* خرج باقان اموم من معتقله ، ودخل مشار للغابة ، وجيش سلفاكير القبائل ، لم اتصور ان تاتي توقعاتنا بهذه السرعة ، نعم قلنا ان الجنوب سيعيش في حروبات قبلية وجهوية وحزبية بعد الانفصال ، وكانت اسبابنا تتحدث عن عدم اكتمال كافة الاركان ليصبح الجنوب دولة كاملة ، هناك ظروف موضوعية لم تكتمل ، ولكن العنصريين هم من قادوا الانفصال بهذه السرعة* ، ولنقلها صراحة ، الحركة الشعبية بعد مقتل الدكتور جون قرنق اصبح قادتها انفصاليين ، والمؤتمر الوطني لم ينكر انفصاليته بل وسعى اليها وجند لها لدرجة تبنبه ما يعرف بمنبر السﻻم العادل الذي ساهم بشكل كبير في الاسراع بفصل الجنوب* ، قلنا وكررنا مرارا وتكرارا ، ﻻيمكن تنفيذ مبدا تقرير المصير تحت ظل نظام دكتاتوري ، فهذا المبدا يحتاج لاجواء ديمقراطية حتى يتم تقرير المصير بكل حرية ودون تاثير النعرات العنصرية التي يغذيها حزبا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، وفعﻻ كل بنود اتفاقية نيفاشا وبروتكوﻻت ميشاكوس لم يتم تنفيذ بند واحد من بنودها او برتكول سوى فصل الجنوب ، حتى هذا البند وهو تقرير المصير لم يتم تنفيذه بطريقة صحيحة وديمقراطية والنتيجة حروبات ونزوح وتشرد .. !! * هاهي الحشود الجنوبية والمواطنين العزل بداوا في النزوح شمالا ، هاهم يعودون كما ذهبوا بخفي حنين ، وهؤﻻء ﻻ ناقة لهم وﻻ جمل ﻻ بصراع الامس وﻻ بصراع اليوم ، هاهي اطراف الخرطوم بدات تكتظ بالعائديين من الجنوب والهاربيين من ويﻻت الحرب ، على كل العالم ان ينظر لشعب الجنوب وهو يتجه شمالا بحثا عن الامان والاطمئنان ﻻ بحثا عن البترول ، على العالم ان ينظر لشعب الجنوب وهو يهرب من احداث الرنك اول امس ، عبر البر والمشاريع ، بعد عن عجزوا في حجزهم في معسكر جودة المتاخم للجنوب ، هاهي الحشود تتجه عبر قرى ومدن النيل الابيض حتى ربك ، لدرجة اكتظاظ المواصﻻت المتجه للخرطوم وبلوغ سعر التذكرة 80 جنيها للفرد ، وبعضهم فر غربا لكردفان ، وتجمعوا في معسكر في منطقة الليري ، ومازالت الحشود تنهمر ، والعالم يتفرج ، وصيوانات العزاء تقام في مدن الشمال لموتى احداث الرنك وبانتيو وغيرها من مدن الجنوب ، ولتبقى هذه رسالة واضحة للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية والمجتمع الدولي مضمونها ، شعب السودان ﻻ يمكن فصله حتى في ظل الدكتاتوريات ، وليمت العنصريون بغيظهم وسﻻحهم* ، ومرحبا بابناء الجنوب في وطنهم ، وحللتهم اهﻻ ونزلتهم سهﻻ ، وجيتا جيتو قنبو طوﻻ .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة [email protected]