هل يتحقق صعود (الترابي) من ثنايا الرماد إلي المشهد السياسي.. ؟؟ دولة (المتاسلمين ) تحتضر بعد أن نخر (سوس) الفساد في عظامها واصبحت الدولة خاوية علي عروشها بعد أن أعمل رموز هذا النظام معاولهم في بنيتها الإقتصادية في أعنف عمليات التخريب الممنهج علي مر الحقب وتاريخ البشرية جمعاء ..كل ذلك لم يكن مخططاً له إلا بما يتوافق مع غبائهم الفكري وإفتقارهم للتفكير السليم والشعور بالإنتماء للوطن مع تفاخر بلا إنجاز وتكبر بلا هوية ومما زاد الطين بلة أنهم ظلوا لعشرات السنين يتعاطون السياسة كما يتعاطاها طلاب المدارس الثانوية وإمتازت حقبتهم الدبلوماسية ومدة حكمهم الخرقاء بالمكايدات السياسية والتحالفات الجوفاء التي لم تحقق سوي شعباً في خضم المعاناة ورحم المسغبة وبلاد لن تنهض ولو بعد مئات السنين من هذه الكبوة التي أقعدتها عن اللحاق بركب الأمم . النظام في الخرطوم علي شفير الهاوية بعد أن أخفق بسياساته المتطرفة في إيجاد مناخ معافي لعلاقاته مع أشقائه لإصراره علي دعم النظام الإخواني البائد في مصر بالسلاح ومحاولاته اليائسة للتقارب مع الدولة الشيعية نكاية في الدول الخليجية التي لم تتخلي يوماً عن دعم بلادنا حتي رأت ما رأت من هولاء المأفونين وفكرهم (الطفولي) في تجسير العلاقات بينهم فأغلقت خزائنها ولم يكتفي هذا النظام المتبلد التفكير بهذا الفشل بل سعي إلي مناصرة بلا مبرر أخلاقي أو موقف إنساني للنظام السوري الدموي الذي ينكل بالنساء والأطفال والشيوخ بلا تبرير سوي الوقوف في مواقف معاكسة لدول مجلس التعاون الخليجي التي تدعم من غير حدود الثورة السورية والشعب السوري في نضاله العادل لنيل حريته ولم يمضي ردحاً من الزمان حتي قررت السكوت عن الحديث المباح عن الثورة السورية ونظام سوريا الدموي والتقارب مع الحكومة المصرية التي كانت وإلي عهدٍ قريب لا تجد لها وصفاً سوي إنها إنقلاب عسكري علي الحكم الشرعي لأخيهم مرسي وكللت هذه المواقف المربكة بإغلاق المركز الثقافي الشيعي في السودان بحجة النشاط الديني غير السوي الذي يستهدف العبادة الصحيحة والفطرة السليمة للعقيدة في السودان ..إذاً لماذا هذا التحول الفجائي في السياسات ؟؟ ولماذا تدعي الحكومة وحزبها الحاكم تبني جهود الهجرة إلي الله ؟؟ وأين كانت غربة هؤلاء لأكثر من خمس وعشرين عاماً ؟؟ ومن أين هذه الصحوة المفاجئة في الضمير الديني والأخلاقي بعد أن فاقوا (التتار) في سفك الدماء المحرمة وإنتهاك الأعراض المسلمة والفساد في الأرض بغير الحق؟؟ والإجابة علي هذه التساؤلات ليست حائرة كما يعتقد البعض فأينما ترددت سياسات النظام وتأرجحت وإتخذت مساراتٍ غير رشيدة ومتقلبة فهي نتاج للضغوط التي تمارسها الدولة القطرية متناهية الصغر علي النظام في مقابل الودائع وعدم التخلي عنها بعد أن إشتكت للعالم قلة الفئران في بلادها ..ولكن ماهي دلائل التي لن تخطئها العين الفاحصة لإيجاد تلك الصلة الوثيقة بين المقدمات والنتائج ؟؟ ومن الضرورة بمكان القول أن واقع الأمر لإيجاد التفسير يتطلب منا إعادة عقارب الساعة إلي الوراء للإطلاع علي مشاهد تدعم تلك النظرية في قوة تمثلت في خطوة إستدعاء الحكومة القطرية للشيخ المأفون لزيارة الدوحة والحديث عن تجديد دماء النظام للإبقاء عليه جاثماً علي صدر الشعب السوداني كهدية من الحكومة القطرية للشعب الشقيق في دولة الكيزان وإستبعدت الحكومة القطرية آنذاك طلب الترابي بإقصاء البشير وإزاحته عن سدة الحكم وتوفير الإقامة الدائمة له في قطر وتقديم الضمانات الكافية بعدم ترحيله إلي لا هاي ولأسباب إستحالة ذلك المطلب كان البديل المطروح علي طاولة المؤامرة وخيوطها التي حيكت في الظلام ضد الشعب السوداني إقصاء النظام للرهط المفسدون في الأرض كما سماهم شيخهم المأفون والتي سبقتها محاولة النظام أو إدعائه للتقارب مع المعارضة من أجل خير الوطن وكانت كل تلك الوثبات مسخرة بكاملها لرأب الصدع بين الشيخ المأفون وماتبقي من الحواريين تمهيداً لإكمال الصلح وتتويجه بتعويضات الشعبي من حر مال الشعب ومن خزينته العامة . وفي الوقت الذي يبدو فيه النظام المنهار في الخرطوم كأنه في حلمٍ بكل ألوان الكوابيس بعد أن بعدت الشقة بينه وبين دول مجلس التعاون الخليجي وضاقت عليه الأرض بما رحبت وظن وبعض الظن إثم أن خروجه من محنته وعزلته السياسية الدولية والإقليمية هي في الإرتماء في أحضان أمير قطر ووالدته الشيخة (موزة) تظل بقية الدول بالمجلس ثابتة علي مواقفها في التخلي عن النظام الفاسد والمتطرف بالخرطوم وتضييق الخناق عليه حتي كنسه من الوجود وهدم بنيانه الأجوف من القواعد. والتساؤلات المشروعة هنا ..هل ما تم من إجراءات وخطوات كانت تمهيداً لعودة الترابي للمشهد السياسي وهو أكثر قوة وأشد صلابة وهل تكفي لصعوده من بين ثنايا الرماد للمشهد السياسي تارة أخري بدون ان تختلج عضلة في كبرياء الشعب السوداني بكل تفاصيله الدقيقة بعد أن خبر مكر الشيخ وغدره ودهائه وحبه للسلطة والجاه ورغبته الجامحة في التنكيل بكل من غدر به وألقي به في أتون المعاناة من حواريه ورهطه الذين أفسدوا بالمدينة وحرصه الدائم علي البقاء في دائرة الأضواء؟؟ وهل سينسي الشعب أن سبب معاناته والعلة وراء محنته التي لن يشفيها الدهر هو هذا الشيخ الدعي ذو الثمانين عاماً الذي يبدوا أنه فقد كل رغبة في التوبة والتقرب إلي الله وهو علي شفير قبره وهو الذي سرق أحلامهم بليلٍ ؟؟ في تقديري أن الإجابة هي في رحم الأيام القادمة وفي مدي صبر الشعب وإحتماله ورغبته الصادقة للخروج من هذا النفق المظلم ووظلمته إلي سعة العيش وبحبوحته .كان الله في عون هذا الشعب الصابر. عمر موسي عمر - المحامي [email protected]