ما أن أرسلت تجربتى فى الحياة على الراكوبة حتى إنهالت علي رسائل عديدة عبر بريدى الألكترونى بعضها متهكما ومقللا من قيمتها كتجربة إنسانية بل وصفها البعض كتجربة فاشله متخبطة بينما المشجع فى الأمر أن هذا الرأى لأقلية لم تتجاوز عدد أصباع اليد الواحدة بينما العشرات من الرسائل أثنت عليها وأعتبرتها تجربة ناجحة وطلبوا منى أن أزودهم ببرامج ومعلومات تمكنهم من تعلم : نظم المعلومات الجغارفية GEOGRAPHICAL INFORMATION SYSTEMS GIS و الخطة الإستراتيجية الشاملة طويلة المدى والتى ستكون ( لدراسة الإحتياجات المائية البلدية ) نسبة لأن كل خبرتى إنصبت فى العشرة سنين الأخيرة فى رسم خطط المياه البلدية وبالمياه البلدية نعنى تأمين مياه الشرب لسكان الحضر والريف ، معالجة مياه الصرف الصحى ، إعادة إستخدام مياه الصرف الصحى المعالجة وهو مايعرف بالتدوير RECYCLING ولو سألنى أى شخص لماذا حصرت نفسك فى وضع الخطط الإستراتيجية للمياه وليس أى مواضيع أخرى ، اقول لمن يرغب أن يدرس GIS أو تخطيط لابد له من مصدر لجمع البيانات الصحيحة DATA فأنا ,اعوذ بالله من أنا أقدم خدماتى لجهة تتولى تأمين تلك البيانات وبإستخدامى للجي أي أس والتخطيط الإستراتيجى أحول تلك البيانات DATA الى معلومات INFORMATION فالمعلومة ماهى إلا بيانات معالجة على الحاسوب INFORMATION IS A [ROSSED DAT ولو كانت البيانات خاطئة فإن النتائج ( المعلومة ) ستكون خاطئة وأهلنا وحبائبنا الأمريكان بيقولوا GARBAGES IN GARBAGES OUT يعنى إدخال بيانات خاطئة يخرج لنا معلومة خاطئة وعشان تخطط صاح وترسم صاح لمستقبل بلدك لازم الشعب السودانى كل يكون عارف ماذا ينتظره فى المستقبل يعنى عام 2050م كم سيكون عدد سكان السودان ؟ كم سيكون عدد سكان ولاية الخرطوم ؟ كمان لازم نعد دراسة لتحديد الإحتياج الفعلى للفرد من مياه الشرب يوميا THE DAILY WATER CONSUMPTION OR THE PER CAPAITA PER DAY L/C/D وعشان تكون مخطط ناجح مش تخطيط ناس دكتور تاج السر محجوب كلام إنشائى – فكل مخطط لازم يكون عند TOOLS زى ما الحداد والنجار والميكانيكى عنده عدة SOFTWARE - HARDWARE - DATA - SKILLED PEOPLE - PROCEDURE أى مخطط لايملك البرامج – المكونات المادية – البيانات – العمالة الماهرة – مع معرفة خطوات العمل لن ينجز أى عمل تخطيطى إستراتيجى يفيد به البلاد والعباد فى الملفات التى سوف تصلكم ستتعرفون على كل شىء بالتفصيل بعض الأخوة بالسعودية يسألون عن عنوانى ورقم هاتفى – أنا أسكن بمدينة الرياض وجوالى 0508074847 ومرحبا بكم فى أى وقت مهتديا بالحديث ( عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم، نسأل الله أن يجعله علما بنتفع به ) نسأل الله أن ينفعنا به ويجعله فى ميزان حسانتنا شكرا للكلمات الطيبات التى ترسل فى حقى من كل أصحاب النفوس الجميلة أحدهم سألنى : هل كانت طفولتك قاسية وتعيسة لهذا الحد الذى جعلك تفتل الحبال وتحفر الأبيار ؟ قلت له لا ، فما أن بلغت السابعة حتى أرسلت للمدرسة الداخلية وأمضيت بها 17 عام دراسي تخرجت بعدها مهندسا وأنت تعرف أن الداخليات على زماننا كانت فنادق 5 الى 7 نجوم – تقدم لنا الباسطة والكنافة والتفاح وكاس حليب بعد العشاء وصابون للغسيل وصابون لللإستحمام – صحتنا تتصلح وجضومنا تتنفخ فى الداخليات – لكن ما أن نعود لأسرنا فى الإجازة الكبيرة وهى ثلاثة شهور كانت تصادف ( سد البوقة – ودى ما حافسرها ليكم عشان تجتهدوا فيها ) وقطع التمر ( موسم حصاد البلح ) حتى نعود للمدرسة بمرض ( الحصر – ودا برضو مش حأشرحه ليكم ) تعالجنا الحكومة وتسكننا فى داخلياتها وتصرف علينا لنأكل التفاح والباسطة – أول مرة كنا نتهيب أكلها ونأكل بس الموز حتى ياكل التفاح والباسطة أبناء المدن وبعد أن نطمئن على صحتهم حتى نبدأ فى أكلها – الحكومة كانت حكومة جد مش زى حكومات عمكم عمر – حكومات تعلم وتأكل وتعالج وتلبس حيث كنا نلبس رداء ( الكديت ) فى الدراسة – عشت بين 1956م الى 1973م أجمل سنوات حياتى ولو كنت أعرف أن التخرج مش زى الدراسة لأمضيت فى كل سنة دراسية عامين أحدهم سألنى : ماسر كل هذه النجاحات لو جاز لنا أن نسميها نجاحات ؟ حين يكتب الشخص عن تجربته لايرمى للنجاحات فقط التى أحدثها لأن القارىء أو المطلع قد يستفيد من الأخطاء والإخفاقات فى تجارب الغير ويتجنب الوقوع فيها أكثر من فائدته من النجاحات ، وأنا أكتب لأبنائى وأحبائى من الشباب السودانى تجربتى مابين 1948م الى 2014م لأنى قد دخلت مرحلة من العمر تسمى فترة الركود أو الإسترخاء أو ال HIBERNATION وهو مايعرف بالثبات الشتوى لدى الضفادع وبعض المخلوقات الأخرى – خلاص – بحلول العام 66 من العمر تأتى فترة الرتابة والتكرار عمل اليوم كعمل الأمس وبعد الغد كاليوم – لن يكون جديد فى مقبل الأيام المتبقية عشان كده بدأت فى كتابة تجربتى ولذلك لم أتردد فى أن أكتب له رسالة على بريده الألكترونى قلت له فيها ، لو أردت أن تعرف سر نجاحى كان عليك أن تزور مدونتى الشخصية (رباطاب وسط) فقد كتبت مقالا بعنوان نداء لإبناء منطقة رباطاب وسط ( قرى أمكى عتمور العبيداب وكرقس ) فى يوم 16 /09/2008م بالباب الأول من مدونتى نسبت فيه كل هذه النجاحات إن جاز لنا تسميتها بنجاحات كما ذكر هو ، يعود فيها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لوالدتى ومربيتى ومدربتى ومعلمتي نفيسة ، هى نفيسة بت على ود الحسن الشهيرة بنفيسة الجقلبية لأنها من عائلة الجقالبة مبقرية عتمور أبوديس منطقة الرباطاب كل شىء تعلمته كان بفضل الله ثم فضلها أفضل ان أنادى بسلمان ود إسماعيل ود بخيت أو سلمان ود الجقلبية ، فأمى نفيسة بت على ود جقلبية كانت إمرأة أزينة رجال وفارسة يشهد لها كل من عرفها وكانوا ينادوها بالعمدة ولم تكن الوحيدة بين بنات جيلها من الرباطابيات العظيمات أذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر عماتى كلتوم بت ود الحسن والنيل بت أحمد ( جدة فريق شرطة جمارك صلاح أحمد الشيخ ) والشول بت قش البنات ودى لمن لايعرفها فهى حبوبة ( جدة ) المذيع التلفزيونى جمال الدين مصطفى الشيخ وشقيقه رضى مصطفى وشقيقته المخرجة بالتلفزيون سهير ، ومن الجيل الثانى الذى يصغرهن سنآ ولا يقل عنهن كرمآ وشهامة نذكر لكم بتول بت حاج عثمان زوجة عمنا وشيخنا محمد سعد عبد الله التجانى المالكى السنى صاحب مؤلفات كثيرة فى الطريقة