طالبت الأستاذة / عفاف تاور كافى رئيسة لجنة الثقافة و الأعلام والشباب والرياضة ببرلمان حزب البشير بدخول البرلمان كضامن لأقناع الحركات المسلّحة بجدوى الحوار حتّى يدفع بعمليّة الحوار. هذا التصريح من ناحية بروتوكول فى غير محلّه لأن رئيسكم فى المؤتمر الوطنى قد صرّح بضمان سلامة قادة الحركات المسلحة للحضور الى داخل السودان للحوار!!! الأّ أذا كنتم فى البرلمان قد تعودتّم على تصريحات رئيسكم الغير مضمونة وتحبون أضافة بعض الثقة فيه . و عموماً فأن برلمانكم المنبطح و الداعم لكل خطوة تخطوها الحكومة تدميرية كانت أم بنيوية, لم نسمع ونرى عنه ما أفاد الوطن و المواطن السودانى منذ خمسة وعشرون عاماً مضت سوى تأمين رغبات المؤتمر الوطنى فى أذلال الشعب السودانى و تركيعه ونهب أموال الشعب . وعموماً فأن جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال غير مستعدّة للمخاطرة بقياداتها فى مخاطرة غير مضمونة العواقب. وجماهير الجبهة الثوريّة أيضاً غير مستعدّة للمجازفة بقياداتها للدخول فى معمعة دغمسة البشير ونظامه الذى جبل على نقض العهود و المواثيق . ويكفى دليلاً أن تم قصف جبال النوبة بعدد 35 قذيفة بعد لقاء المائدة المستديرة فى قاعة الصداقة مستهدفة بذلك أجتماع المجلس القيادى للحركة الشعبية فى قاعدة الراحل المقيم القائد الفذ / يوسف كوّة مكى!!! و أنّ أعضاء الحركة الشعبيّة ما زالوا يقبعون فى سجون نظامكم, و أن نظامكم لا يعترف بالحركة الشعبية كحزب موجود بقوّة فى ساحة الوطن. لا يستقيم المناداة بالحوار لأنقاذ السودان و الأستمرار فى نفس الوقت فى أستهداف من تدعونهم للحوار و تصدر محاكم نظامكم فى نفس الوقت أحكاماً بالأعدام على قيادات الحركة الشعبية !!! أمران تتجلّى بينهما عقليّة النظام فى كيفية التعامل الغير مسئول فى كل أمور السودان, و دونكم قمع النظام لندوة حزب غازى صلاح الدين المولود من رحم نفس الحركة الأسلاميّة دون مراعآة لقرار البشير بحريّة التعبيروعقد الندوات لكافّة الأحزاب و دون مراعآة لأواصر المحبة المشترك الذى كان بينهما!!!!. وزير دفاع المؤتمر الوطنى عبد الرحيم محمد حسين يتوعّد بحسم صيفى للحركات المسلّحة فى دارفور , ومحمّد عطا رئيس المخابرات و الأمن يبشر بدخول قوات الدعم السريع ( أسم الدلع و التغبيش للغافلين ) لجبال النوبة مرّة أخرى بعد أن ذاقوا الهلاك و الموت ليفروا من أرض وعرين أولاد و أبطال البلد الأشاوس قبل أقل من شهرين, أقل ما يمكن أن نوصف به قوات الدعم السريع بأنها عمليّة مكيجة و أعادة لنفس الوجوه القبيحة و الأدوار القذرة التى لعبتها مليشيات النظام و المرتزقة ( الدفاع الشعبى ,المجاهدين, الدبابين , الجنجويد , حرس الحدود أبو طيرة ) المستجلبون من تشاد , أفريقيا الوسطى , مالى , و البدو العرب التائهين فى صحراء شمال أفريقيا بدون هويّة لتغليب هويّة أحاديّة على هويّة أصحاب البلد, بدعم من دولة قزم لا تساوى فى مساحتها محليّة واحدة من محليّات ولاية جبال النوبة /جنوب كردفان , بعد أن ضخّت تلك الدولة فى شرايين النظام دربّاً حسب النظام أنه طوق النجاة و قد كان على شفا حفرة من الفناء لنسمع هذا الضجيج