منذ ان كان السودان بلدا واحدا كان الجنوبيون المتواجدون بالشمال او الجنوب مسالمين وودودين يتميزون بالفكاهة وتحس انهم ﻻيضمرون اى شرا للشماليين ولكن بمجرد توقيع اتفاق السلام الشامل بدا الساسة يدغدغون عواطف مواطنيهم باسم الدين والقبيلة والهوية للوصول الى اﻻستفتاء المفضى الى اﻻنفصال حتى يتمكن الانسان الجنوبى ان يحكم نفسه بنفسه وبالتالى يكون قد عتق نفسه من التعبية ويصبح فى الدرجة اﻻولى بدﻻ من ان كان مواطنا من الدرجة الثالثة بحسب ما رسخ فى اذهانهم من احلام وبالفعل استطاع السياسيون تحقيق اهدافهم وسط احلام ابناء الجنوب واﻻوهام التى رسمها لهم القادة بوطن جديد غير انهم جميعا تناسو تعقيدات القبيلة التى تواجه هذا المجتمع الذى يضعف عندما تكون مصلحة القبيلة معرضة للخطر فقبائل الجنوب (الدينكا والنوير) تضمر العداء لبعضها البعض منذ امد بعيد واذا ما نظرنا الى ما يجرى فى الجنوب اﻻن نجده ﻻيخرج عن سياق ما ذكرنا ومن دخول البعد القبلى فى خضمه لذا يمكن القول ان صراع سلفا مشار صراع تحكمه القبلية البحته والتى انفجرت بعد احتقان طويل وتراكمات وتربص بالاخر لفترة ليست بالقصيرة اذا ما اخذنا فى اﻻعتبار محاولة سلفاكير جمع السلاح من ايدى الجيش الشعبى الذى ﻻيزال لم يخرج من سياق المليشيات وتخطيطه ﻻنشاء قوات نخبه من ابناء الدينكا تمسك فى المستقبل بزمام المبادرة وبالتالى يتسنى (لكير) البقاء اطول فترة ممكنة فى سدة الحكم ولعل القارئ الكريم قد يتساءل عن مناصرة باقان وربيكا قرنق لمشار مع ان اموم من الشلك وربيكا من الدينكا واﻻجابة تكون فى خضم الصراع القبلى القديم المتجدد فان قبيلة الشلك بديهيا ستتحالف مع قبيلة النوير فى ظل العداء التاريخى بين معظم قبائل الجنوب مع قبيلة الدينكا نسبة ﻻضطهادها لها طيلة سنين طويلة ويمكن القول هنا ان معظم قبائل الجنوب لها امتدادات مع دول الجوار ماعدا قبيلة الدينكا التى ﻻتملك جزورا خارجية اما السيدة ربيكا فهى ترى انها يجب ان تكون السيدة اﻻولى وبالتالى لم تاخذ وضعها الطبيعى فى الدولة الوليدة واذا ماخرجت اﻻمور عن نطاق السيطرة وغرق الجنوب فى الفوضى فانها بلا شك ستعود ولو مكرهة لسلفاكير مرة اخرى لحماية نفسها وقبيلتها ولم يغب الجنوب وما يشهده عن الاعلام العالمى وأشارت صحيفة الاندبندنت إلى أن جنوب السودان لم يكن موجودا كدولة من قبل بل كان تجمعا من القبائل وصعوبة أفريقيا في تشكيل دول فاعلة غالبا ما تصطدم بالقوى الاستعمارية والحدود الاعتباطية التي أنشأتها، ومع ذلك فإن هذه الحدود غالبا ما تضفي وظيفة شرعية ما زال جنوب السودان يفتقر إليها حتى الآن. وأضافت الصحيفة أن جنوب السودان خرج إلى حيز الوجود من "المساعدة المسرفة" التي قدمت له من العالم الخارجي، وأنه ما يزال "دولة هشة" وأن حكومته الديمقراطية نظريا ما هي إلا اندماج فضفاض لما وصفتهم بأمراء حرب بينهم عداوات متبادلة تربطهم معا الأموال الوفيرة التي يقدمها العالم الغربي، وهذا المال غالبا ما يكون له نتائج عكسية مأساوية ولا يساعد في تشكيل دولة راسخة. اما قبائل المورلى والتبوسا واللادو والباريا وغيرها فستكون الضحية والمتاثرة التاثير اﻻكبر اذا ما انزلقت اﻻمور الى هاوية الحرب القبلية ويرى مراقبون انها اى تلك ستحاول السيطرة على العاصمة باعتبارها منطقتهم التاريخية وبالتالى ستخسر الكثير من رجالها ومهما تعددت الوساطات لجمع شمل الفرقاء فان افوضع فى الجنوب لن يعود الى سابق عهده فى ظل استنفار كل قبيلة ﻻبناءها وبذلك سيهرب كل ابناء قبيلة وخاصة العسكريين منهم بعتادهم الى حيث موطن القبيلة للدفاع عنها على كل فان قادة الجنوب هذه الدولة الوليدة وضعو انفسهم امام تحد حقيقى اما ان يسمو فوق طموحاتهم وتطلعات قبائلهم ويكونو رجال دولة حقيقين او انهم سيتحملون المسئولية كاملة لفصلهم الجنوب وعدم مقدرتهم على المحافكة عليه موحدا ومستقرا ﻻن التاريخ سوف لن يرحمهم جميعا [email protected]