التجانية ، بتول التى فتحت بيتها لعقود طويلة لكل وافد من منطقة الرباطاب أو الكاملين ، جاء لأمدرمان بغرض العلاج ، التعليم ، العمل أو الصياعة ، وبهذه المناسبة تحضرنى طرفه أود أن أحكيها لكم بغرض تطليف المقال ، فقد نزلت عمتنا شاية وهى جدة أخونا محمد عبد الواحد عمارة المدير الأسبق لفندق قراند هوتيل ، نزلت ضيفة على عمتنا كلتوم بت ود الحسن بالخرطوم وفى ذهنها بعض الأفكار أن أهل الخرطوم يشربون الخمر والعياذة بالله وأثناء تناولها لمشروب الكيتى كولا ذو الغازات المركزة ومالديه من تأثيرات خطيرة على الذين لم يعتادون شربه والذى قدمته لها مضيفتها حاجة كلتوم ، فتوجست شربه ولكن تناولته تقديرا لمضيفتها ، فخرجت الغازات من أنفها واذنيها وعينيها فظنت أنها دون شك هى الخمر التى تسمع بها ، فقالت لمضيفتها ( يا كلتوم يا أختى الله يغفر لينا قومى ودينى عنقريبى ) فقد تأكدت أنها قد شربت المنكر وتريد أن تخلد للنوم حتى لا تتصرف تصرفات السكارى التى تسمع بها ، بدليل أنها تريد من يأخذها للعنقريب ، ألا رحمة الله عليكن جميعآ وأسكنكن فسيح جناته فقد كنتن نساء عظيمات كانت أمى نفيسة الجقلبية تنتسب لهذا الجيل من النساء العظيمات ، ولكنها كانت تتفرد بأنها إمرأة حكيمة تدير شئونها بتدبير شديد ولا تنفق القرش إلا وقت الضرورة ودائمآ ماتقول ( عندى ضحكه فى الزول البيودر شيتو ويقول راجى الله ) وأظنها تقصد ( أعقلها ثم توكل على الله ) فبخرتها كانت القرض عند الحاجة ولا أجدها تميل للشب واللبان الضكر وكل شىء يرتبط بالدجل والخرافة ، حيث لاتعتقد فى قدرتها على طرد الجان كما يشاع ، وإذا أشتدت بها ( الزكمة - الزكام ) بخورها القرض ولم أراها يومآ تتعاطى عقارآ طبيآ أو تدخل صيدلية ولها طبها الشعبى الخاص بها وتعمل تركيبات طبية تعجز شركات فايزر وابوت وجلاسكو العالمية عنها . كنت فى مخاضة بين الكرمبساوية وجزيرة ( جعدنات ) وفجاءة دخل جسم أشبه بطحال البحر فى ساقى اليمنى وحاولت نزعه بيدى فإنقطع الجسم وسالت منه دماء ، وخلال أيام معدودة إنتشر التالول فى كل مكان مرًت عليه الدماء من الركبة وحتى القدم محدثة تشوه واضحآ فى ساقى . عندما أكملت المتوسطة ونجحت للثانوية العليا قلت لأمى لن أذهب للمدرسة الثانوية وهنالك يلبس الطلاب الرداء الشورت ورجلى يشوهها التالول وفى مرحلتي الإبتدائى والمتوسطة كانت الجلابية تستر تشوه ساقى . أرسلتنى أمى لشقيقى على رحمة الله عليه بالخرطوم وعرضنى على كل أطباء الجلدية وعجزوا عن شفائى ، أحدهم أعطانى دواء أكل غطاء الزجاجة لأنه من الفلين فعدنا إليه وأعطانى دواء فى زجاجة غطاؤها من الزجاج ولم يحدث تحسن . عدت لوالدتى بالبلد أجرجر أذيال الخيبة ومازلت عند رأيى بعدم الدراسة بالمرحلة الثانوية ورجلى التى يشوهها التالول ستصبح مكشوفة بإرتدائى للزى المدرسى الجديد . أطرقت أمى قليلا وكأنى بها تبحث فى كنوز معرفتها العديدة ، ثم قامت وأحضرت أربعة ودعات كانت تحتفظ بهن فى ( سحارتها ) لشىء فى نفسها ، فلم تكن تؤمن بالودع ولا الوداعيات أو المنجمات ولكنه كان بالنسبة لها عقار طبى سيأتى يوم الحاجة إليه . غسلت الودع بماء فاتر ثم وضعته فى فنجان