والجعجعة كأن المليار دولار ستهزم و ستسكت الجبهة الثورّية والحركة الشعبيّة وستسكت ملايين الجوعى فى سودان اليوم. هذه التصريحات السالبة علاوة على تاريخ حزبكم الطويل فى نقض العهود و المواثيق و أستمرار قذف الطيران الحربى على قرى المواطنين الأبرياء و العزّل فى جبال النوبة و النيل الأزرق و دارفور و منعكم لدخول المساعدات الأنسانية للمناطق المحررة كلّها مؤشرات سالبة تدلّ دلالة واضحة لا لبس فيها أن نيّة الغدر و الخيانة يتلبّس مشروع الحوار الوطنى المزعوم, و بصراحة حزبكم لا يقصد من كل هذا الحراك المزيّف أنقاذ الوطن من التشظّى والدمار, بل المقصود أنقاذ نظامكم و حزبكم الهاوى بقوّة الى مزبلة التأريخ!!!. السؤال الذى نريد من كل سودانى حر وحريص على وحدة السودان و أستقراره الأجابة عليه لماذا رفض حزبكم دعوة الحركة الشعبية لكل الأحزاب السودانية و الحركات المسلّحة و المعارضة السودانية ذات الضمير الحى و غير الحى للحوار فى أرض محايدة ( أديس أبابا ) ؟؟؟ وهل ما يقترحه حزب المؤتمر الوطنى أنجيل أو قرآن مقدّس ليتبعه الجميع ويتداعى حوله؟ وما يقترحه أىّ حزب آخر ترهات لا يؤخذ بها ؟ هذه النظرة الأستعلائية هى التى ساقت نظامكم الى شفا جرف هاو و ساقت الوطن المكلوم الى حافة الأنهيار الشامل . أن دعوتكم للحوار النوبى النوبى فى الوقت الراهن لا يخدم قضايا جبال النوبة على الأطلاق , لأنّكم يا نوبة المؤتمر الوطنى لا تعرفون الحقائق المؤلمة و الكارثية التّى حلّت بأهلكم فى جبال النوبة بسبب حرب المؤتمر الوطنى على النوبة قاطبةً وهى تتذرّع بالحرب على الحركة الشعبيّة !!! و أنكم لا تدركون المخطط الخطير لكنس النوبة وآثارهم من على سطح خريطة دولة أسمها السودان!!! و أحلال مكانهم أثنية أحاديّة أنتم تعلمونها تماماً كما تعلمون أبناءكم, أنّكم بكل صراحة محتاجين لزيارة جبال النوبة جبل جبل لمعرفة حجم الدمار الذى حدث لكل قرى جبال النوبة , و لمعرفة حجم المأسآة الذى حدث لأهلكم النوبة و حجم الضياع الذى حدث لأطفال جبال النوبة الذين حرموا من أبسط حقوقهم , حقّ التحصين من المرض و حقّ التعليم وحق أن يعيش الطفل حياة كريمة مثل حياة أطفالكم فى العاصمة, حياة تمنع عنه الخوف المبكر من أن يلعب حرّاً طليقاً فى الوديان والخيران وفى سفوح الجبال و أن لا تتملكهم فوبيا الطيران الحربى الذى حرمهم النوم الهانىء و حقّ أن ينعم بالدفء و الأمان فى حضن أبويه. أنّكم يا بنى جلدتنا فى المؤتمر الوطنى محتاجون بشدة الى تلك الزيارة لتروا بأم أعينكم كيف تم تدمير جبال النوبة فى مصادر مياهها التّى جاد بها التنظيمات الأنسانيّة العالمية ليشرب أهلكم من بعد الدمار كدراً وطينا ! أنكم بحاجة الى تلك الزيارة لتروا أطلال المدارس و الشفخانات و الطواحين و الأسواق و المنازل فى كل قرية من قرى جبال النوبة , أنّكم محتاجون لزيارة أهلكم النوبة وهم قد عادوا بسبب أستهداف حزبكم العنصرى لأثنيّة النوبة, كيف عادوا الى العصور الحجرية يأخذون من كهوف الجبال سكناً ودرعاً ليتراجعوا درجةً فى السلّم الحضارى بعد أن كانوا يسكنون الوديان فيزرعون ما حصيلته كان دعماً أساسياً لخزينة الوطن,تحتاجون