ربط : تناولت فى العدد الفائت مساءلة الهوية السودانية العامة والهوية الثقافية . قلت أن الأولى قانونية تمنحها التشريعات , والثانية هى الثابت فى جوهر التفاعل داخل نسق المنظومة الإجتماعية . وأوضحت أيضا أنه لارابط بينهما سوى الرابطة التعالقية بين الثابت والمتحول الثقافى داخل الجماعة . فى هذا العدد : إنبعاث الدولة السودانية سابق لإنبعاث الهوية وذلك بعد دمج الكيانات الإجتماعية والسياسية والإدارية فى مملكة الفونج والفور , كذلك الجماعات القبلية فى جنوب السودان والذى ظل شبه مستقل عن بقية أنحاء البلاد حتى عام 1874 م وجعلها جميعها فى كيان سياسى واحد لايراعى فيه مساءلة الهوية . حيث ظل هذا الإندماج شكليا أو صوريا لم يؤسس لهوية عامة تجتمع حولها هذه الكيانات المدمجة فى كيان واحد . الذى أسموه السودان التى ربما أرتؤى حينها أنها يمكن أن تؤسس لكيان أو هوية عامة تحمل ملامح لأمة سودانية , إلا أن التجربة لم تستمر نسبة للحروب , مما أدى غلى أن تتمزق هذه الوحدة المدمجة بإنفصال دارفور , وسن قوانين المناطق المقفولة , التى أصبحت وإلى يومنا هذا بؤر للصراعات والتوتر , لعدم توفر الهوية العامة التى تعمل وتحافظ على الكيانات الإجتماعية والسياسية مترابطة ومتجانسة فى نسقها العام . ولكى نمضى قدما فى تعريف الهوية لابد من أن نحدد أهم وظائفها التى تؤديها داخل النسق الإجتماعى ويمكن أن نجملها فيما يأتى : " 1 " ضمان الإستمرارية التاريخية للأمة حتى لاتكون مسار شك وطعون . وقد تحدثنا فى هذا الجانب كثيرا فأبنا أنه لابد من إعادة تأهيل تاريخ السودان , ومن ثم إعادة كتابته حتى لايتطرق الشك لهوية الشعوب أو الأجناس والأعراق المكونة للسودان . " 2 " تحقيق درجة عالية من التجانس والإنسجام بين السكان فى مختلف جهات الوطن الواحد . كما قلنا بأهمية وضع ثوابت للثقافة كحد أدنى تلتقى عندها الكيانات الإجتماعية والمجموعات السكانية فى السودان . كذلك إبراز الهوية الثقافية لكثير من القبائل والجماعات العرقية التى هاجرت إلى السودان إبان حكم الدولة المهدية الوطنى الأول حتى لاتضيع فى زحمة الثوابت , إذ كان هناك تلاقح مع الوافد الخارجى سواء كان هذا الوافد فرعونيا أم عربيا أم غيره , فحضارة وادى النيل الوسيط تواصلت مع الوافد لغريب منذ خمسة آلاف سنة . " 3 " تمثل الهوية , الجنسية والشخصية الوطنية التى تحافظ على صورة الكيانات الإجتماعية والسكانية , أمام الأمم الخرى , وذلك من خلال الحفاظ على الكيان المميز لتلك الجماعات . فى القادم : ما هى الملامح الثقافية المشتركة التى تؤسس لهوية ؟ صحيفة المستقلون العدد 47 بتاريخ 1 يونيو 2014 م صورة: بعد ثالث ؟؟ د.فائز إبراهيم سوميت تحديات الهوية الثقافية فى ظل العولمة ؟؟؟ ربط : تناولت فى العدد الفائت مساءلة الهوية السودانية العامة والهوية الثقافية . قلت أن الأولى قانونية تمنحها التشريعات , والثانية هى الثابت فى جوهر التفاعل داخل نسق المنظومة الإجتماعية . وأوضحت أيضا أنه لارابط بينهما سوى الرابطة التعالقية بين الثابت والمتحول الثقافى داخل الجماعة . فى هذا العدد : إنبعاث الدولة السودانية سابق لإنبعاث الهوية وذلك بعد دمج الكيانات الإجتماعية والسياسية والإدارية فى مملكة الفونج والفور , كذلك الجماعات القبلية فى جنوب السودان والذى ظل شبه مستقل عن بقية أنحاء البلاد حتى عام 1874 م وجعلها جميعها فى كيان سياسى واحد لايراعى فيه مساءلة الهوية . حيث ظل هذا الإندماج شكليا أو صوريا لم يؤسس لهوية عامة تجتمع حولها هذه الكيانات المدمجة فى كيان واحد . الذى أسموه السودان التى ربما أرتؤى حينها أنها يمكن أن تؤسس لكيان أو هوية عامة تحمل ملامح لأمة سودانية , إلا أن التجربة لم تستمر نسبة للحروب , مما أدى غلى أن تتمزق هذه الوحدة المدمجة بإنفصال دارفور , وسن قوانين المناطق المقفولة , التى أصبحت وإلى يومنا هذا بؤر للصراعات والتوتر , لعدم توفر الهوية العامة التى تعمل وتحافظ على الكيانات الإجتماعية والسياسية مترابطة ومتجانسة فى نسقها العام . ولكى نمضى قدما فى تعريف الهوية لابد من أن نحدد أهم وظائفها التى تؤديها داخل النسق الإجتماعى ويمكن أن نجملها فيما يأتى : " 1 " ضمان الإستمرارية التاريخية للأمة حتى لاتكون مسار شك وطعون . وقد تحدثنا فى هذا الجانب كثيرا فأبنا أنه لابد من إعادة تأهيل تاريخ السودان , ومن ثم إعادة كتابته حتى لايتطرق الشك لهوية الشعوب أو الأجناس والأعراق المكونة للسودان . " 2 " تحقيق درجة عالية من التجانس والإنسجام بين السكان فى مختلف جهات الوطن الواحد . كما قلنا بأهمية وضع ثوابت للثقافة كحد أدنى تلتقى عندها الكيانات الإجتماعية والمجموعات السكانية فى السودان . كذلك إبراز الهوية الثقافية لكثير من القبائل والجماعات العرقية التى هاجرت إلى السودان إبان حكم الدولة المهدية الوطنى الأول حتى لاتضيع فى زحمة الثوابت , إذ كان هناك تلاقح مع الوافد الخارجى سواء كان هذا الوافد فرعونيا أم عربيا أم غيره , فحضارة وادى النيل الوسيط تواصلت مع الوافد لغريب منذ خمسة آلاف سنة . " 3 " تمثل الهوية , الجنسية والشخصية الوطنية التى تحافظ على صورة الكيانات الإجتماعية والسكانية , أمام الأمم الخرى , وذلك من خلال الحفاظ على الكيان المميز لتلك الجماعات . فى القادم : ما هى الملامح الثقافية المشتركة التى تؤسس لهوية ؟ صحيفة المستقلون العدد 47 بتاريخ 1 يونيو 2014 م [email protected]