الامر لا يحتاج لفلاسفة أو مفكرين مثل الذين يدعون انهم مفكرين ، من الذين تكالبوا على لقاء قاعة الصداقة تكالب الاكلة على قصعتها . ولعل الرجل نظر امامه فوجد ثلاثة ممن يدعون انهم مفكرى السودان فإستخدم خطاب يليق بهوانهم عليه وهم يجلسون فى بهوه ينتظرون عطية يتوجون بها سوء تاريخهم المتواطىء مع الدكتاتوريات والسارق للثورات ودماء الشرفاء. فقد كان خطابه مفاجئة لهم قبل ان تكون لغيرهم وجلسوا أمامه مكسورى العين والخاطر بعد أن وضح لهم أن بطيخة حكم الانقاذ لا تحتاج لثعلب آخر يربطها فى ذيله. حتى وإن قطع نضال الشعب الطويل المتوج بسبتمر ذيل المؤتمر الوطنى. غازى صلاح الدين يتوسط الصادق والترابى رسالة توضح للطاقية انهم جاهزون للتهافت على ما يخرج من بين فكيه ، اللافت للنظر ان كل من كان يجلس فى الصف الامامى ، بل وأغلبية الحضور باستثناء الاعلاميين كان يلبس جلابية وعمة . اذن كيف ظن هؤلاء بأن تحل قضايا السودان بلون واحد وزى واحد ولسان واحد . وفكر واحد ودين واحد!! استمر الخطاب لأكثر من ساعة فذكرنا بمرسى فى خطابه الاخير ، فالبشير طوف بناء وتأتأ وتلعثم وعذب سيبويه فى قبره ب(نصب) الفاعل ورفع المفعول به ، بل انه أخطأ حتى فى النشيد الوطنى فقال (لم نخن) ويبدو ان الرجل الذى كان يستشهد بالقرآن ويدعى أنه ذراع الله فى أرض السودان ومطبق حدود الله وحفيد العباس لا يفرق بين لن ولم . ولعله يقرأ (لن يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين .... الخ آخر الاية) على كل. للذين يريدون تفسير لخطاب يونس شلبى بقاعة الصداقة أقول إقروا الخطاب من المشهد وستجدوا أن أفصح ما قدمه لقاء قاعة الصداقة هو أنه جمع بين المتعوس وخائب الرجاء . وبحمد الله أن المتعوس لم يعد خائبي الرجاء بشىء فهو أدخلهم بحمد وأخرجهم بخوجلى . وطفق يورجغ أمامهم إمعانا فى إهانتهم فخرجوا (خشمهم ملح ملح) . فأكثر المتشائمين لم يتكهن بخلو الخطاب وفراغه بهذه الصورة. وختاما نقول إن دماء الشرفاء منذ 1989 حتى ذهاب الانقاذ لن تمر بلا محاكمة . والثورة قادمة وحينها لن يكون هناك عفا الله عن ما سلف ، والشباب الذين رأوا بأم أعينهم أصدقاءهم يقتلون برصاص الحكومة فى شوارع الخرطوم لا ترضيهم التسويات السياسية والطبطبة وحسن الظن. والمشردين فى دارفور وجبال النوبة لن تقنعهم عمائم الحمائم ولا ( المعلشة) فقد ولى زمان الولاء للقباب . وأم هزاع ووالد مصعب وغيرهم لن يقنعهم مليون كارتر بالتازل عن دماء ابنائهم. [email protected]