وصبت عليه سائل الليمون وغطته . خلال ساعات محدودة تحول الودع وعصير الليمون الى مسحوق أبيض سميك شبيه باللبنة أو الزبادى التقيل ( لاحقآ أخبرنى أستاذ الكيمياء سنهورى بعطبرة الثانوية أن عصير الليمون (CITRIC ACID) عندما يضاف للمحار (صدف البحر) الذى تكونت من أملاحه حبات الودع (كأملاح الكالسيوم CALCIUM وغيرها) يحدث تفاعل كيميائى بين حامض الليمون وتلك الأملاح ينتج عنها كالسيوم ستريت ، وأمك داوتك بالتى كانت هى الداء ، أنت أصبت وأن تخوض فى مياه البحر والدواء جاء من البحر ( نحن نقول للنهر البحر ) . غسلت طبيبتى ( أمى ) يدها وأخذت من المسحوق ومسحت فوق كل تالولة من التالول الذى ينتشر من ركبتى الى قدمى . خلال ساعات تحولت جميعها من لون بشرتى وهو أسود داكن الى لون أحمر غامق ثم لون زهر فاتح أو قل بيربل ، فى اليوم الثانى تقرحت وتشققت وفى اليوم الثالث لم أجدها حتى على السرير الذى أنام عليه ( أسف العنقريب لحد الوقت داك ما لم نشترى سرير ) ولم أعد أفرق اي الرجلين كانت مصابة بالتالول وكلما رأيت التالولة تعتلى أعلى أنف والى ولاية جنوب النيل الأزرق حتى اقول ليتنى أعرف رقم بريده الألكترونى لأرسل له وصفة نفيسة الجقلبية ( وعدة + ماء ليمون شرط ان يكون ودع طبيعى مش صناعى ) ؟ لن أنسى علاجها لى من مشكلة رمد عجز عنه كل أطباء العيون حين تحولت عيناى الى قطعتين من الجمر الأحمر مما أخاف طلاب المدرسة أن تنتقل العدوى إليهم والبعض يخاف من شكلى المرعب ، تخيل أمامك إنسان أسود بعيون حمر فى لون الجمر المتوهج ، قرر السيد مدير المدرسة منحى إجازة مفتوحة للعلاج ، فذهبت لطبيبى وحبيبى ( أمى ) التى لم تتردد بعد كشفت على عيونى ، فتوجهت ( للقيفة ) ( أنا بتعمد إستعمال كلمات ضاربة فى العامية الرباطابية لإحيائها من جديد – القيفة يا أولاد المدن هو شط النهر العملوه ناس الخضر كافتيريات لناس الجكس كما تقولون ) - أمى توجهت للقيفة ومن شجر الصنط الذى ينتشر فى القيفة مع مجرى النيل أحضرت كمية من الصفق الرخص (وبالصفق الرخص نقصد ورق شجر الصنط حديث الإنبات) فى قفه صغيره . قامت بإختيار الصفق (الرخص) منه ووضعته فى حلة ألمونيا نظيفة وأضافت عليه الماء وبعد غليه جيدآ على النار أخذت السائل ووضعته فى إناء وغطته ووضعته تحت الزير ليبرد حيث لم تكن لنا ثلاجة بالطبع ، تحول السائل الى محلول سميك أقرب لعسل النحل الطبيعى ، أخذت المرواد وبدأت تكحل عيناي به صباح مساء . فى اليوم الثالث تقطع اللون الأحمر الى قطع أشبه بقطع السحب فى السماء ، ثم خرجت لتصبح عيناى صافيتان ولم أعانى بعدها أى مشاكل فى العيون لمايزيد عن نصف قرن ، وفى وقت لاحق أشرح لكم كيف تعالج مريض السحائى بالقرض وكيف تعالج الإمساك وإلتهابات المستقيم بنخالة ثمرة الحنضل على شكل تحميله داخل لفافة قطن تدخلها فى المستقيم تفرغ البطن من كل مشاكلها خلال ساعات معدودة – رحمة الله عليها فقد كانت موسوعة ومن يعرفونها كانوا يعتبون علي أنى لم أسجل إكتشافاتها وأعمل لها براءات إختراع كانت طبينا وطبيب نفسها ، عندما تقدمت فى السن عرضتها على البروفسير عبد الرحمن محمد موسى قبل وفاتها بأشهر قليله عندما شعرت أنها بدأت تفقد شىء من وزنها مع بعض الشحوب ولكن بعقل كامل والحمد لله ، فقال لى بروف عبد الرحمن موسى عندما أحس بأنها إمرأة غير عادية ووجدها قد تجاوزت الثمانين وليس بها مرض من أمراض هذا العصر كالسكر أو زيادة ضغط الدم أو غيره ، أحكى لى عن سيرتها ؟ فقلت له كانت تعمل صباح مساء وإذا مرضت تداوت بعلاجها البلدى الذى تصنعه بيديها ، حتى حبوب دوار البحر التى تعطى للحجاج فى بورتسودان قذفت بها وأخذت جرعة ماء لتوهم المختص أنها تناولتها . أنا أصغر أبنائها وبعد تخرجى وأغترابى بالسعودية سعيت جادآ على أن تخلد للراحة التامة وأمنت لها كل إحتياجاتها الضرورة ومنعتها من العمل وبعت الغنم والدجاج لأنها كانت تجهد نفسها فى تامين العشب لها ، فقال لى : ماكان لك أن تفعل ذلك ، العمل والحركة كانا يفيدانها كثيرآ وقد حرمتها منها ، فكانت إمرأة عاملة من الطراز الأول وحكيمة لديها دواء لكل داء ولو حضرت زمن الإيدز والفشل الكلوى أو أحيطت بهما خبرآ لوجدت لهما العلاج الشافى ، تعالج وتضفر وتمشط وتطهر البنات طهارة فرعونية كاربة لو نفذت فى هذا العصر لخلقت مشكلات نفسية للأزواج من شباب هذا الزمن ولأقلعوا عن الزواج أو إستعانوا بطبيب جراح فلكل زمان رجاله وطهارته واليوم تركن غلف حتى جاءت داعش وتطهر نساء الموصل حتى فوق الأربعين ، وبالإضافة الى كل ذلك كانت داية بلدية ماهرة خرج العديد من المواليد على يديها ولم تحدث لها طيلة حياتها أى مشكلة أو ترتكب خطأ فى مهنها المتعددة . كانت الوحيدة من بنات جيلها فى منطقة الرباطاب التى تجيد بناء الأفران البلدية من طين البقادة وتصنع الخبز البلدى من القمح ولديها جرة (قدره) فول لاتنطفىء نارها فى البيت وتمنعنا من أكل الكسرة بالويكة ، وتقول الكسرة بالويكة بتكسر عضم الولد وتحرص على أن يأكل كل واحد منا حنونة ( عيشه صغيرة تصنعها لنا خصيصآ ) لنأكلها ونحن نشرب شاى الصباح من لبن الغنم الصافى مضاف له كتحه الشاى الحب فنشرب كبايتين أو زيادة نعود لنفطر فول وعيش فى زمن لم يسمع به أهل منطقتنا بالفول والرغيف لأنه كان فى تلك الفترة أكل ناس صعيد مصر والمدن وناس البلد ناس سمبوسة (قراصة) وفطير من قمحنا زرع يدنا فكنا نأكل مما نزرع حقيقة ليس كلام للدعاية كما يحدث اليوم . تعلمت بناء الأفران وخبر الرغيف وطهى الفول المصرى من جيرانها النقاده فى أمدرمان وبربر ونقلت هذه المهن معها للبلد مع جرة فخار قناوى لطبخ الفول المصرى . تعمل أى عمل ولاتتعفف ، أورثتنا هذا الحس الإيمانى الكبير بعدم الإتكال أو السؤال لغير الله ، والهمة الشديدة فى العمل فلم نعرف الفقر منذ أن خلقنا كما لم نعيش الترف والرفاهية كنت صورة مصغرة منها طالب وبناء ومعلم زبالة وأحفر الأ بار ومهندس وبفضل تربيتها لنا تعلمت أحدث علوم العصر الحديث من تقنية المعلومات وأعمل حاليا كمختص فى بناء قواعد البيانات على نظم المعلومات الجغرافية MODELLING OF GIS Dbase والتخطيط الإستراتيجى ، وكل شىء فى حياتنا بعد الله سبحانه وتعالى نرجعه لها ، كانت تكره كل عاطل أو متسول ، فكانت تسخر من مداح الرسول الذين يجوبون مدن وقرى السودان على ظهور حميرهم أو فى القاطرات يضربون الطار