حادث الاعتداء على الزميل عثمان مرغنى ليس مجهولٌ من إرتكبه . ولا مرتكبيه لأن لهم قضية يدافعون عنها بحقهاكما لا يرون . و أرجو ان يتوقف كل من يكتب عن هذه الهمجية من القول "نتفق او نختلف " هذه الجملة الجبانةالتى يتمسح بها بعض كتاب الاعمدة . ما الذى قاله عثمان مرغنى عن إسرائيل و فلسطين و كل الدول العربية مما "يتفق أو يختلف "حوله اولئك الرعاديد الزائغون عن الحق . إن أكبر وأفظع مهددات الأمن الوطنى هم اولئك الصحفيون الكتبة الذين يسيرون مغمضى العيون وراء تعليمات سلطوية لا تدرك نفسها الى أين هى منساقة وراء عنجهيتها . و يتملكهم رعب خرافى على الفتات الذى يرمونه لهم رمياً . و ليتهم يقفون عند هذه المدافعة عن رزقهم مهما كانت درجة إتساخه , لكنهم كل يوم يعتقدون انهم بقدر تزييفهم للحقائق او الالتفاف حولها او تجييرها بِلي عنقها للتستر على هرطقات السياسيين سوف يكسبون صيتاً يُحرِّك أذيلاهم عند سادتهم . الإعتداء على الزميل عثمان ميرغنى موجه اولاً و أخيراً ضد كل من يرى أن الوطن و إستقراره و رفاه مواطنيه اولى من غيره . و الذين حاولوا إرهاب بعض الصحفيين لا يستبعد ان يكون من ضمن الثلاثة ألف عنصر من عناصر قوات الدعم السريع الذين يحيطون بالعاصمة منذ وقت ليس بالقصير . كانت السلطة حين قررت إستدعائهم للخرطوم تظن أنها على وشك السقوط.و أرادت بهم أن يفعلوا الفعايل فى المواطنين ففعلوها. زال الان الخوف من سقوط النظام ووجدت عناصر الدعم السريع نفسها بلا شغل أو مشغلة . فماذا تفعل لتسلى نفسها ؟ خلية الدندر أخذت إستراحتها فى سجن الهدى وخرجت توزع بضاعتها فى المساجد . من يسمون أنفسهم علماء وأئِمة لا يعلمون نتائج عنترياتهم فى المساجد تماماً كما يدافعون عن حماس و ليس عن الفلسطينيين . الفسلطينيون كلهم ليسوا مع أجندة حماس . وحماس موقفها العنترى هذا لن يقود لتحرير فلسطين رضى المتنطعون بإسم الجهاد ام لم يرضوا علموا بموجبات الجهاد ام تغابوا عنها ؟ فهل عثمان مرغنى هو دار الجهاد ام غزة؟ وهل الانتصار الساحق عليه قد قضى على إسرائيل و رفرفت ألوية الاسلام على تل أبيب؟ . ألم يك من الافضل و الاجدى لدعم القضية الفلسطينية إستخدام وسيلة أخرى غير إرهاب الصحفيين المناصرين للقضية الفلسطينية بالحق و إمحاض النصيحة؟. لماذا لا يراجع كل مناصرى القضية الفلسطينية تاريخ هذه المناصرة منذ احتلال إسرائيل لها وحصاد كل هذا العمر الطويلة من المناصرة . أليس من العجز بمكان أن يظن غلاة الداعين لمناصرة حماس ان إرهاب المتعقلين و الناصحين يهدم كل جهدهم فى المناصرة ؟ المشكلة الفلسطينية مسئولية كل المسلمين و ليس العرب فقط . فلماذا يعتقد بعض المتأسلمين انها قضيتهم الحصرية و لا يجدون فى طاقتهم سوى إرهاب من يقول بغير ذلك . المجموعةالتى جاهدت ضد عثمان مرغنى كانت تستخدم عربات بدون لوحات مرقمة . و عربات اللاندروكروزر موجودة بدرجة كبيرة عند جهاز الأمن و قوات الدعم السريع ومعظمها بلا لوحات . و الغريب انها تتمطى فى شوارع العاصمة دون أن يجرؤ عسكرى المرور على إيقافها . وأخشى أن يخرج علينا أحد الصحفيين الكتبة ليقول أنها أيضاً عند الجماعات المسلحة فيسئ للأجهزة الامنية من حيث لا يدرى فتكون المصيبة أكبر حين تكون بيننا جهاراً نهاراً . ترى هل عسكرى المرور يسكت عنها لانه لا يعرف واجبه ؟ أم ترى أن وزير الداخلية لا يعرف هذه الحقيقة ؟ إذن المسئول الاول هو وزير الداخلية . فهذه الجريمة من إهماله أو جبنه أو تخطيطه لها أو السكوت عنها . والحال كذلك لا يظنن أحد ان الداخلية مهما وظفت من إمكاناتها و كوادرها لكشف هؤلاء الجرمة فلن تستطيع فعل شيئ ضدهم . و عندها فليسكت الصحفيون الكتبة عن قول "نتفق أو نختلف" فالصفوف تمايزت . و إنكشف الغطاء عن بؤس الحالة الامنية فى العاصمة بعد أن سكتوا عن إنفلاتها فى كل أقاليم البلاد . ما حدث من إعتداء على صحفيي التيار اخطر على النظام من إنتفاضة يونيو الماضية . فتلك قمعتها بندقية الدعم السريع . هذا الاعتداء قامت به بندقية محددة النطاق و محصور حملتها . فهل تعرف وزارة الداخلية من اين يأتى سَمُوم الفوضى القادمة [email protected]