يستعرض الكاتب ثروت قاسم لماذا تعتبر عملية الانفصال عملية ربحية – كسبية للرئيس البشير وللرئيس سلفاكير وكيف سوف تتم عملية الاستفتاء في سلاسة ويسر رغم الشوشرة الحالية ... الانفصال ... عملية كسبية – ربحية للرئيس البشير وللرئيس سلفاكير ؟ ثروت قاسم [email protected] مقدمة ! نجح الرئيس سلفاكير في عقد مصالحة جنوبية بين الحركة الشعبية والاحزاب والمليشيات الجنوبية المعارضة ! وتمكن من ترويض وأستئناس قادة الاحزاب والمليشيات الجنوبية المعارضة , وأبرزهم الحربوية لام أكول واللواء ( ود أبرق ؟ ) جورج اثور ! كما نجح الرئيس سلفاكير في عملية انسلاخ معظم القيادات الجنوبية ً من المؤتمر الوطني وانضمامهم للحركة الشعبية ! كان يوم الخميس 14 اكتوبر 2010 يومأ مشهودأ في جوبا ! شهد ذلك اليوم مراسم تنصيب الرئيس سلفاكير رئيسأ أوحدا لقبيلة عموم الجنوب ! ضد العدو المشترك المؤتمر الوطني ... لفظأ وحسب أدبيات الحركة الشعبية , وفي واقع الحال ضد قبيلة عموم الشمال ! أصبح الجميع يسبح بحمد ولي نعمته ... الرئيس سلفاكير العظيم ؟ واصبح الكل يردد : يسقط يسقط المؤتمراونطجية والمندوكوراتنجية ! يعيش يعيش الرئيس سلفاكير العظيم ! وألقي الرئيس سلفاكير خطابأ ضافيأ كله عن حتمية تلاوة سورة الاستفتاء في مواعيدها , وأحترام نتيجتها ! الاستفتاء كلمة الدلع للانفصال وميلاد دولة جنوب السودان الجديدة ! ومن نافلة القول وتحصيل الحاصل ان نؤكد علي ان عملية الاستفتاء عملية ربحية بامتياز للرئيس سلفاكير . أذ سوف يكون نمرة واحد والرئيس الحقيقي والحاكم بامره لعموم ديار الجنوب ! وسوف يهرول جميع قادة الحركة الشعبية وبقية القادة الجنوبيون للمزايدة عليه وتاكيد ولائهم لدولته وفخامته , طمعأ في السلطة والثروة ! هذا امر مقضي ! ولكن ماذا عن الشمال ؟ وهل الاستفتاء عملية ربحية للرئيس البشير ؟ دعنا نري ! المجموعة الأنقاذية تتكون من عدة مراكز قوي ! ويدور كل مركز قوة في مدار مرسوم حول الرئيس البشير ! ويزايد كل مركز قوة علي الرئيس البشير ! ويستمد كل مركز قوة حياته وحيويته ( سلطة وثروة ؟ ) من الرئيس البشير ! الرئيس البشير , خصوصأ بعد أنتخابات ابريل المزيفة , وأكتسابه لشرعية شعبية مزيفة , يمسك في اياديه بكل الخيوط التي تدير هذه المراكز , علانية ومن وراء حجاب ! كل مركز قوة من هذه المراكز يزايد , حنجوريأ , علي الرئيس البشير ! ويحاول استرضاء الرئيس البشير بشتي الوسائل الحنجورية , وغيرها ! ولا يعترف اي مركز قوة لاي من المراكز الأخري بالريادة والرئاسة ! لانه يحسب أن طريقه واصل مباشرة لمصدر ومركز القوة ... الرئيس البشير ! فتجد هذه المراكز في صراع خفي , علي السلطة وبالتالي علي الثروة ! وعناصر كل مركز قوة من هذه المراكز , لا تفكر الا في مصالحها الخاصة ! لا تفكر , للحظة , في بلاد السودان , واهل بلاد السودان ! تعرف هذه العناصر , وحق المعرفة , أن نظام الأنقاذ باق ما بقي الرئيس البشير! وتعرف هذه العناصر , وحق المعرفة , أنه اذا اختفي الرئيس البشير , فسوف تختفي هي اتوماتيكيأ من الوجود , وتصير الي العدم , فهي تستمد حياتها واستمرارية وجودها منه ! ومن ثم استماتتها في الدفاع عن الرئيس البشير ! اذ بعده ... الطوفان ! كما تعرف هذه العناصر , وحق المعرفة , أن قوي المعارضة الاخري قد تم خصيها تمامأ , ولا سلاح لديها غير الكلام الساكت , الذي ما قتل ذبابة ! سلم تسلم صارت الي كشكش تسلم ! هذه هو القانون الأول من قوانين الطبيعة السياسية في شمال السودان ! أذن أذا أختفي الرئيس البشير من علي خشبة المسرح السوداني الي خشبة مسرح لاهاي , فسوف تفقد مراكز القوي الانقاذية مواقعها , وسلطتها وثروتها , وربما وجدت نفسها علي بروش سجون لاهاي والسودان ! بأختفاء الرئيس البشير , يتفكك نظام الانقاذ ( نظام الحزب الواحد والرئيس الواحد ) في ليلة واحدة , كما تفكك قبله النظام المايوي ونظام عبود ! وتصير دولة شمال السودان الجديدة الي قواعد طالبانية وشبابية وبن لادنية ! مراكز القوي الانقاذية تربط بقاء الرئيس علي قمة السلطة ( وبالتالي بقائها هي علي المسرح ) بأمر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ! تفعيل امر قبض الرئيس البشير بواسطة المجتمع الدولي يعني نهاية مراكز القوي , اذ سوف تبدأ في بل روؤسها ! وربما تقاتلت فيما بينها بعد القبض علي الرئيس البشير , فيزول ريحها ! أذن شطب امر قبض الرئيس البشير , أو علي الاقل , تجميده الي ان ترجع الوديعة الي صاحبها , يمثل ام الاولويات وابوها ! هذه هي المشكلة الحصرية لبلاد شمال السودان ولاهل بلاد شمال السودان ! أزالة اسم السودان من علي لائحة وزارة الخارجية الامريكية للدول الداعمة للارهاب , لا يفيد السودان شيئأ ! رفع العقوبات والمقاطعة الاقتصادية الامريكية ضد السودان تحصيل حاصل , ذلك ان معاملات السودان الاقتصادية مع امريكا منذ ظهور الانقاذ تكاد تكون صفرية ! رفع التمثيل الدبلوماسي الامريكي مع السودان , يفيد امريكا اكثر من السودان , ذلك ان السودان لا يتضرر من استمرار التمثيل الدبلوماسي الامريكي معه منخفضأ ! ثم ليس للسودان اي ديون مع امريكا ! وعدم دخول امريكا كمسثمر في صناعة النفط في شمال السودان يضر بها اكثر من ضرره للسودان ! والسماح للسودان باستيراد المعدات الزراعية والطبية واجهزة الكومبيوتر الامريكية نكتة سخيفة , لان هكذا معدات واجهزة موجودة علي قفا من يشيل في السوق العالمي ! ثم ان السودان ظل يتعامل اقتصاديأ وتجاريا , ولسنوات , خارج منطقة الدولار التي تتحكم فيها بورصة نيويورك ! أذن يبقي شطب او تجميد أمر قبض الرئيس البشير الجزرة الوحيدة الامريكية التي يسيل لها لعاب المؤتمراونطجية ! وبالطبع لن يتم تجميد امر القبض الا بعد عقد صفقة مع ادارة اوباما ( المجتمع