ويمدحدون طالبين الصدقات ولم تفتح بيتها لهم أو تقدم لهم الصدقات كما تفعل بنات جيلها ، فأورثتنا هذا الحس الإيمانى العميق ، لذا تجدنا الأن نسخر كثيرآ من هذا الهبل والخرافات والبدع الضالة التى تقدمها قناة ساهور وقنوات فضائية سودانية عديدة من بدع تحت إسم الذكر والذكر منهم براء ، فلا ذكر غير كلام الله ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون- الحجر 9 ) فهذا نص قرأنى واضح يحدد ماهو الذكر ومن المفارفات أن تنتشر هذه البدع فى زمن تعلن فيه الدولة عن مشروعها الحضارى ، فهل الشعر الذى يؤلفه الشيخ البرعى أو الشيخ المصطفى وإن كان فى خير الخلق محمد ص كلام نزل من عند الله تعالى حتى نسميه ذكر ، تعالوا نبحث له عن إسم جديد كأن نقول عنه شعر أو مدح ولانقول ذكر ، خافوا ربكم ياناس ، ونسأل الله السلامة . فقد كانت أمى نفيسة بت على ودجقلبية لاتسأل إلا الله ولاتخاف إلا الله ، وكانت دون غيرها من نساء جيلها لو إحتاجت لحطب حريق أو قشقش للعواسة ( القشقش بقايا جريد النخيل اليابس ويستخدم فى عواسة الكسرة على الصاج ) كانت تذهب وتأخذ حاجتها من ضريح الفكى الحسين أو الحاج بابكر ( تنطق بضم الكاف ) علما أن الفكى الحسين هو جدها شقيق جدها الحسن ( نفيسة بت على الحسن ) ولأن الناس تتهيب أخذ وقود من هذه الأضرحه الممتلىء ببقايا شجر الدوم والصنط والنخيل اليابس ، لأن النساء فى تلك الفترة كان لديهن إعتقاد بأن الفكى الحسين والحاج بابكر يضران وينفعان فيتجنبن أخذ حاجتهن من الحطب من ضريحهما حسب إعتقادهن ، حيث يتداول بين أهل البلد أن رجلآ مرً وهو على ظهر جمله بضريح الفكى الحسين ووقف ليشبع جمله من فروع شجر الضريح فألتقت الجمل فرعآ وكضم حتى مات ( كضم دى قد تحتاج لشرح لأجيال اليوم )، إلا أمى نفيسة الجقلبية كانت قوية الإيمان بربها ولم أسمعها تنادى بإسم شيخ أو سيد أو تقدم قربان لأحد منهم وتأخذ حاجتها من مزارات هؤلاء الفقراء ولم ( تكضم ) إلا أن توفاها الله بعد أن تجاوزت الثمانين بثمانية ، وقد قال عنها إبن أخيها محمد عبد الواحد عمارة ( والله عمتى دى لو إتعلمت كانت هسع رئيس للحزب الشيوعى السودانى ) لأفكارها المتحررة ولمخالفتها لبنات جيلها ، لكنها كانت كثيرة الصلاة والقيام والصيام قليلة التصدق إلا ماندر لضيق ذات اليد ، وفى آخر عمرها عندما كبرت ( طلقت - الخرف ) بالصلاوات الكثيرة ، تصلى الفرض أكثر من مرة وتنسى أنها صلته ، فأتصلت بى شقيقتى مريم هاتفيا بمقر إقامتى بالسعةدية تبلغنى بذلك فقلت لها : أتركوها والحمد لله أنها مازالت حتى آخر أيام حياتها تصلى الفرض مرة ومرتين وماخرفت بالسباب والشتائم كما يحدث للبعض ، فماتت طاهرة متوضية ومصلية ، ألا رحمة الله عليك يا أمى وأستاذى . عملت مع أبى فى تجارة تهريب السلاح بين تسني والشوك فى عشرينيات وثلاثينيات وجزء من اربعينيات القرن الماضى إلا أن تم ترحيلهم بواسطة الجيش أيام حرب الطليان والأنجليز بشرق السودان وقد ذكرت لى أن ناقلة الجند أو الدبابة التى حملتهم كانت بقيادة الضابط حسن بشير نصر على ما أذكر ، وكانت وكانت وكانت فهى بحر لاتسعه القوقل والياهو . أذكر أن إمرأة فى بلدنا جاءت لأمى وقالت لها يا نفيسه ماتجى نمشى كدباس للشيخ الجعلى يعزم لينا على قلم أولادنا الماشيين اللجنة (واللجنة يقصد به الإمتحان للمتوسطة بأبى حمد) فردت عليها أمى : يافقيرة ( وهى كلمة دائمآ ماترددها لأن الكل فقير لله ) يافقيرة ألا تختشين من ربك وكانت تنطقها ماتختشى على ربك ، هسع الشيخ الجعلى بنفسه أكان مشى معاهم اللجنة وأمتحنوه بينجح ؟ فذهبت المرأة تطنطن وتقول أن الجقلبية منكرة فى الصالحين وحتضيع ولدها ، فذهبت أنا لأبى حمد ونجحت وعاد إبن تلك المرأة خاسرآ لأنه كان ضامن النجاح بسبب قلم قرأ عليه الشيخ الجعلى ، فقالت لها أمى : ماقلت ليكى يافقيره أرمى حمولك على ربك ، هذه هى أمى التى كانت لاتقرأ ولاتكتب وماتحفظه من السور القصار لايتجاوز أصابع يدها الواحدة وكنا نصحو كل يوم على دعائها بعد صلاة الفجر وهى تقول صباحك رباحك وتكفينا شر عدمك وقماحك ، أحفظنا ياحفيظ فى كمك اليمين ، أحفظنا ياحفيظ ياحافظ السيف فى الجفير وياحافظ المويه فى البير وياحافظ البيضة لمن تفقع وتطير، عليك رحمة الله يا أمى نفيسة الجقلبية ، فهى غير كونها أمى فقد كفلتنى وأشرفت على نفقات تعليمى بعد أن تزوج أبى من زوجته الرابعة فاطمة بت جاد الله وهى رباطابية أصيلة من سكان منطقة كركوج بالنيل الأزرق ، فنقل بعض الخبثاء أمر زواج أبى لأمى وأوغروا صدرها ضده وهم من كان يظن فيهم الصديق الوفى ، فبنقلهم الخبر مبكرآ منحوها فرصة لتقوم بتسييل كل البضاعة التى بدكان أبى الى نقد ( ريالات أب عشرين ) قلت لها القروش كلها كانت كم جنيه ؟ قالت لى ماعديتهم لكن الكيلة حقت الدكان تمسحتها لى خشمها ريالات وذهبت للعبيداب وأودعتها عند كرار ودفاضل لأنه رجل يحفظ الأمانة ومشهود له بحسن الخلق ، ولأنها ذكية تعرف عند من تضع أمانتها . عند عودة والدى لم يجد سوى بكرة ( ناقة ) مصابة فى عينها اليمنى عندما إصطدمت بجذع نخله ودخلت ( كمروقه ) فى عينها ، فلم تجد أمى من يشترى ناقة بعين واحده وبندقية رمنتول لاتطلق رصاصه ، فكانت قوية ولاتخشى إلا الله ، ففقد والدى كل ثروته وكفلتنا هى إلا أننا كنا ندين بحب للوالد لعلمنا أننا نعيش من خيره ولكن لانجرؤ لمثل هذا الحديث أمامها ويشهد لها كل أهل البلد أنها من جمع تلك الثروة بكدها وجهدها مع أبى ، فترك لها ابى كل ثروته المنقولة مع مسئولية كفالتنا وأعتمد على أصوله الثابته من مزارع وجروف ونخيل إلا أن توفاه الله فى العام 1980م فكانت أمى اول من يلحق به بعامين فقط من زوجاته الأحياء الثلاثة . أبى كان فارس من فرسان قبيلة الرباطاب فى زمن كانت فيه الفروسية ضرورة ولو لم يكن فارسآ لما تزوج بفارسة مثل نفيسة الجقلبية ، أحبته كثيرآ وأنجبت له عائشة وعثمان ومريم وعلى يرحمه الله وبخيت وفاطمة وسلمان ومجذوب يرحمه الله ، فقد كان مزواجآ ولكنه كان دون شك يتمتع بحب زوجاته جميعهن ، وما يؤكد حب أمى الجقلبية الشديد لأبى أنها لم تغفر له زواجه عليها من فاطمة بت جاد الله التى أنجبت له تاج السر وعماد الدين يرحمه الله ثم زواجه من حضرية بت الأمين والدة الخواض والملك ومبارك يرحمه الله وأبوزيد علمآ أنها كانت الزوجة الثالثة فقد تزوج قبلها بنت عمه الدقاقة التى لم