وهاهى الحكومة المترهلة اطرافا وعمقا المنحدرة قسرا الى نهاياتها الحتمية فما طار طير وارتفع الا كما طار وقع.... وهى الحكومة ذاتها التى بلغت ذروة العطاء لاذيالها واتباعها من رفاهية ورغد عيش، فاطعمت الابواق واغنت الاتباع واغدقت عليهم حتى امتلاءت الكروش والارصدة فى البنوك المحلية والدولية اكرمتهم الى حد الترف والاسراف افسدت فيهم ثم افسدت بهم ثم افسدت معهم ....غمرتهم بالرضا منها ، وغض الطرف عن جرائمهم البشعة ، فهم فى نظرها ابناءها البررة واذيالها الاوفياء ، والمؤمنين الشرفاء... ارضعتهم من معين الفوضى والفساد حتى اتخمتهم فاصبح هدفهم الاول والاخير ان يشبعوا نفوسهم النهمة ، من كل ما لذ وطاب، ثم لم تخطط هذه الحكومة لحظة ان تترك للشعب البائس الفقير ولو بعض من فتات موائدهم .... احيانا قد يدرك البعض من بنى البشر فداحة الاخطاء التى ارتكبها فيرعوى اويحاول استدراك ذلك فيعيد النظر حتى يعالج ما اقترفته يداه من جرائم فى حق غيره او ربما يرغمه طرف اخر بالعقوبة، لكن مارأيكم فى حكم غارق فى التراهات والظلم والفشل بكل المقاييس، دام على رقابنا 25 سنة ارتكب فيها كل الوان الشرور والهوان ومايزال ...وكأن على رؤسنا الطير... ماوددت هنا ان اعيد اسطوانة قد عرفها الجميع ولكن الا نتفق ان هذه الحكومة اخذت منا اكثر مما ينبغى؟ .... الا نتفق ان هذا الاخطبوط السرطانى تمكن فى كل المفاصل الحياتية بواسطة اذياله؟ اليس عجيبا ان نترك هذه الخيبات تمتص ما تبقى من عصارة الحياة فى شرايين الشعب السودانى ؟ هل يستحق السودان ان يستلب من عمره 25 سنة كاملة ، وما تزال هذه الطغمة الجائرة ، تخطط للبقاء على الرؤوس 50سنة قادمة رغم ما وصلنا اليه من انحطاط ودمار؟ ، الا يوجد من يحرك هذا الجمود الصامت وهذه السلبية المتقاعسة؟... الحياة تمضى ولا شك والشعب يغرق مع حكم طمره الفساد والفشل المنقطع النظير وتمر السنوات العجاف ولاتزال الانقاذ تسرق من عمر الوطن السنون ، ويتمدد الفساد ويزداد حجم الضياع وتكبر المساحة بين الشعب الواحد البعض ركب موجة الفساد والجشع واغتنم فرص الفوضى والترهل الحكومى ، فاصبح بين عشية وضحاها فاحش الثراء ، والغالبية الاخرى تاكل من خشاش الارض ترزح تحت خط الصفر من الفقر ... ولا حياة لمن تنادى... السؤال هنا هل سيذهب الفساد اذا ذهبت هذه الحكومة الفاشلة ؟ والاجابة لن نتمكن من التخلص بسهولة من بقايا اذيال هذا الاخطبوط السرطانى المتعفن، فالاذرع التى صنعتها هذه الحكومة لم تترك منفذا ماليا ينتفع يه الا سيطرت عليه وقالت لنفسها لافصلن على نفسى عوارفها ، لان المنطق السائد لديهم سيطر على المال تستعبد البشر.... لم ولن تتغير ديناميكية الحكومة المختلة ، فالناس تغرق من جراء تفريطها مرتين مرة بسبب فسادها وانحطاطها ولصوصها ، ومرة اخرى من جراء اهمالها وسؤ ادارتها ....فالله المستعان. منتصر نابلسي [email protected]