* تعريجة أُولى: تستوقفنى دائماً كتابات الأساتذة: الطاهر ساتى، سعدالدين إبراهيم( قبل أن يغير أُسلوبه وجريدته) وعووضة، فكتاباتهم ملهمة كما تعجبنى دائماً زرزرتهم( محاصرتهم) للمسؤلين بسبب بعض التصريحات التى يصدرونها، كما يزرزر الصيادون والقنّاصون فرائسهم على الرغم من اختلاف الهدف، فالصياد يزرزر فريسته ليظفر به لنفسه، أما هؤلاء فإنهم يفعلون ذلك ليتوب مُصْدِروا التصريحات الجوفاء والمسيخة عن اصدارها حتى يستريح الشعب منهم ومن تصريحاتهم، وليتهم يتوبوا حتى نستريح وإلى الأبد من ربما وسوف وهلمجرا. * تعريجة ثانية: فى بداية الأزمة الإقتصادية العالمية الحالية التى ضربت معظم الإقتصاديات العالمية الكبيرة والصغيرة ابتداءً من الولاياتالمتحدة وانتهاءً بأضعف اقتصاد، سُئِل أحد علمائنا الإقتصاديين هنا فى السودان من خلال برنامج إذاعى وهذا الرجل يحمل درجة الدكتوراة فى الإقتصاد ورئيس لجنة فى المجلس الوطنى وربما يعمل أُستاذاً فى إحدى الجامعات السودانية سُئِل عن هل ستؤثر تلك الأزمة الإقتصادية العالمية على الإقتصاد السودانى؟ فأجاب بأنها لن تؤثر علينا معللاً لذلك بعدم ارتباطنا المباشر بالإقتصاد الأمريكى. ومرة أُخرى وبعد حوالى كم سنة سُئِل اقتصادى سودانى آخر عن هل ستتأثر خزينة الدولة وإيراداتها بسبب انفصال دولة الجنوب وذهابها ببترولها؟ فأجاب بكل أسف بلا! واقتنع السامعون بإجابته وناموا على العسل وكان البلاء! ورغم ذلك فقد أثرت تلكم الأزمة الإقتصادية على اقتصادنا كما أثر عليه انفصال الجنوب وستؤثر عليه مرة ثالثة اضطراب الجنوب كما يؤثر المرفعين (الذئب ) على الحمار والسِّمِع(كلب الخلاء الذى يفتح فريسته وهى جارية من فتحة الشرج) على فريسته. فهاهو الآن قد ظهر الأثرالإقتصادى الآن على حياة الناس؟ * تعريجة ثالثة: قبل حولى ثلاث أو أربع سنوات من سنوات السودان الأخيرة هذه التى ابتلى فيها أهله بالخوف والجوع ونقص فى الأنفس والثمرات أطلّت علينا أجهزة الإعلام السودانية بتصريحات أو اقتراحات لوزير المالية الإتحادي السابق آنذاك الأُستاذ على محمود وهو رجل اقتصادى محنّك، حيث أفادت تلك الأجهزة بكلام للوزير يدعو فيه الشعب السودانى للعودة لأكل الكسرة ونسى أو تناسى أن جزءً كبيراً من الشعب السودانى ما زال يعتمد أساساً على الكسرة والعصيدة والقرّاصة وخميس طويرة وجدادة بصوفو وأم طبج و... فى غذائه اليومى ولم يتنكروا يوماً لهذه الأكلات التى لم يعرفوا غيرها من الأكلات التى ربما حرمتهم منها السياسات الإقتصادية الشاطرة والشتراء معاً!. إن الوزير قال هذا الكلام ربما ظناً منه ذلك الاقتراح سيؤدى مع سياسات أُخرى لم يفلح فى تطبيقها لإصلاح الخلل الإقتصادى فى البلاد. ولكن بقى الحال بل تدحرج للأسوأ مما كان عليه، فلا الاقتصاد انصلح ولا الكسرة أصبحت شعاراً للسودانيين ولا تركوها بالمرة ولا الوزير بَقِىَ فى منصبه، وقد بقى قول الشاعر: وأكل كسيرة فى كسر بيتى أحب إلىَّ من أكل الرغيف * كَسْرَة وتعريجة رابعة: ما زالت الكسرة وبقية أخواتها يزاحمن الرغيف ومشتقاته من وجبات المطبخ المفتوح التى لم نعرفها إلا فى المسلسلات وبيوت ومناسبات كبار المسؤلين ورجال المال والأعمال والفنادق الكبيرة. على كل ذهب الوزير على محمود بمقترحاته الفنَانة الرنّانة وجلس على كرسيه وزير آخر هو أيضا من كار التجار وحوش الإقتصاد وهو الوزير الحالى بدر الدين محمود الذى عمل لفترة طويلة فى البنك المركزى السودانى متعهداً مع زملائه بدفع السندات عند الطلب إلى ان تم تغيير العملة مؤخراً واستبدلت عبارة التعهد التى كانت على عملاتنا الورقية السابقة بعبارة ورقة نقد قانونية، ويكفي هذا للقول بأن الوزير الحالي عارفاً بأدق الاسرار المالية في الدولة فهل تكفيه معرفته لهذه الأسرار لمعرفة أصغر أسرار انهيار اقتصاد البلد لهذه الدرجة والقدرة على إنقاذه؟ فالجنيه أو الألف جنيه (بالقديم) أصبح الان أُلعوبة فى يد العملات الأُخرى لايقوى على فك يده من مسكتها كما أصبحت قيمته الحقيقية الآن 2 كيس مدمس . ترى إذا استمر هذا التدهور الإقتصادى المريع بكم تكون لفّة الكِسرة التى كانت تصنع أيام ولاية على محمود على المال العام مقارنة مع سعرها وحجمها فى ولاية بدرالدين محمود هذه الذى زاد سعر الرغيف فى زمنه وقلّ حجمه حتى تذكر الناس أيامهم التى الماضية التى كانوا يتركون فيها الرغيف يمسى أو يصبح أو يضحَى قرقوشاً؟. على كل أرى فى الأُفق بوادر حوجة للقرقوش والكِسرة الناشفة والقنقو( الماروق) والله يستر أهل الهامش من حفر بيوت النمل وأكل لحاء وأوراق الأشجار والملوخية. [email protected]