عندما يطغى حس الانانية ويستعر داخل النفوس المضطربة فأنه يشكل ملامح يتعذر معها تبيان الحقيقة بالصورة المثلى التى ينبغى ان تكون مرسومة فى ذهنية كل انسان سوى يتمتع بأهلية الانسانية ، والاسلاميون - اقصد بهم اصحاب الاسلام السياسى - منذ فجر ادعاءهم الصلاح وانتحالهم صفة ابناء الله واحباءه واعتقادهم انما الجنة خلقت لمن كان اخ مسلماً أو تكفيرياً ، منذ ذلك التاريخ البعيد وهم يأصلون داخل نفوسهم مشروع الانانية المطلقة التى تفحشت بدواخلهم و لم تدع لهم حتى فيما بينهم مساحة الثقة التى تجعلهم يستأمنون بعضهم البعض داخل التنظيم الواحد ؟ .. فالاسلاميون مشهور عنهم الاختلال فى كل شي ولكن تأصيل ورعاية مفاهيم الانانية بين عضويتهم مسألة غير ! فالاسلامى يكره حب الخير لاخيه الاسلامى بدرجة فى احيان كثيرة تقودهم الى الصراعات الداخلية وتؤدى بهم الى الانشقاقات الطاحنة ، ففى كل الاحوال الغاية تبرر الوسيلة وفق المعايرة الدينية التى يقيسون عليها انانيتهم ويبنون على انقاضها التبريرات التى يعتقدونها منطقية تنجيهم من السؤال امام الله ؟ .. فالحركة الاسلامية على وزن الحركة اليهودية كما يحلو لهم ان يسموها لم تفشل الا بفضل التحقير والممارسات الاخلاقية السيئة التى تسوس بها القيادات من تعتبرهم صغار الاعضاء ولنا فى النموذج السودانى الاسوة التى بالضرورة نبنى عليها الاحكام ، فالاسلام بالنسبة لاخوان السودان يجب ان يكون قائم على اقصاء الاخر حتى داخل التنظيم ، لذلك تشرزمة الحركة الاسلامية الى نحل وملل متفرقة كل واحدة تسب وتنعل اختها مثلما يسب وينعل ابن الحرام اخيه او اخته لان ما بنى على باطل فهو باطل فالحركة الاسلامية السودانية عندما كان تعداد عضويتها يبلغ فى عام 1958 م ذهاء الخمس افراد انشقت الى حركتين وفى الستينات صارت ثلاث حركات وفى بداية السبعينات اصبحت اربعة وفى منتصف الثمانينات تفاقمت الى خمسة تنظيمات باستقلال مجاهدى افغانستان عن تنظيم الحركة الام بقيادة حسن الترابي ، وفى مطلع التسعينات حاولت جميع هذه الفصائل الالتئام تحت راية الترابى مرة اخرى ، لكن سرعان ما نقضت غزلها بانشقاقها الى حركتين رئيستين شعبي ووطنى وما لبثت حتى انفتحت عليها طاقة القدر فتفرغت ايدى سبأ ووصلت الى اربعة عشر حركة اسلامية كل واحدة تضمر العداء للاخرى . والسبب هو ثقافة الانانية التى تغذيها وسيادة منطق التحقير والتهوين بين افرادها بعضهم البعض ، والدليل على ذلك لا يوجد مثقف عالم بضروب الثقافة يختار بطوع ارادته الانتماء لتنظيم الحركة الاسلامية لا لشى سوى لان اساليب وممارسات هذه الحركات تتجافى وتعاليم الاسلام الحقيقة بمعنى ان الاسلاميين لا ينتمى اليهم الا الجهلة والفاقد التربوى و تجار السليسيون والبلطجية ومعتادى الاجرام والنشالين والدجالين الذين يمارسون السحر والقتلة ومرتادى السجون والأفاكين الذين يخشون الناس اشد خشية من الله ، هولا هم قطاعات الاسلاميين فى السودان الذين يعتد بهم ويراهن عليهم فى احداث التغير المنشود ! ومن فرط انانية القيادة ممنوع استيعاب اصحاب الراى حنى لا ينتزعوا الخلافة ، لهذا بانت فكرة تحديد الشروط والمواصفات التى ينبغى ان تكون متوفرة فى مرشح الحزب للظفر بمنصب والى الولاية !! انها الانانية التى نتحدث عنها ليس الا !! من اين للاسلاميين بهولا المواصفات التى لا توجد الا فى الانسان السودانى الذى يصلى ويصوم مخافة لله وليس مخافة من لجنة الانضباط داخل الحزب ، اعتقد انهم يناقضون الواقع بطريقة انانية للغاية ! . عموماً ما قتل ابن ادم خُلقً شراً من انانيته ، والاسلاميون يعلون من شأن الانانية اكثر من تعلية شأن الله ، والله عزيز ذو انتقام. ابتهال عبدالقادر سعيد [email protected]