بسم الله الرحمن الرحيم فى الاسبوع الماضى كتبت مقالا بعنوان (متى تتخذ حكومة المؤتمر الوطنى قرارا حقيقيا لحل مشكلة دارفور ؟) وقد ذكرت فى ذلك المقال بان حكومة المؤتمر الوطنى لم تتخذ قرارا حقيقيا لحل هذه المشكلة حتى هذه اللحظة ,وذكرت الممارسات التى تثبت عدم جدية الحكومة لمعالجة قضية دارفور و اليوم سوف نتطرق الى ما جنته الحركات المتمردة بشعب دارفور . ان شعور كثير من ابناء الاقليم باختلال التوازن التنموى و قلة الخدمات مقارنة ببقية الاقاليم بالاضافة الى اسباب اخرى دفع الاخوة فى الحركات الى التمرد مطالبة بالتنمية المتوازنة و بالخدمات و المساواة اسوة لبقية الاقاليم .و اذا سألنا انفسنا هل التمرد على الدولة و الخروج عن القانون العام هى الوسيلة المثلى للمطالبة بالحقوق و التنمية و الخدمات ؟ وهل استنفدت الوسائل الاخرى و لم نجد الاستجابة من الدولة و بالتالى نسلك اسلوب التمرد للمطالبة بالحقوق ؟ و هل سألنا عن النتائج السالبة المتوقعة التى يسببها التمرد قبل الدخول فيه ؟ و هل الحرب غاية فى حد ذاتها ام وسيلة لتوصيل قضيتك للطرف الاخر ؟ أليس للحرب نهاية ؟ كل هذه الاسئلة مشروعة نوجهها للحركات المتمردة عليهم الاجابة عليها بكل صدق و امانة و ان يعيدوا النظر فى سياساتهم و استرتيجياتهم لانهم لم يجنو من هذا التمرد غير دمار فى كل شئ و تشريد الاهل و العشيرة و ايقاف التنمية والخدمات و..الخ .لاننا كنا على يقين ان التمرد لا يجلب الا الدمار و الشقاء و انهار من الدماء لذا كنا معارضين لهذا التمرد من بدايته و لكن ليس لدينا حيلة وبعد مرور عشرة سنوات من التمرد دعونا نقوم بجرد حساب لمعرفة سلبيات و ايجابيات هذا التمرد ان كان للحرب ايجابيات 1.تحويل اكثر من نصف سكان دارفور الى لاجئين او نازحين يعتمدون فى معيشتهم على الاغاثات 2.تدمير جميع البنيات التحتية القديمة واستحالة عمل بنيات تحتية جديدة بسبب الظروف الامنية 3.توقف التنمية و الخدمات بجميع انواعها نهائيا 4.انتشار السلاح النارى من جميع اصنافها حيث اصبح دارفور اكبر سوق لتجارة السلاح 5.انهيار النسيج الاجتماعى بين القبائل بل داخل القبيلة الواحدة و بين بطونها و عشائرها 6.دخول مقاتلين اجانب من خارج السودان سواءبايعاز من جهة او الدخو العشوائى بسبب الظروف المواتية فى المنطقة التى خرجت من سيطرة الدولة (الجنجويد و القاتلين الماليين الفارين من مالى ) والذين يدمرون اى شئ امامهم بقصد طرد السكان الاصليين و استيلاء على اراضيهم 7.توقف اكثرمن ( 60 )% من النشاط الانتاجى فى دارفور سواء كان زراعيا او حيوانيا الامر الذى أثًر سلبا على النشاط الاقتصادى بصفة خاصة فى دارفور و السودان بصفة عامة 8 .ظهور اثار سلبية اخرى فى غاية من الخطورة متمثلة فى تحول اكثر ( 40% )من الاطفال فى سن الدراسة الى اوكار الجريمة و المخدرات . 9.فقدان المواطن الدارفورى الامن و الامان فى نفسه و ماله و عرضه 10.حتى الحيوانات الوحشية هجرت الاقليم بسبب الاستخدام الكثيف للسلاح النارى و هى تعتبر ثروة قومية بالاضافة الى ان وجود هذه الحيوانات يحفظ التوازن البيئى فى الاقليم هذه بعض (الثمرات المرة) للتمرد فى دارفور بعد عشرة سنوات من اندلاعه و ليس فى الافق اى بادرة امل لانتهاء هذه الماسى .فى اعتقادى ان قضية دارفور قد ضلت طريقها منذ لحظة توقيع منى اركو مناوى الاتفاقية مع الحكومة منفردا. منذ ذلك التاريخ تركت حركات دارفور القضية الاساسية ( مطالب اهل دارفور )و اتجهت الى مصالحها الخاصة ونسيت المواطن الدارفورى وتفرقت الى اتجاهات شتى منهم من يمم شطر فنادق باريس و يريد خروج المحتلين الجدد من الاراضى التى احتلوها وفى نفس الوقت يرفض التفاوض ولا ادرى كيف يتم اخراج المحتلين بدون الجلوس للتفاوض. ومنهم من حول قواته الى مرتزقة يحاربون مع احدى اطراف النزاع فى دول المجاورة. و منهم من فقد سيطرة على قواته الذين يقومون بفرض الضرائب على المواطنين من الطرقات داخل الاقليم .و حتى الحركات الموقعة على السلام لم تساهم كثيرا فى توفير السلام بالاقليم رغم دخول اتفاقية الدوحة عامها الرابع و حتى الان لم تبدأ عمليات التر تيبات الامنية بسبب خلافات الداخلية للحركات المكونة حركة التحريرو العدالة هذا ما جنته الحركات لدارفورواهلها و امًرً من هذا ان بعض قادتها الذين تحولوا الى لوردات الحرب ولا يريدون ايقاف نزيف الدماء التى تسيل يوميا و يريدون ربط ايقاف هذا النزيف بحل الفضايا الكلية للسودان لذا نقول ان هذه الحركات قد نسيت قضية دارفور وانشغلت بمصالحها .اذا كان الامر كذلك نرجو منهم وهو مطلب اهل دارفور ايضا ان يتركواالاقليم و شعبه ويذهبوا الى حيث يشاؤون لكى ينعم سكان الاقليم بالامن النسبى .و بالله التوفيق . محمد طاهر بشير (حمدى) 15/2/2014 [email protected]