يمر علم التفاوض بثلاثة مراحل متتابعة حتي اكتمال الاطار النظري العام لان التفاوض علم متكامل قائم بذاته وان كانت تربطه بالعلوم الاخري علاقات وطيدة وصلات قوية تقوم علي الاخذ والعطاء والتفاعل والبناء . وهذه المراحل الثلاثة تتلخص في الاتي سوف اتطرق اليها باختصار شديد المرحلة الاولي (الفن ) وهي اسبق المراحل واقدمها وهي تبين الاسلوب والتكتيت والمهارات التفاوضية ام المرحلة الثانية وهي (الادب التفاوضي ) هذه المرحلة تنصرف الي عملية التعبير الادبي سواء بالكلمة او بالرمز عن العملية التفاوضية وقد بدات هذه المرحلة عندما اكتشف الانسان الكتابة اما المرحلة الثالثة اي مرحلة علم التفاوض في تقوم علي تنظير المبادي التفاوضية او المرحلة التي يتعين الوصول الي قوانين علنية يمكن تطبيقها . نحن نعيش عصر المفاوضات سواء بين الافراد او بين الدول او بين الشعوب فكافة جوانب حياتنا هي سلسلة من المواقف التفاوضية فانظر الي الامم والحكومات تتفاوض والافراد يتفاوضون فرادي من خلال علاقاتهم الشخصية او جمعاً من خلال تنظيماتهم فالعمال يتفاوضون من خلال نقاباتهم مع اصحاب العمل والنقابات تمارس ضغطها علي الحكومات من اجل زيادة الاجور والزوجات يتفاوضن مع الازواج من اجل زيادة مصروف البيت والاباء يتفاوضون مع الابناء من اجل زيادة ساعات المذاكرة للوصول الي مجموع اكبر وهكذا الي الخ....... وبعد تعليق المفاوضات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني من قبل الوسيط في اديس ابابا فاذا بهذا الرجل المعتوه الذي اشبه بالذين اتي بهم السيل الي القوات المسلحة يتحدث عن الحرب وهو لديه دبلومة في الهندسة الميكانيكية من معهد الخرطوم الفني فالحرب او العمل العسكري وان كانت اسرع في فرض الارادة الا انها لاتمثل نهاية المطاف فالحرب لاتؤثر في قهر الخصم وتدمير عزيمته بل قد تكون حافزاً له علي الإستمرار فيها دون هوادة ودون كلل لتشمل الحرب اجيال كاملة وتورث احقاد ونوازع ودوافع وكراهية تكفي لاستمرارها خاصة نتيجة لانهار الدم التي اريقت وللارواح التي ازهقت ومن ثم فان الحرب لاتغير من الطابع العام للفرد او الدولة باعتبارها اطار للجماعة بل تمثل الهزيمة فيها مرحلة مؤقتة من مراحل الصراع وذلك لان الطرف المهزوم سوف يتخلص من ازمته سريعا ويبداء في الاعداد لحرب جديدة ينتصر فيها ومن ثم يكون علي الطرف المنتصر ان يظل مترقباً لهذه الحرب الجديدة وهكذا الخ......... فالتفاوض والوصول الي حل شامل لكل القضايا القومية هو المخرج الوحيد نحو الاستقرار والتفاوض من الناحية العلمية هو انتصار للعقلانية المدركة لكافة الامور والابعاد تستخدم فيها اسلحة الحوار ومقارعة الراي بالراي والحجة بالحجة والدليل بالدليل والمنطق بالمنطق في حين ان ليس هنالك منطق او دليل او حجة لديك .................يابوريالة !!!!!!!!!!