في فرنسا علي عهد الجنرال ديجول ..اغتني احد الوزراء فجأة ..وجعل له منزلا علي مدخل العاصمة ..كان المنزل مميزا في الموقع والمعمار ..وكان من عادة الجنرال انه يأنس للريف والسكن فيه ..ففي تجوال له ..استرعي انتباهه المنزل ..سأل من صاحبه ..انه وزيرك فلان ..اندهش الجنرال ثم سرعان ماضرب يد بيد وقال تبا له قد اوشك هذا الابله ان يشين صورتنا ويجعل ظهرنا عرضة لسياط الصحافة والراي العام بدعاوي الفساد واستغلال النفوذ ..ثم امر بان يحول المنزل لمنظمة خيرية لآن وأخواتها من ذوي الاحتياجات الخاصة فقد كانت ابنته( آن) مصابة بالتخلف العقلي وغير بعيد لمناسبة الاشياء ان نزكر قصة من واقعنا .ضابط صغير ..فتح له الحظ (ثغرة) ذات مال ومكانه .. بالعمل في مكتب مسؤؤل كبير ..والمسؤل الصغير يتجاوز الزمن سعيا في الغني والظهور .. اشتري منزلا في حي من العاصمة لايقطنه الا علية القوم ..وجه الدعوة لوليمة كبري لافتتاح القصر العريض ..الدعوة تصل لقمة العمل الاداري الذي يتبع له الضابط الصغير ..ودهشة القادمين يقطعها تدافع الطعام ..وتدافر المعازيم ..فغاب السؤال (المشروع) .وتبددت الحيرة (الشجاعة) ..فكل اقرانه قد تشابهوا وتسابقوا ..وفضيلة الاستفهام (الحلال) .. توقع صاحبها في متاهات الحسد وسوء الظن المكروه .. استشعرت السلطات (فسادا) في مكتب المسؤؤل الكبير ..اخبروه ..ولكن سلطان الثقة (العمياء) قبر (الشبهة) علي بينونتها ونضجها ..وتوالت الشهور والايام ..لم يردع اولئك تنبيه السلطات ولا خطورة ماهم ماضون فيه ..تولت السلطات القضية .فساد يزكم الانوف ..التحري مع المسؤؤل ..اثبت ان (الثقة) الممنوحة لهم فوق كل اعتبار فعاث اولئك فسادا في الحرث والنسل .فقد استغل اولئك (النفوذ) فأبرموا ووقعوا وسهلوا ودبروا ونصبوا واستفادوا من كل سلطات واليهم فغدا لهم في كل تسهيل مصلحة وفي كل استثمار ووممنوع صفقة فأثروا علي حداثة سنهم ..وكوشوا علي أثر الثقة الممنوحة لهم .فعاثوا في الارض الفساد ببيع الوهم ..واستغلال النفوذ في غير محله ..تري كيف المحاسبة وقد غدا كل ماتحت ايديهم (معطوبا)..فباتت كل منقصة تحت ايديهم تنتاشهم سهامها وخلف كل جريمة في حق من يتولون ادارتهم لهم نصيب وكفل في حيثياتها وأثمها المتوالي .. تري هل يكفي التبرير بخيانه الامانة واستغلال النفوذ بدواعي الثقة شرطا لتبرئة النفس.. والمسئول يلوذ بتاريخه وبثقته التي اولاها لمن لايستحقونها فجنوا وراءها كل خبيث وذميم في النفوس والاخلاق ..فإن كان من ذاك وحاشيته كذا وكذا فمايكون بربكم من آخرين بحواشيهم وسلطانهم وليس شأنهم كشأنه ..والمسئول يدفع عن نفسه ان لم يتخذ الاجراءات السريعة خوفا من ان يكون الاتهام لحاشيته مبني علي المكايدة والحسد .. ومجموع الاموال التي غنموها من تلك الثقة العمياء تدخل في عداد الارقام الفلكية ..فقد بانت الصورة علي غموضها ونحن نري في سلطة المسئول (ترديا) في كل شئ ..ان كان علي مستوي الخدمات والأخلاق ومعدلات الجريمة ولم نكن نعلم ان الحاشية قد طرحت صكوك المسئول علي قارعة الطريق في المساومة والتسهيل والتذليل ان كان في الحلال او الحرام فقد غاب الوازع وبرزت السلطة في أسوأ معانيها ..فغدا الحرام (مهيمنا)..والجرائم تتجاوز الاراضي وبيعها لتسأل عن الصفقات ..فإن كان اولئك علي بيع (الوهم )أسهل فهم علي (عطب) البلاد وتدميرها أقدر .. تري هل تكفي الاستقالة وحدها عقابا لذلك المسئول ..اما تتبع الاستقالة المحاسبة ..فكل جهود المسئول تصبح سدي في ظل تلك الجريمة الشنيعة التي جعلت من سلطة المسئول هباءا منثورا فمايصنعه الوالي بيمينه خيرا تسلبه حاشيته بشمالها شرا ووبالا علي مواطنيه ..فساد الحرام في يقظتهم وغفلته ..فأوردوا البلاد موارد العطب بسلطته االمفقودة .. لم يردعهم وازع الدين فيحجمهم ولا وازع الاخلاق فيوقفهم فتمادوا في غيهم سادرين ..حتي صحي المسئول من غفلته فوجد ان الحاشية قد اوشكت ان تحيل البلاد الي مربع الخراب .. مهدي ابراهيم احمد [email protected]