بسم الله الرحمن الرحيم لعل الله خلق البشر وطبيعة كل شخص تختلف عن الآخر سلوكاً ومن مجموعة هذه المخلوقات تكونت البلاد والدول وظل التآلف بينهم في السراء والضراء وتكوين المجتمعات السائدة الآن تحت مظلة دولة واحدة الآ وهو السودان الذي ينتمي اليه الشعوب بأجمعه. وفي ظل المتغيرات والعوامل السياسية فُرض واقع جديد وهذا الواقع جاء نتيجة للصراع واستحواذ وتكالب الدول الطامعة لثروات البلاد وهيمنة الإمبريالية على الشعوب واتخاذ سياسة ماكرة تصطاد من خلالها ما تصبو إليها ودفعت إلى إنفصال دولة جنوب السودان. ولتتمكن هذه الدولة الوليدة في تحقيق أهدافها ينبغي عليها أن تسعى إلى إيجاد المقومات لإرساء قواعد للدولة الحديثة وبرزت من خلال هذا السعي أن تكون معالم الحدود واضحة جغرافياً وفي سبيل ذلك برز النزاع بين السودان ودولة جنوب السودان. الخلاف على الحدود وأبرز مظاهره تلك الحملات الدعائية التي وجهها دولة جنوب السودان ، وللوصول الى التسوية لابد من مناقشة الموضوع وإمكانية الوصول الي الحل وأن يتم الإستعراض على مختلف الاحتمالات ويترك للقارئ في النهاية ترجيح كفة الإحتمال الأكثر واقعية بأن ما تتناوله الصحف خلال فترة النزاع نجح السودان في الاستفادة لوجهات النظر كما أن حوادث الحدود على أنها خفيفة موضوعية وأحياناً تؤدي إلى غياب وجهة نظر الطرف الآخر. إن هذا النزاع المرير الذي باعد بينهما منذ الإنفصال لم يكن بسبب الحدود المشتركة وتكمن في الاختلافات البسيطة والطفيفة على الخرائط يمكن حلها بطريقة سلمية ولذلك نأمل أن لا تكون مسألة الحدود جزءا بارزاً في المعركة ونستبعد أن لا تقع الحوادث وأن لا تصل ذروتها بإشتباكات مسلحة. إن المحادثات الجارية في المراحل القادمة تعتبر تمهيد للوصول إلى الأهداف لإرضاء الطرفين وإن نزاع الحدود مسألة ثانوية ولا ترقي إلى إبراز التعصب والمرونة مطلوبة وإبداء النوايا الحسنة في العلاقات بين الأطراف من ضمن الوسائل الناجعة واستئناف التجارة على نطاق شامل وفتح الممرات وضرورة مراجعة الاتفاقيات وفحص المعاهدات التي أبرمت في وقت سابق والتعامل بين الجيران على قدم المساواة وأن تحدد المنطقة الحرة التي تتم فيها التداول الغير مشروط كما أن الثقة لابد أن تكون متوفرة لديهم تشجعهم على نبذ الجو العدائي المتبادل بينهم . ونحسب أن ينتهي هذا الصراع الدائر المفزع بتخفيف حدة التوتر حتى يعود بفائدة أكبر وإزالة الركود الحالي وضرورة الالتزام بالاتفاقيات حتى لا تنهار ما تحقق من مكاسب وأن تتنادى الدولتان بالوحدة حتى تنعم الشعوب بالاستقرار والنماء والأخوة الخالدة مواصلة لبناء أواصر التلاحم للأجيال القادمة وأن لا تظل بؤرة التوتر سحابة قاتمة وضبابية تحجب الرؤية . والله المستعان. محمدين محمود دوسة [email protected]