موت بهنس أثرفينا عميقا ، بردا في بلادالله البعيدة سنصبح نحن يهود التاريخ، منافي وشتات وقهر وذل وتسلط على أبناء شعبنا من حاكميه أنفسهم يموت المبدعون في بلادي بردا في منافي .. فهم هجروا بلادا لا تحترم إنسانها مطلقا بل تعتبره فقط كائنا مذنب بإنتمائه لها وتعامل السفارة السودانية بالقاهرة مع موت الأديب بهنس لم يكن إنسانيا ولا يرقى لقيم سودانيتنا السمحة وإسلامنا الذي أمرنا بإكرام الميت بدفنه .. ولكن النظام يكرس لتصفية الحسابات مع السودانيين حتىبعد موتهم لجريمة إنتمائهم لوطن يحكمه المتنطعون سلوك ليس غريبا حينما يصدر من أناس يعترفون بأنهم قتلوا مئات الآلاف قصفا و حرقا وأغتصبوا نساءهم ويتموا أبناءهم ويعترفون بأنهم فعلوا ذلك دون وجه حق ويرغبون في مواصلة المسلسل الدموي والبقاء على جثث الشهداء وصراخات الأرامل والأطفال ودون حياء يرددون "هي لله .. هي لله" عجزت بعثاتنا الدبلوماسية كل أنحاء العالم أن ترتقي لمستوى التعامل الإنساني مع مواطنيها السودانيين وهي كثيرا ما تدعهم هكذا بلا سند أو دعم وتتدخل فقط لأخذ الجبايات والضرائب من جيوبهم دون أن تقدم لهم مقابل ذلك شيئا وفاة بهنس بهذه الطريقة في بلاد بها جالية سودانية كبيرة وبها قنصلية وسفارة لدولته مؤذنا بإنهيار قيمتنا كبشر بين الأنام بهنس الآن صرخة في أذن كل من يشكك في ضرورة التغيير وحتميته للإرتقاء بقيمة الإنسان السوداني الذي لم تعد كما كانت عليه في زمان مضى هنالك الآلاف في القاهرة ممن خرجوا من السودان طالبين عيشا أكثركرامة ومن ضحايا التعذيب والقهر والجوع والفقر والجهل والموت الذي تنشره الإنقاذ المتأسلمة يوما بعد يوم في جسدنا كأمة تحتضر فأصحاب الرأي و الفكروالأدب في أي زمان هم المنارات التي تضئ الطريق للأمم للترقي والتقدم وكل الأمم الراقية ماترقت إلا بعد أن سارت على هدي تلكم المنارات وأشرأبت لقاماتهم السامقة ولكن الإسلامويون ظلوا طوال تاريخهم الدموي يواجهون الفكروالأدب بالسيف والنار تماما مثلما كان يحدث في عصور الإنحطاط الثقافي في التاريخ سيظل موت بهنس بقعة دم في ثوب الحسين .. ومؤذنا بالتغيير والثورة لإحلال كرامة الإنسان في المقدمة في وطن الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوما [email protected]