منذ أن ظهر برنامج الصحفي الكبير حسين خوجلي ( مع حسين ) بقناة ام درمان وأنا أقرأ في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي هجوما ضاريا عليه , كنت أتوقع أن الهجوم ينبع من الغيره على هذا الصحفي (اللامع ) وبالرغم من أن الغالبيه يوردون حقائق في انتقادهم له . أنا من غير المواظبين على مشاهدة حلقاته ولكن البارحه سمعت الأخ حسين يدعو المجتمع السوداني الى أن يوصد ابواب البيوت وان لا يفتحوها ابدا الا لمن يتصل عليهم مسبقا , ويقول يجب أن لا يتم فتح الباب حتى لوكان الطارق عم العيال فيجب علي العم الطارق أن يتصل مسبقا والا سوف لا يتم فتح الباب له ولو قال :أنا عمكم يا أولاد افتحوا لي . حسين خوجلي يريددنا أن نقوم بهذا الفعل تنفيذا لنظرية أحد المشاهدات من ماليزيا وتريدنا أن نعممها في السودان كله ولم يراعي حسين خوجلي ومشاهدته من ماليزيا أن هذه المشاهده صاحبة النظريه الحسينيه الخوجليه تعيش في بلد لا تعرف فيه شخص أصلا وغريبه عليه فيجب عليها ان تغلق ابوابها كما نفعل نحن في الغربه , والسبب الثاني الذي اورده حسين خوجلي أن أحد البيوت قد طرق بابهم شخص ادعى انه محصل وعندما فتحوا له الباب دخل ولم يكن محصلا , والسبب هو النظام الذي اتى بحكاية المحصلين دي . كنت أتوقع من حسين خوجلي وهو مستمع جيد لشعر الدوبيت أن يعلم أن بيوتنا نحن أصلا لا يحتاج فيها الضيف أن يستأذن بالدخول فالديوان عندنا يتم بناءه بشرط أن يفتح بابه في الشارع وعندما يأتي الضيف لا يحتاج أن يذهب لبيت النسوان أو الأطفال فمباشرة يأتي للديوان ان وجد رجال أو شباب سلم ودخل وان لم يجد فيدخل الديوان وينوم على السرير حتى يأتي احدهم فيقوم بضيافته ياحسين , وبالديوان حقنا هناك ابريق مليان مويه طوالي فيمكن الزائر من دخول الخلاء والصلاة والتبروقه قطعا موجوده . أما مالا يعرفه حسين خوجلي أن البيوت في ريفنا المهمش لا توجد لها حيشان اصلا ففي دارفور والنيل الابيض وكردفان والنيل الازرق والشرق والشمال يفصل الهواء الطلق بين البيوت ونحن نستعمل الصياح والصفقه للاستئذان وليس الهواتف الذكيه التي يتحصن بداخلها الواتساب , وحتى الحراميه هناك لا يداهمون بيوتنا ويتسللون اليها لأنها خاليه من الدولارات والريالات والعملات الصعبه والماس والذهب لأن مخزون السنين قد تم بيعه للفاقه التي ضربت الريف بوجهها القبيح المتمثل في النظام .. والحرامي عندنا يفتخر بانه ليس بسراق بيوت بيعقب يحل الصره ولابيسرق بهيمة اليتامى والمساكين والارامل كما يفعل اصحابك وأما من تسول له نفسه بان يداهم البيوت من اجل العروض فسوف يحسب ألف حساب قبل ان يقوم بفعلته هذه لأنه يعلم ان قام بها فسوف لن ينعم بقية حياته فسوف يقوم الكل بسحقه . يتناقض طرحك في حلقه واحده تريد من الناس ان تقتدي بعبدالله بن جعفر في السخاء وتأمرنا أن نقفل ابواب بيوتنا بالضبه والمفتاح وان لا نفتحها الا لمن يتصل مسبقاً , كل هذا مفاده كثرة أحاجيك التي لا تحمل هدفا ولا استراتيجيه , فأنا اتذكر طيلة طفولتي أن حبوبتي فاطمه بت مختار أن قصت علينا قصتين متناقضات ولكن كل قصصها كانت تصب في مجال الكرم والشهامه والشجاعه والعفه والتعاون ولم اذكر ان قصت لنا قصه تناقض هذه المفاهيم . أنا هنا أريد أن اطالبك أنت ومن يلف لفك بأن أهل الخرطوم والمنعمين هم كل السودان فأنتم عليكم اغلاق بيوتكم لأن لكم حيشان وابواب داخل ابواب وأجراس كهربائيه وهواتف ذكيه ولكم ماتخشون عليه وهو أرصدتكم الكبيره ولكن أن تقول يجب على السودانيين كل السودانيين فهذا ما لا نقبله منك . فالأغلبيه معدمه لا يتوجه نحوها حرامي ولا أبواب لهم وحتى أغلبهم يعيشون بلا مأوى في الريف ودارفور وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان خير شاهد .. كسره أخيره على نظام جبره : كم معسكرنازحين بالسودان ؟ وهل تريد منهم أن يتصلوا عليهم ضيوفهم قبل الولوج الى بواباتهم ؟ أخيرا : ان لجأت أحد المحتاجات لكي تدخل من مطارديها فكيف تعلم رقم هاتفك الرهيب لتستأذن , وبرضو تقول لي وين اللدر العلي ضهرو الخبوب والطين ؟ شعبان محمد شعبان [email protected]