في سوق طابت كان موظف الجبايات يقوم بالتحصيل بموجب دفتر إيصاﻻت مطبوع محليا فأعترض أحد أصحاب المحلات قائلا لموظف الجبايات: يا أبني الرئيس مش قال ما في تحصيل إلا بموجب أورنيك 15 فضحك المتحصل قائلا:يا عم أدفع دفعك دة بتكلم ساي. كل صباح جديد تطل محدثة من محدثات اﻹنقاذ لتبين صدق حديث موظف الجبايات بطابت بأن الرئيس بتكلم ساي.. ما يحدث بشأن قضايا الفساد التي أضحت تطل برأسها كل صباح جديد يؤكد أن حديث الرئيس المتكرر عن محاربة الفساد هو مجرد كلام ساي..فمنذ قيام وسقوط هيئة أبو قناية وحتى مضايرة المتورطين في قضية الفساد بمكتب الوالي ظل الرئيس يتحدث عن محاربة الفساد بلا إرادة حقيقية وبلا طائل.. فمؤسسةالرئاسة بتهاونها في إتخاذ قرارات حازمة وحاسمة بل بإصدارها بيانات الدعم المعنوي للذين طالتهم شبهات الفساد والتقصير أصبحت حاضنة تشجيعية للمفسدين فالمنكر ﻻ يسود إﻻ بإبتسامة تشجيع أو شارة رضاء ممن بيده السلطان. ظهور عصام القادر (حقيقة القادر بسوي)في مؤتمر صحفي علني ليعلن على الملأ إمتلاكه للأرضين السبع وقيامه عقب ذلك مباشرة بالإفتئات بإعتقال رئيس تحرير صحيفة الصيحة وصدور القرار بتعليق صدورها إنتقاما لنشرها خبر الفساد دون أن ينبري من يقول له تك يدل على أن النعام المكي بأرضنا يستنثر ويؤكد أن حديث الرئيس عن محاربة الفساد وعن إطلاق الحريات مجرد كلام ساي. إعتقال الصادق المهدي في أعقاب تصريحه بشأن ما يسمى بقوات الدعم السريع الجنجويدية في ظل مبادرة الحوار التي أطلقتها رئاسة الجمهورية يؤكد بأن الرئيس بتكلم ساي. ﻻ بد أن يدرك الذين يحاولون الآن فرض هيبة الدولة بنشر الجنجويد في أطراف وقلب الخرطوم إن الحفاظ على هيبة الدولة ورموزها بأن ليس بالسلاح وحده تفرض هيبة الدولة ولكن بالمصداقية العالية لما يصدر من رموزها والإلتزام التام بما يصدر من مؤسسة الرئاسة بإعتبارها الجهة السيادية اﻷعلى فكيف يكون الإحترام وكيف تتوفر الهيبة لمؤسسة بلا إرادة ولا مصداقية. [email protected]