عُرِّفت الأزمة بأنها خلل فادح، وفاجئ، في العلاقة بين العرض والطلب، في السلع والخدمات ورؤوس الأموال. ومنذ ذلك التاريخ، بدأ التوسع في استخدام مصطلح الأزمة، في إطار علم النفس، عند الحديث عن أزمة الهوية. وكذلك، استخدمه الديموجرافيون، عند حديثهم عن أزمة الانفجار السكاني. وأسفر استخدامه عن تداخل، بين مفهوم الأزمة والمفاهيم المختلفة، ذات الارتباط الحيوي، والوثيق به. اما تعريف الكارثة ياكوارث (الخرطوم) كما جاء في قاموس أكسفورد ، فقد عرف الكارثة بأنها حدث يسبب دماراً واسعا ومعاناة عميقة، وهي سوء حظ عظيم.كما نحن عليه الان منذ عام 1989 كذلك، فإن الكارثة هي من أحد أكثر المفاهيم التصاقا بالأزمات، وقد ينجم عنها أزمة، ولكنها لا تكون هي أزمة بحد ذاتها، وتعبر الكارثة عن حالة مدمرة حدثت فعلا ونجم عنها ضرر في الأرواح أو الماديات أو كليهما. وعرفها البعض بأنها حدث مروع يصيب قطاعا من المجتمع أو المجتمع بأكمله بمخاطر شديدة وخسائر مادية وبشرية، ويؤدي إلى ارتباك وخلل وعجز في التنظيمات الاجتماعية في سرعة الإعداد للمواجهة، انا مايحدث الان في السودان هو عبارة عن تخلف واهمال وعدم وعي من قبل اجهزة الدولة للمخاطر التي يمر بها المواطن السوداني لان مايحدث الان علي الارض يستدعي اعلان الاستنفار العام والفوري واعلان الدرجة القصوي من الطواري علي اعلي المستويات لكل مؤسسات الاغاثة العالمية للمتضريين وايواءهم وفك الحصار عن المناطق التي تحاصرها المياه من كل جانب وهذا مالم يحدث من قبل نظام الخرطوم لاعتبارات سياسية واقتصادية يعلمونها وكذلك يستدعي هذا الوضع تخصيص وتوجيه وسائل الاعلام نقل الاخبار المتعلقة بالحدث وتوعية وارشاد المواطنيين بجانب الدعوة لاغاثة المتضريين . نعم الماء نعمة ورحمة من الله سبحانه وتعالي نعمة قد تحمل البلاء فحين تمسك السماء هواطلها وتوكئ افواه القرب فان الناس يضجون بالشكوي الي الله عز وجل ان يرفع عنهم الجفاف والنقص في الاموال والانفس والثمرات . وعندما تفتح السماء هواطلها في هذه الحالة يجب ان توضع مجموعة من التدابير والاجراءات استعداداً لمواجهة المخاطر المحتملة ووضع الخطط اللازمة لمواجهة ما قد ينجم من اثار علي المواطنين والعمل علي تهيئة كافة الإمكانات من الجهات المعنية وتوفير كافة المستلزمات الضرورية متي مادعت الحاجة اليها ويطلق علي هذه الحالة مرحلة التحزير او الانزار المبكر وتحتاج كذلك لقرار لتوفير متطلبات اساسية لمواجهة حدوث كوارث ومواجهتها قبل ان تنموء وذلك يتطلب الخبرة والادراك الذي لم يتوفر لدي النخبة المتسلطة علي الشعب السوداني في الخرطوم لربع قرن من الزمان منذ 1989 وكذلك سوء التخطيط او ما تتسم به خطط المواجهة من قصور واخفاق ونهب للاموال والثروات من قبل هذه النخمة المتأسلمة . ان هذه النخبة المحدوده من الاشخاص قد اثر سلوكهم علي التعجيل بمثل هذه الازمات لعدم استيعابهم للمفهوم العلمي لادارة الكوارث والازمات لان كل المفاهيم التي يستوعبونها لمثل هذه الازمات هي عبارة عن ميزانيات للاقارب والاصدقاء ومزيد من الفساد والنهب للاموال والثروات علي حساب المواطن السوداني وهذا يعد عدم استيعاب للمعلومة بدقة وسوء تقدير وتقييم واستمرار في الخداع فضلاً عن سوء تقدير واحترام لقدرات الشعب وتقليل من شانه مايسفر عن تقدير الموقف برمته ويعد هذا ابتذاذ من جانب هذا النظام وتصرفاته الخاطئة التي اصبحت مصدراً للتهديد والابتزاز وتعد هذه الية سياسية لصناعة الازمة لتدميركافة الكيانات الاخري والسيطرة عليها . فعليه يجب اقتلاع هذا النظام من جزوره حتي ينعم الشعب السوداني بالطمأنينة والسلام لان مايدور الان من ازمات مهما اختلف معي الاخرون في انها كوارث طبيعية فان هذا النظام شريك في هذه الكوارث لان اي خطة أو برنامج يصاغ للتعامل مع الأزمات والكوارث، لم يكن المواطن طرفًا ثابتًا في معادلته، فإن ذلك سيؤدي إلى فشل كلي أو جزئي في تنفيذه ونحن كمواطنين نحتاج الي نشر ثقافة ماقبل الحدث واثناء الحدث ومابعد الحدث والتوعية وحسن التعامل مع الحدث والضعف والقصور ومعالجته وهذا لم يحدث في ظل وجود هذه النخبة علي سده الحكم واعتقد ان هذا حلم يراود كل غيور علي هذا الوطن . طارق حسن عبد العزيز [email protected]