مرة اخرى يشطح جمال الوالي بوصفه للبشير بانه ( شخص خلوق وأنا أعتبره من أولي العزم، يصلي في المساجد، ويصوم يومين في الأسبوع ويتلو القرآن بكرةً وعشية). جاء هذا في حديثه لصحيفة اليوم التالي بتاريخ 26 يونيو 2014، و الذي حاولت فيه الصحيفة إعطائه فرصة لتبرير سقطته الكبيرة، ولحفظ ماء وجهه المراق أثر حديثه لقناة قوون التي اخترع فيها آية قرآنية لم تسمع بها العربان من قبل. و لكن اكثر الناس لم ترتفع حواجبهم من الدهشة لحديث النفاق هذا، فهو ديدن كل المتسلقين الانتهازيين الذين تزداد ثرواتهم و يرتفع صيتهم في عهود التسلط و الديكتاتورية. فمن المعروف ان البشير - و هذا حديث يعرفه حتى الصغار - يعتبر المسؤول الأول عن الدمار الكبير الذي حل بالسودان في كافة مجالات الحياة، و انه مجرم حرب مطارد في المطارات الدولية للقبض عليه، بسبب مسؤوليته عن قتل اكثر من 300 ألف مواطن بدارفور، اعترف البشير فقط بعشرة الف منهم اثناء حديثه لقناة البي بي سي، هذا غير المجازر التي ارتكبت في عهده البائس من قتل للمواطنين المتظاهرين سلميا في كل من كجبار و بورتسودان و الخرطوم ( 300 من شهداء سبتمبر). كيف يتم وصف سفاح بهذا التاريخ المخزي بانه شخص خلوق و كمان من أولي العزم. سفاح يلعنه الشعب - المكتوي بقهره و ظلمه طوال خمسة و عشرين عاما- صباحا مساء، و لكن اذا عرف العجب بطل السبب، فجمال الوالي المتخرج من جامعة بيروت بالإسكندرية عام 1988، كان طوال التسعينات موظفا عاديا في منظمة الدعوة الاسلامية، و من ثم لا حقاً توظف مع عديله صلاح ادريس في شركة سابحات ، و في نفس الوقت كان تابعا لإدارة البترول التي كان يديرها جهاز الأمن. و حتي عام 2003 لم يملك جمال الوالي اي شركة، و لكن بعد هذا التاريخ اصبح يملك ﺃﻓﺮﺍﺱ ﻟﻠﻨﻘﻞ، ﺃﻓﺮﺍﺱ ﻟﻴﻤﻮﺯﻳﻦ، ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻓﺮﺍﺱ ﻟﻠﺤﻔﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﺮق ﻭﺍﻟﺠﺴﻮﺭ، ﺍﻓﺮﺍﺱ ﻟﻠﺸﺎﺣانت، ﺷﺮﻛﺔ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ، سين ﻟﻠﻐﻼﻝ، ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ،ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺰﻋﻴم ، ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ، هذا غير الأموال المهولة التي يديرها لأسرة السفاح البشير و حرمه، و ما خفي أعظم. بالطبع لا يستطيع ان يقنعنا جمال الوالي بأن ثروته التي تعد بمليارات الجنيهات هي من عرق جبينه، و انه استطاع بواسطه شطارته في السوق و عبقريته التجارية ان يكون هذه الشركات العملاقة في ظرف سنتين او ثلاث. من يقتنع بهذا الأمر ألا أن يكون مخبولا أو انه يحتاج بصورة عاجلة الى طبيب لمعانيه صحته النفسية، و إعطائه العلاج المناسب. جمال الوالي يعتبر واجهة لجهاز الأمن و لأسرة البشير من أجل استثمار الأموال المنهوبة من الشعب السوداني، و التي تقدر بمليارات الجنيهات، مثله مثل عبر الباسط حمزة الذي يمتلك عفراء مول و فندق السلام روتانا و مجمع رهف السكني و يملك اسهما بمقدار النصف في فندق قصر الصداقة و شركة بشائر للاتصالات وغيرها من الشركات العملاقة، و كذلك ( الجوكي) مأمون حميدة الذي يستثمر في المجال الصحي لصالح الحزب من مستشفيات خاصة و مراكز تشخيصية عملاقة بالاضافة الى جامعة العلوم و التكنولوجيا. بالطبع هنالك الكثير من (جوكية ) المؤتمر الوطني امثال جمال الوالي، يعتبرون واجهات لاستثمارات جهاز الأمن و المؤتمر الوطني و أسرة السفاح البشير، و هم يديرون أموالا طائلة معظمها تم نهبه من موارد الشعب السوداني. و حتى يتاح لهم العمل بحرية، و السيطرة على السوق، تم التخطيط عبر سنوات طويلة للتخلص من كل الرأسمالية السودانية التي لا تتبع للمؤتمر الوطني، بخطط غاية في المكر و الخباثة، أهمها الاعفاءات الجمركية و التسهيلات المالية غير المحدودة من البنوك التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني أتيحت لهؤلاء الجوكية . لا يختلف حديث جمال الوالي- جوكي جهاز الأمن - في وصفه السفاح بأنه ( من أولي العزم) عن حديث الكاروري - عالم السلطان - الذي وصف السفاح بانه ( ولي من أولياء الله الصالحين). في الحالتين هم ينافقون من أجل مصالحهم الخاصة، و من أجل اكتساب المزيد من المال الحرام، فمن المعروف عن الكلاب وفاءها لصاحبها التي يطمعها و يسقيها، واستماتتها في الدفاع عنه بالعض و النباح، و قد يقول آخر ان هؤلاء بهم كل صفات الكلاب إلا الوفاء . و يا جمال الوالي الحكم ( ضل ضحى)، و لو كان دائماً لما آل إليكم، و هو لا محالة زائل، و حتما سوف يأتي يوم الحساب، و تاريخك و تاريخ غيرك من المنافقين محفوظ ليوم حساب قريب، و عندها سوف يرجع ابطال الثورة السودانية كل (مليم أحمر) سرق من أموال هذا الشعب الأبي، ويتم محاسبة كل تجار الدين. و بمناسبة " العارف عزو مستريح" ، علق احد الظرفاء ( والله أنا عزو بعرفو حق المعرفة، و لاقيتو كم مرة، لكن أصلو أنا ما مستريح). و ( عزك ) الذي اكتسبته في عهد هؤلاء الحرامية تجار الدين - و انت واحد منهم - هو عز غير مستحق، و جاء عن طريق الباطل، و سوف يذهب حتما متى ما كان هنالك قضاة نزيهين، لم تتلوث أياديهم بذهب السلطان، ولم ترهبهم أجهزته الأمنية. يحكى - و العهدة على الراوي - ان عمر البشير - سلطان السودان- كان في رحلة صيد بمنطقة البطانة، مع نفر من حاشيته ومن بينهم جمال الوالي، وبينما هم يبحثون عن الطرائد. رأى البشير أرنبا ً يركض، فأخذ بندقيته ورمى، ولكنه أخطأ الهدف. فقال جمال الوالي: سبحان الله! أول مره أشوف أرنب يركض وهو ميت! سعد مدني [email protected]