الدولي ) ! ادارة اوباما تشترط لتجميد امر القبض عقد الاستفتاء في مواعيده , والاعتراف بنتيجته ! اسم الدلع لتسهيل ميلاد , والاعتراف بميلاد دولة جنوب السودان الجديدة ! وتستبعد الادارة الامريكية دارفور من هذه الصفقة , رغم التصريحات الهوائية الامريكية التي تؤكد ادخال دارفور في الصفقة ! ببساطة ... الموقف يبدو الان كما يلي : في الكفة الامريكية اليمني تسهيل ميلاد والاعتراف بدولة جنوب السودان الجديدة ( اسم الدلع لعملية الاستفتاء ! ) ... وفي الكفة الاخري احتمال تفعيل أمر قبض الرئييس البشير , وهلاك نظام الانقاذ ومعه مراكز القوي الانقاذية ! وطبعا سوف يختار الرئيس البشير وزباينته الخيار الاول , لأنهم من أصحاب اليمين ! ويعملون علي عقد الاستفتاء في مواعيده , والاعتراف بنتيجته ! وبالتالي الاستمرار متسنجيكين في السلطة في الخرطوم ! والتضحية بجنوب السودان ! وقد أقر الرئيس البشير وعلي رؤوس الاشهاد بان ضياع الجنوب لا يعني يوم القيامة ! ولكن ضياع الجنوب يعني تجميد امر قبضه , واستمراره وزباينته في السلطة في دولة شمال السودان الاسلاموية , سالمأ أمنأ , حتي يوم الدين ! هل فهمت , يا هذا , لماذا الاستفتاء ( ميلاد دولة جنوب السودان الجديدة ! ) عملية ربحية ايضأ للرئيس البشير ( وزباينته ) , كما هي عملية ربحية للرئيس سلفاكير ! أم تحتاج لدرس عصر ؟ المحصلة النهائية ان عملية الاستفتاء سوف تتم في سلاسة وهدؤ لانها في مصلحة الرئيس البشير قبل ان تكون في مصلحة الرئيس سلفاكير ! والتهديدات الحنجورية الحالية من الشريكين لا تعدو ان تكون مزايادات لتكبير الكيمان , وشوشرات هوائية , وتلويح بسيوف العشر ! مصالحة واستمرار مقاطعة ؟ كما ذكرنا اعلاه , فأن الحركة الشعبية قد ضمت المعارضة الجنوبية الي ضلوعها , في مصالحة تاريخية , لمواجهة التحديات المقبلة , في جبهة واحدة متحدة ( جوبا –الخميس 14 اكتوبر 2010 ) ! أما المؤتمر الوطني فلا زال سادرأ في غيه , مغيبأ ومهمشأ لقوي الاجماع الوطني الشمالية , وحركات دارفور الحاملة للسلاح ! وهذه وتلك من القوي لا تعدو ان تكون كدايس بدون اسنان ! ومتي كانت الفيران الانقاذية تخاف من الكدايس بدون اسنان ؟ تشاركية ثلاثية ! تتكون الشراكة الثلاثية من المؤتمر الوطني , في جانب , وفي الجانب المقابل الحركة الشعبية , وادارة اوباما ( شريك خفي ! ) ! هدف الثلاثة شركاء واحد ومتفق عليه : عقد الاستفتاء في مواعيده , والالتزام بنتيجته , ودعم دولة جنوب السودان الجديدة سياسيأ , واقتصاديأ , وتقنيأ ! وبس ! الشريك الخفي يتفادي الية قومية ( بدلأ من ثنائية ) لمعالجة المسالة السودانية , ويركز علي التشاركية الثلاثية حصريأ ! كما يركز علي الجزء ( الاستفتاء ) دون الكل ( حزمة مشاكل قومية ملتهبة أخري ؟ ) ! الشريك الخفي تناسي دعم الديمقراطية وبسط الحريات وضمان حقوق الانسان ! وصار يحلم فقط وحصريأ بما يتخيله عنقاء ... حدوث انفصال سلس ؟ ذلك ان ادارة اوباما تماثل احتمال انفصال ولاية الاباما عن الاتحاد الامريكي بظهور العنقاء , ولا تتخيل ان المؤتمراونطجية سوف يتركون الجنوب يذهب هكذا , ويتسرب من بين أياديهم , وكأن شيئأ لم يكن ؟ الشريك الخفي يؤمن , بغباء , بأن الضغط على المؤتمر الوطني للتخلي عن تعويقه للاستفتاء الشكلي هو المطلوب حصريأ , دون أي معالجة موضوعية لحزمة من المشاكل الاخري العالقة , التي تمثل كل واحدة منها قنبلة موقوتة ! يدعو الشريك الخفي , بغباء منقطع النظير , الي أجراء الاستفتاء الشكلي كيفما يتفق , دون مراعاة للنزاهة وضرورة قبول الكافة لنتائجه . كما يدعو , بقصر نظر عجيب , لترك القضايا المختلف عليها للجنة الحدود الفنية التي تجاوزها الزمن , ومرجعياتها الفنية غير كافية لمعالجة وحلحلة قضايا سياسية بامتياز. ويكتفي الشريك الخفي بالترديد الساكت , وببغاويا , للشريكين أن اتفقوا لحسم القضايا المعلقة بينكما , ولحسم قضايا ما بعد الاستفتاء ! يسمع باقان اموم ( الطفل الامريكي المدلل , او هكذا يتخيل ؟ ) الطلب الامريكي , ويردد بدوره : سمعنا وعصينا ! ويستمر في مزاياداته , وهجومه الغير مبرر , واتهاماته الجزافية للشماليين ... وكل ذلك في صفاقة ووقاحة , بل قلة ادب ! ولكن نرجع ونقول ... نستاهل نحن ! عشان تاني ! الورقة الجنوبية ودارفور ! في يوم الاحد 9 يناير 2011 , سوف تسحب ادارة اوباما الورقة الجنوبية من أيادي نظام الانقاذ ! وسوف يري الناس الفرعون العريان , وقد فقد سر قوته ! وقد سقطت ورقة التوت من علي سؤته ! واصبح اباطه والنجم ! كلاب ادارة اوباما تهر هريرا خافتا في انتظار يوم الاحد 9 يناير 2010 ! وبعدها تبدأ الخربشة , ويبدأ العض , اذا نكص نظام الانقاذ عن الوفاء بتنفيذ بنود الصفقة الشيطانية ! وسوف ترفع ادارة اوباما , في هذه الحالة , الكرت الاحمر ... أمر القبض ! ويبدأ جبليق وجرسة ابالسة الانقاذ ! ويرجعون الي الصف ! ده ما لعب قعونج ! دي ما جيبوتي ! أما بالنسبة الي دارفور فأن نظام الانقاذ يبدو في عجلة من امره , قبل حلول يوم التغابن في التاسع من يناير 2011 ! حسب الانذار الامريكي , وطيلة الفترة المتبقية علي الاستفتاء , سوف يقلب نظام الانقاذ الف هوبة لكي يقذف بمشكلة دارفور خارج شبكة الرادار الدولي , بالترغيب والترهيب , والابادات الجماعية , ان دعي الداعي ! وسوف يوقع مع الكديسة بدون اسنان اتفاقية هلامية في يوم الاحد 19 ديسمبر 2010 ! وتتم تصفية محنة دارفور بتوزيع بعض الوظائف الهامشية علي بعض جريوات الكديسة بدون اسنان ! ويستمر اربعة مليون نازح ولاجئ في معسكرات الذل والهوان ! هذه قسمة ضيزي ! يا ناس العدل والمساواة ... يا ناس عبدالواحد ... هوي يا ... : الحقوا الكديسة الضبلانة ! الا تقراون الكتابة علي الحائط ؟ أم أنتم قوم مسخوتون ؟ بل انتم قوم مبتلون !