تنجب له فتزوج من التومة بت صديق والتى أنجبت له أحمد وأمنه يرحمهما الله ، فورثت أمنه كل شجاعة أبيها تاركة لأخيها أحمد طيبة قلبه وصفاء سريرته، ولم يتركا لنا شيئآ من صفاته الطيبه سوى ( سخونيته - حماقته وحرارة قلبه ودى كانت كفاية ) مع النجاض الذى ورثناه من أخوالنا الجقالبة أنجض من مشى على قدمين . كنا نداعب الوالدة الجقلبية ونقول لها يا يمه نسوان أبونا الجداد ديل فاطمة بت جاد الله وحضرية بنت الأمين سمحات ولونن أبيض عشان كده أبونا تزوجهن ، فتقول لنا : لا لا ديل مش نسوان بيض البشرة ، ديل عندهن الدم الأبيض ، أى أن ضراتها مريضات بزيادة كرويات الدم الأبيض وليس بيض بشرة طبيعى ، ونعود نذكرها بأنها فى زمن العشق والهوى تغزلت فيه ومدحته قبل أن يتزوج عليها قائلةً : أبحمد قمر عشره الطمح فوق جيله كم درج رجال والليلة نكروا جميله رحمهما الله رحمة واسعة ورحم أبى أسماعيل أب أحمد وزوجاته الخمس الدقاقة والتى تزوجها من بعده شيخنا ود حاج نور والتومة وبت جاد الله وحضرية وشقيقته الوحيدة أمنه وشقيقيه دياب والأمين وذريتهم من الاموات محى الدين الأمين وعلى إسماعيل وبابكر دياب ومبارك أسماعيل وأبناء آمنة بت بخيت دفع السيد ومحمد أحمد وبخيت وعائشة رحمة واسعة . ونلتمس من كل من يقرأ هذا المقال أن يترحم عليهم فالميت فى حاجة للرحمة كما الأحياء الوالد إسماعيل أب أحمد كان رجلآ عظيمآ عفيفآ طاهرآ من يعجب بها يتزوجها ولا ينظر إلا لمحارمه ، لا يعرف له أهل الرباطاب إلا شجاعته التى أورثنا جزء منها مع كل شىء من السخانة المصحوبة بالتسرع التى تسمى فى زمننا هذا بالحماقة ولدت بساقية الأقروساب قرية عتمور بمنطقة وسط الرباطاب فى يوم ما من شهر ما من العام 1948م بعامين من تساب 46 ولو لم يكن فى ذاك العام تساب ( فيضان ) لما عرفت فى أى عام ولدت وسمانى والدى على صديقه الملك سلمان عثمان أبوحجل ملك عموم الرباطاب وكان والدى ينادينى بأب حجل وأمى تنادينى بملك الزومة حيث كانت الزومة عاصمة للرباطاب وهى زومة الرباطاب وليس زومة الشايقية . لا أعرف يوم ميلادى ولكن كنا نرسل حينما نبلغ الصف الرابع الإبتدائى لمستشفى بربر الحكومية ويكشف علينا حكيمباشى المستشفى الدكتور المصرى محمد عبد المنعم بفتح فمنا ومعاينة أسناننا كما الخراف أو الحمير فى سوق المواشى ليقرر الطبيب أنه بالبحث فى سجل المواليد للأعوام 49م 50م 51م لم نجد إسم سلمان إسماعيل بخيت على مسجلآ وقد تم تقديره من مواليد بربر 1/1/1950م وكان فى السابق لدينا أساتذة إنجليز فى المدارس الثانوية وجاء الأستاذ ديفيد كنج ليشرف مع عدد من مدرسي مدرسة عطبرة الثانوية على إمتحان طلبة الصف الرابع بأبى حمد الوسطى ففوجىء بأن غالبية الفصل من مواليد بربر 1/1/1950م فأستغرب HOW IT HAPPENS فقلنا له لايذهب تفكيرك بعيدآ ، فليس لدينا ولا أبناء جيلنا فى غالبية قرى السودان شهادات ميلاد لأن الداية آسيا الحكيمة ومثيلاتها ليس لديهن سجل حصر مواليد ويعود ذلك للأمية التى كانت بنسبة 100% بين النساء و99.99% بين الرجال فى تلك الفترة وأعتذر للإطالة وأذكر مرة ثانية أن رقم هاتف الجوال 00966508074847 والإيميل [email protected]