في مطار جدة، وجمع معلومات منهم ...
وقال لنا سفير باكستان هنا، وكان قبل ذلك سفيرا في الخرطوم، ان الانقلاب مؤيد للغرب ... "
---------------------------
رؤساء تحرير الصحف:
19-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
" ... اذاعت اذاعة "هنا امدرمان" اليوم البيان الأتي:
"اجتمع الفريق ابراهيم عبود مع رؤساء تحرير الصحف السودانية. واعتذر لهم عن قرار اغلاق الصحف لمدة يومين. وقال انهم يستطيعون الأن استئناف صدور صحفهم. وطلب منهم مساعدة الحكومة بان يلتزموا بالمسئولية الوطنية. وطلب منهم الا يهاجموا بعضهم البعض. والا يشيروا الى الاحزاب السياسية لانها الغيت ... "
----------------------
مؤتمر صحفي:
من: السفير، الخرطوم
الى: الوزير
" ... هذه معلومات من اول مؤتمر صحفي يعقده الفريق ابراهيم عبود بعد الانقلاب العسكري، جمعناها من متعاونين مع المركز الثقافي (المكتبة الامريكية) وثلاثة صحافيين امريكيين: بيلي من صحيفة "نيويورك تايمز"، وبرندرقاست و بويلز من مجلتي "تايم" و "لايف."
حضر المؤتمر عبود، ونائبه احمد عبد الوهاب، وحسن على عبد الله، وكيل وزارة الخارجية. وكان هناك رؤساء تحرير صحف سودانية، حتى التي تمثل الاحزاب السياسية التي الغاها الانقلاب.
وقرا عبود بيانا اعلن فيه امكانية عودة الصحف للصدور. وحذر هذه الصحف من الأتي: اولا: نقد النظام. ثانيا: نشر اخبار القوات المسلحة بدون اذن. ثالثا: نقد الطوائف الدينية او الاساءة اليها. رابعا: نشر اخبار تسيئ الى علاقات السودان مع الدول الاخرى ...
في اجابة على سؤال اذا سيقدم السياسيين الى محاكمات، قال: "لا اريد الحديث عن الماضي. اريد بداية جديدة. وما حدث حدث."
وفي اجابة على سؤال اذا سيقبل هدية الاسلحة التي كانت بريطانيا ستقدمها الى السودان قبل الانقلاب، قال: "اذا وصلت الاسلحة الى ميناء بورتسودان، سأقبلها."
وفي اجابة على سؤال اذا سيستقبل وفدا روسيا كان اعلن عن زيارته للسودان قبل الانقلاب، قال: "سنرحب بهم، لكنهم لن يؤثروا علينا (على السياسة الخارجية السودانية)."
وفي اجابة على سؤال اذا سيقبل المعونة الامريكية التي كان البرلمان اجازها، قال: "سنرحب بها على شرط ان تكون حسب اتفاقية تراعي مصلحة السودان. يقبل السودان مساعدات من اي دولة، ما دامت غير مشروطة، وما دامت تراعي مصلحة السودان."
وفي اجابة على سؤال اذا كان الحكومة الجديدة ستضع دستورا جديدا، قال: "ليس الأن."
وفي اجابة على سؤال عن فرض رقابة على الصحف، قال: "لن نراقب اي صحيفة، لكن يجب ان تراقب كل صحيفة نفسها."
راينا:
حسب مصادرنا، اجاب عبود على كل الاسئلة، وفي سهولة. لكن، برهن عبد الوهاب على قوة شخصيته، ومرات قاطع عبود. ومرات اشترك في مناقشات جانية مع صحفيين بينما كان عبود يتحدث. وبعد نهاية المؤتمر الصحفي، تجمع صحفيون سودانيون يهنئون النظام حول عبد الوهاب اكثر من الذين تجمعوا حول عبود ... "
----------------------------
صحف بيروت:
20-11-1958
من: السفير، بيروت
الى: الوزير
نسخة الى: السفير، الخرطوم
" ... هذا عرض لتعليقات الصحف اللبنانية على الانقلاب العسكري في السودان:
اولا: صحيفة "الانوار" الناصرية: "رحبت لندن وواشنطن بالانقلاب، وهذا يدعونا للتساؤل والشك. يجب ان يعرف الفريق عبود ان مصر والسودان ولدا دولة واحدة. وان الامبريالية هي التي قسمتهما ... "
ثانيا: صحيفة "السياسة" القومية العربية: "مرحي بحركة القومية العربية المستمرة. ما حدث في السودان يوضح ان القومية العربية تتقدم. وسقطت حكومة عبد الله خليل التي كان وزرائها عبيدا لبريطانيا ... "
ثالثا: صحيفة "الكفاح" اليسارية: "نؤمن بان النظام الجديد في السودان سوف يتحالف مع عبد الناصر، ما داموا قالوا انهم يريدون انهاء الجفوة المفتعلة مع مصر ... "
رابعا: صحيفة "الصحافة" البعثية: "تعلم الغرب من ثورة العراق ان الشعوب لا يمكن ان تقبل بالظلم. لهذا، يريد حكومات موالية له تأتي الى الحكم بانقلابات عسكرية. لهذا، ترحيب الغرب بالانقلاب العسكري في السودان يدعو للقلق، لا للطمأنينة ... "
خامسا: صحيفة "التلغراف" القومية العربية: "قال مراقبون ان للغرب يد في الانقلاب العسكري في السودان ... "
سادسا: صحيفة "الشرق" الموالية للشيوعيين: "نرحب بانقلاب السودان لانه سيقضى على الفساد ... "
سابعا: صحيفة "الحياة" المحايدة: "ننتظر برهانا على ان العسكريين اكثر قدرة على الحكم من السياسيين في الدول العربية. ونرحب بنهاية المشاكل في العلاقات بين مصر والسودان، وكانت هذه المشاكل تعرقل جريان الدم في الجسم العربي ... "
ثامنا: صحيفة "النهار" المحايدة: "وقع الانقلاب العسكري في السودان بسبب فشل السياسيين في الحكم. حتى اضطروا لان يرحبوا بمساعدات من روسيا. بينما يريد الروس التغلغل الى السودان باغراء شراء قطنه ... "
تاسعا: صحيفة "الناس" التي كان رئيس تحريرها زار السودان في السنة الماضية: "كان الانقلاب العسكري هو الحل الوسط بين الحكومة والمعارضة ... "
عاشرا: صحيفة "لا اورينت" الفرنسية: "يدور النقاش حول اذا انقلاب السودان مؤيد للغرب او لعبد الناصر. وطبعا، يؤيد الغرب الحكومات التي تساعده على فرض حصار حول عبد الناصر ... "
[email protected]
-------------------------
الحلقة القادمة: سياسة عبود في جنوب السودان
------------------------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.