لا شىء فى السودان يدعو للتفاؤل الآن أو فى المستقبل القريب او البعيد ،وهذا الواقع لايحتاج لشطارة أو رؤية ثاقبة مادمنا لازلنا ندور حول الدائرة الجهنمية ،والتى يقود اللف والدوران حولها تلك الثلة من العاجزين والمخرفين من النخب والمسمين أنفسهم زورا وبهتانا بالقيادات السياسية،أو القيادات الحزبية أو خلافهم من تلك الشخصيات والرموز التى أبتلانا الله بها قبل ميلادنا ولازالت كاتمة على أنفاسنا،وحتما ستظل حتى تورثنا لأبنائها أو لحواريها من المتنطعين والمتسلقين والانتهازين وكل من لف لفهم،مادمنا عاجزين ومشاهدين وغاضبين فقط لاغير. الحوار الذى يتحدث عنه الجميع الآن والذى دعا اليه المشير الراقص وعصبته باختلاف ألوانها ومشاربها ومآربها،وتداعت اليه تلك الأحزاب الفاشلة والعاجزة طوال تاريخها ولازالت سرا وجهرا،وتبعتها القوى الأخرى سوى بالباب أو الشباك،ماهو الا مضيعة للوقت وتعقيد أكثر لمشاكل هذا الوطن ومأسأة هذا الشعب منذ استقلاله حتى الآن،ولعل الجميع يعلم ذلك الا أن الكل هدفه ليس هو السودان بقدر ماهو المكسب الذى سيحققه من مشاركته لكيانه الضيق وليس لكيان السودان الذى عاثوا فيه فسادا ولازالوا يأملون فى مزيد من الفرص للاجهاز على هذا الوطن،فلا المشير البشير ولا عرابه الترابى ولا صهره الامام ولا مولانا العاجز ولا بقية الأحزاب كالشيوعى والذى أعلن مشاركته أخيرا ولا تلك الأحزاب التى صنعتها ثورة الانقاذ يعلمون فى قرارة نفسهم أن هذا الحوار ماهو الا حوار الطرشان ولايفيد السودان ولاشعبه فى شىء اللهم الا الفائدة التى ستعود لتلك الثلة. وجميع المشاركين فى الحوار يعلمون يقينا أن البشير وزمرته يعدون لتوريثنا لجيلهم الثالث من الاسلمجية مدعى الطهر والنقاء،لكنهم لايمانعون ماداموا سيحصلون على جزء من كعكعة السلطة،بالأمس ذكر أحد قيادى المؤتمر الوطنى الدكتور(حسن حمدى أو حمدى حسن) فى قناة مدمر الاقتصاد السودانى (جمال الوالى) أن هذا الحوار هو فرصة ذهبية لحسن الخاتمة لتلك القيادات،وقال الرجل بثقة أن الشعب السودانى سيعلم من هم الذين يحبون السودان ومصلحته ومن هم الكارهون له ولمصلحته من خلال هذا الحوار والذى سيمنح من خلاله المشير الفاشل وزمرته من أمثال هؤلاء القيادى شهادات حسن الخاتمة لمخرفى السياسية السودانية على مر تاريخه المر. اذن ماهو الحل؟؟ الحل يكمن فى تلك الفئة من الاكاديمين والتكنوقراط السودانيين المشردين فى جميع أنحاء العالم هذا اذا أرادوا فى أن يحزموا بطونهم ويستغلوا مواقعهم المرموقة التى يشغلونها فى مهاجرهم لصنع مبادرة حقيقية وشاملة تخرج هذا الوطن والذى له فضل عليهم وعلى من أضاعوه ولازالوا مصرين على الذهاب بما تبقى منه،هذا الوطن الجريح من أزماته المتلاحقة وتضع حدا لألام شعبه المتواصلة،والا عليهم الحسرة والتباكى على وطن أسمه السودان وشعب أسمه السودانيين اما لحق بهم أو ضاع مع ما تبقى من وطنهم والا سيكون عارا عليهم لن يمحوه التاريخ أو الزمن. عبد الغفار المهدي [email protected]