الاخ العزيز و الصديق الدكتور خالد التيجاني ... تحياتي و أحترامي .. عرفتك منذ المدرسة الثانوية بكوستي القوز هادئاَ و مهذباً و رصيناً في فكرك و تعاملاتك و كنت اتمني ان لا تتخلي عنك هذه الرصانة و أنت تفند و تحلل الوضع السياسي للإنقاذ وهو وضع أصبح لا يحتاج الي متخصص في السياسة، أو ممتهن لها، ليحلله و يرده الي أسبابه الحقيقية. الحقيقة الدامغة ان الإنقاذ مجموعة من اللصوص و الفاسقين الذين لا يرعون لله إلاً و لا ذمة ناهيك عن الشعب السوداني، و أود هنا أن انقل النقاش بيني و بينك حول الأسباب التي مكنت للإنقاذ 25 عاماً في رقاب الشعب السوداني، الي مستوي آخر أراك تحاول تفاديه في كل تحليلاتك و هو مستوي الأخلاق. و الأخلاق ، سيدي خالد، هي أس الإسلام، و رسولنا الكريم " إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق" و أقرب الناس مجلساً منه يوم القيامة أكارمنا أخلاقاًو انت تعلم أخي خالد أن ثمرة الدين كله بصلواته و صيامه و قيام ليله و حجه و تلاوة قرآنه و زكاته و صدقاته و هلمجرا، هي الأخلاق. من لم تنهه صلاته عن المنكر فلا صلاة له. ما بالك أخي خالد بمن لم تمنعه صلاته من الكذب، و القتل و التشريد و العمالة و الإغتصاب و أكل أموال الناس بالباطل. ما بال ، أخي خالد، بمن لم يمنعه ضميرةه من فعل كل هذه الموبقات بإسم الله؟. لماذا تركز فقط ضعف المعارضة و توازنات القوي و غيرها و تتجاهل البوار الأخلاقي الذي تعيشه الجبهة القومية الاسلامية بكافة مستوياتها ابتدءاً من حسن الترابي و مروراً بأصغر عضو فيها؟ لماذا لا تقول لنا أن قاع الانحطاط الاخلاقي للإنقاذ لا حد له و هي تلعب بالبيضة و الحجر مع قرآن الله سبحانه و تعالي و سنة نبيه و سنن الصالحين من ممن تعاقبوا علي حكم أي ثلة من المؤمنين؟ الإنقاذ الغادرة. التي غدرت بالاحزاب السياسية المتوافقة معها علي الديمقراطية كأساس للحكم و التي غدرت بالشعب السوداني الذي أعطاها ثلثي البرلمان في دوائر الخريجين كعربون ثقة و محبة كان يمكن ان يتطور الي تفويض كامل لو أنها احسنت نيتها و عملت وفق قوانين الديمقراطية و ووجهت طاقاتها الفكرية نحو إحداث التطور و النقلة المطلوبة في حياة الشعب السوداني و حجزت له مكاناً يليق بإبائه و شموخه و علو كعبه علي الآخرين، تحت الشمس. و لكن الإنقاذ، و لأنها مفرغة من القيم و كوادرها لم تتربي التربية اللازمة التي تزكيهم و تجعلهم يترفعون عن دنيئ الأخلاق قررت ان تمضي وفق ما يمليه عليها ضميرها المريض و أن تختزل السودان كله في طموحاتها التافهة التي لا تسوي عند الله جناح بعوضة. أتدري من الخاسر يا خالد؟ الخاسر هو الحركة الاسلامية السودانية التي إستطاعت بكل غباء و لنقل بكل فجور و فسوق و عتو علي الله سبحانه و تعالي أن تحول امة كاملة من أمة تحتفي بالإسلام في كل شيء الي أمة تري في الدين الضرر البالغ و البلاء الماحق و يتجنب أفرادها أن يتهموا بالإنتماء لأي جماعة تدعي العمل بالإسلام و للأسلام . يكفي أن يس عمر الإمام قال أنه يخجل من أن يدعوا أبنائه الذين من صلبه أن ينضموا الي الحركة الاسلامية. نظام فاسق و فاجر و مارق علي الله سبحانه و تعالي لا يمتنع عن فعل أي شي و كل شي حتي يصل الي مراميه الدنيوية الزائلة، و العجيب أنهم عندما يصلون الي هناك، فوق الجثث و الدماء و الظلم و القهر، لا يجدون شيئاً. إنه سراب بقيعة الذي يحسبه الظمآن ماءاً حتي إذا جاءه لم يجد عنده شيئاً. ما أطال عمر النظام أخي خالد، هو بيوت الأشباح، و سفك الدماء ،و إغتصاب النساء و الرجال، و التشريد من الخدمة، و إدخال البلاد في دوامة العمالة للآخر ،مثل فصل جنوب السودان ،و إعطاء ملفات إخوانكم ممن ينتمون للإسلام السياسي ، و الذين جاءوكم مستجيرين، الي المخابرات الامريكية و الغربية بغية غض الطرف عنكم حتي تزدادوا من رشف الدماء و النيل من الأعراض و أكل الحرام. ما أبقي الإنقاذ 25 عاماً هو تحطيم البني التحتية للإقتصاد السوداني و نهب مؤسساته بشكل مدروس و تحويل هذه المؤسسات الي مأكلة لم تتجاوز كروش أفراد بعينهم باعوا حتي حديد سكك حديد الجزيرة لتجار الخردة و ورطوا مزارعيه في الديون و أفقروهم بإستيراد التقاوي و الأسمدة الفاسدة و جعل المواطنين يوقعون إقرارات يوافقون فيها علي نزع حواشاتهم منهم في حال تعثرهم في السداد، في محاولة للإستيلاء علي المشروع و تقديمه لشركائهم من الخارج. ما أجلس الإنقاذ 25 عاماً أن الشعب، و لحبه الفطري لدينه و سهولة إنقياده لكل من يطل عليه من نافذة الدين، لم يثر عليهم و كان يحسن الظن بهم و لم يدري أنهم أبالسة من نسل الشيطان الذي كان يجلس لأبي هريرة في الطريق الي المسجد فيرده الي بيته بحجة أن الصلاة انقضت و الذي إتضح أنه كذوب، يقول كلمة الحق و يرمي وراءها الآلاف من كلمات الباطل. إن الفئة التي تخون الله و رسوله و المؤمنون، فئة ملعونة و لن يوفقها الله سبحانه و تعالي في مسعي أبداً، و من يسير خلفها فإنه يسير في ضلال مبين. الإنقاذ يا أخي خالد سقطت لأنها و العياذ بالله إستغلت دين الله في ما يبغض الله و لانها آذت الله سبحانه و تعالي في خلقه فقتلتهم و أجاعتهم و أمرضتهم و شردتهم من وظائفهم و أعمالهم و متاجرهم و أكلت أموالهم بالباطل و نهبت ثرواتهم و قسمت دولتهم فأورثتهم الضعف و الهزال و انتهكت عروضهم رجالاً و نساءاً. الإنقاذ، مثلها كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. هي كلب عقور و الكلب العقور شرعاً يجب أن يقتل. اللهم سلط عليهم عباداً من عبادك أولي بأس يجوسون في ديارهم فيزيقونهم مر العذاب و اجعل اللهم فتنتهم بينهم و خذهم أخذ عزيز مقتدر. إنهم نوع من عبادك المغضوبين لم نسمع بهم في سير الأولين. [email protected]