لأكتشاف نظرة الخوف من المجهول فى وجوه الشيوخ و العجزة وهم لا يضمنون حياة أىّ فرد من أفراد أسرهم فى أى لحظه من لحظات حياتهم الذى بات جحيماً و ألماً ما بين وحوش البشر المتحجّرة قلوبهم و التمعطّشة لسفك دماء الأبرياء و ما بين وحوش و دابة الأرض. أنكم تحتاجون لزيارة قرى ووديان جبال النوبة لتكتشفوا بأنفسكم كم أفقر حزبكم مواطنى جبال النوبة ففقدوا مواشيهم ومزارعهم بسبب طيران المؤتمر الوطنى , ذلك الطيران الحاقد الذى يحرق الأرض و الزرع والحيوان مع سبق الأصرار و الترّصّد لأفقار الأثنيّة النوبيّة أن هم نجوا من الموت, تحتاجون لزيارة كادقلى و الدلنج وتلودى و رشاد و لقاوة و كالوقى وأبو جبيهه وهبيلا و العباسيّة لتروا الخوف فى وجوه المواطنين و النفاق و التظاهر بالوقوف بجانب المؤتمر وما هم بذلك وما حملهم على ذلك سوى بطش كلاب نظامكم المنتشرة فى كل ركن من أركان شوارع و أزقّة الأحياء ليخرجوا لوحةً مزيّفة بوقوف مواطنى جبال النوبة مع المؤتمر الوطنى . بعد القيام بتلك الزيارة الهامّة و بكل تجرّد من التأثير الحزبى , ستدركون بأنفسكم الكثير من الحقائق التى غيبت عنكم فى حزبكم , ولم تجتهدوا أنتم يا بنى جلدتى بطرقكم الخاصّة للحصول عليها ونحمّلكم مسؤليّة ذلك التقصير لأن من أدّعى الزعامة و القيادة و السياسة و جب عليه الأحاطة بكل صغيرة و كبيرة تحدث فى محيط أختصاصه و العمل على تقويم المعوج من خلال حزبه و هذا ما لم نره أو نسمع به لا فى المحيط الفردى او الجماعى لمنتسبى المؤتمر الوطنى. بعد ذلك دعونا نفكر فيما تفكرون فيه الآن من مؤتمر نوبى نوبى!!! والحوار النوبى النوبى الذى نفهمه أن يتداعى كل النوبة القياديون والسياسيون وتنظيماتهم المدنيّة بدون فرز و حجر وفى أرض خالية من التأثيرات السلطويّة و الأملآءات و حبّذا لو كانت فى دولة أروبية أو أمريكية لنضمن شفافيّة مخرجات المؤتمر و لنعود الى وحدتنا التى كانت فى أيام الزعيم الخالد أبداً فليب عباس غبوش. هذه فى أعتقادى هى الفرصة الوحيدة أذا ما عملنا على أساسها بكل تجرّد وشفافيّة سنجد الحلو و دانيال كودى وتابيتا بطرس وجلاّب تلفون كوكو و مركزو و عفاف تاور و أبراهيم نايل و د. أحمد سعيد و القائد جقود و البروف حمودة و كبشور كوكو و د. جمعة كندة و د. رحّال و د. شمسون و السادة مكوكنا الأجلّاء ونظّارنا و المرأة النوبية وطلاب جبال النوبة ومنظمات المجتمع المدنى النوبية يشدّون على بعضهم البعض بالود و الأحترام . و سنرسلها داوية و قوّية لأهلنا النوبة فى الداخل و الخارج و سنرسلها موحّدة للمجتمع السودانى و المجتمع الأقليمى و الدولى , حينها فقط سينتقل أثنيّة النوبة الى مرحلة الخلاص و الوحدة و المصير المشترك حينها فقط سنضمن عدم تكرار كمبالا التى كانت قبيل نيفاشا و التى ظللنا نعانى من آثاره الى اللحظة . حينها فقط سيعود لأثنيّة النوبة عزّهم و مجدهم و حقوقهم المسلوبة . وغداً وفى هذه الدنيا العامرة و فى درب من دروبها العامرة ستشرق شمس العزّة و الكرامة لأهلى النوبة و لكل الأحرار فى السودان لنبنى وطناً شيمته العدل و الرخاء و الديموقراطيّة و الوحدة للوطن الكبير القديم [email protected]