لعنوان أعلاه يشير لعنوان محاضرة ألقيتها سابقا في مركز دكتور جون للدراسات الإستراتيجية في منتداه الدوري الذي يقام كل سبت حينذاك قبل إغلاق المركز لأسباب ما،!وإتسمت المناقشة بتواجد زمرة طليعة من الشباب ادلوا بأراءهم بصورة جريئة،وإقترحوا توسيع دائرة المناقشة في الموضوع لأهميتة القصوي حتي يتثني تشخيص التحديات الجوهرية التي يعاني منها الشباب،من ثم البحث عن حلول بصورة فورية،و فى هذا الإطار قدمت لنا دعوة كريمة للمشاركة في منتدي بجامعة جوبا من منظومة مؤتمر الطلاب المستقلين الرائدة سياسيا والمشاكسة جدليا في الأوساط الفكرية وعرفت علي إنها دائما تثير قضايا المسكوت عنه علي حد وصف الطلاب،وكان علي شرف الضيافة شخصي الضعيف والمخضرم الأستاذ/ابراهام البينو المعروف في الأوساط الصحفية (بالبعد الأخر) بالإضافة الي المبدعة الخلوقة المثيره للجدل شمالا وجنوبا الدكتورة إستيلا قايتانو،التي تغيبت بسبب المرض ولكنها كانت حضور بأرائها المرسلة ،وما دفعني لذكر الموقعين أعلاهما(مركز د/جون وجامعة جوبا) قبل الغوص في عمق الموضوع لأنهما منارتين للعلم والإستنارة وسفوح للتقدم والتحضر ،كما تمثلان شموعا ومواقد للنور تستطيع هتك الظلام والعتمة بإحداث التغيير الشامل والجذري في المجتمع ونأمل تكملة دورهما المهم. وقد تناولت الورقة تحديات الشباب في ثلاثة محاور رئيسية متمثله في التحديات الإجتماعية،الإقتصادية والسياسية وسوف نتناول كلٍ علي حدي علي النحو التالي: أولاً-التحديات الإجتماعية:- تشير معطيات الواقع علي أن أبرز تحدي يواجهه الشباب يكمن في التنشئه الإجتماعية للأجيال ،لأن العديد من القبائل لها بيئات مغلقة ومنعزلة لوحدها وهذا يجعلها بعيدة عن الإنصهار والإحتكاك مع الأخرين،ونسبة لبعض التقاليد الموروثة مسبقا والصراعات التاريخية التي خلقت نوعا من العداء تجاه فئات محدده بالإضافة الي ضعف التعليم أو إنعدامه بسبب الحروب الطويلة التي دارت بين الشمال والجنوب،ساهمت في إنتاج واقع مأزوم وتمثلت الأزمة في إنتاج أجيال تحمل بذور العداء بالفطرة تجاه القبيلة)( وتفاقم الوضع في ظل غياب التعليم الذي كان يحدث التغيير في الأبرياء الذين نشاؤا علي هذه الشاكلة لو اتيحت لهم الفرص!إلا أن إفرازت الحرب وسمومها المتنوعة زاد الطين بلة بترسيب شحن من الغبونات في المجتمع بشكل مبركن،وهي قد تؤول للإنفجار تحت أي لحظة بمجرد أتفه سبب،دعك من موازين السياسة ومنعطفاتها الوعرة.أما الشباب الذين حالفهم الحظ ونالوا قسطا مقدرا من التعليم تجاوزا به المرارات السابقة،وإستطاعوا تسلق السُلم الوظيفي منطلقين نحو بناء الوطن والأمة وجدوا أنفسهم أمام تحدي كبير في تأسيس مؤسسة الإستقرار الإجتماعي(الزواج) نسبة لتكبلهم بقيود العادات والتقاليد المتعلقة بالمهور الغالية في الزواج،كمئات الأبقار والعشرات وعلي نحوٍ أخر الملايين المملينه من الجنيهات متعلقه بعضها بمصروفات دارسة البنت فيما عرف (بحق القراية) وإسترداده من الزوج أمرٌ واجب وغيرها من الأشياء التي لا تحصي ولاتعد،!وكل هذه الأمور أصبحت تشكل لكمه قوية في خد الشباب مما جعل بعضهم يلجأ للحلول الخارجية بعد تفكير مضني وطويل وحوارات عميقه مع المؤسسة البطرياركية وسلاطينها التي لم تسفر بحلول مرضية،فحمل البعض حقائبهم وشدوا رحالهم أملين في إيجاد موطيء قدم في عش الحياة الزوجية قبل فوات الأوان،فتزوجوا من اليوغنديات والحبشيات وجنسيات أخري وهم مضطرين علي ذلك وهذا ديدنهم،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو مستقبل الشابات الي أين في ظل غياب البدائل وغطرسة المسنين!بالإضافة الي عدم القدرة علي التأقلم علي البديل وإن كان موجودا،لذا يظلن بين مطرقة هروب الشباب وعدم مواجهتهم لتحديات الواقع المذري بالصمود،وسندان كبار السن الذين يتمتعون بالسلطة والجاه ورغبتهم العارمه في إفتراس الفتيات الصغيرات.وفي هذا الصدد تقول الكاتبه الجريئه/إستيلا قايتانو إن لم أكن متزوجة لكسرت طلاسم الزواج ببلادي وقبلت الزواج بدون"بقر" وما ذلك أظل أحلم باليوم المرتجيء وهو الإحتفال بأول زيجه بدون بقر بمهر عادي جدا ومتواضع في الحبيبة جنوب السودان.ما تصبوا إلية الكاتبة يعد مؤشرا جيدا نحو التغيير المنتظر من الشباب.إلا ان الشاب المحافظ ميرود ذهب الي عكس ما تحلم به إستيلا قائلا:إن العادات والتقاليد لا يمكن تغييرها وتظل راسخة للأبد لأنها عباره عن (دين مصغر) وهذا الوصف أثار ضجه عارمة وسط الحضور خصوصا من الطليعيين رواد التغيير الذين يرفضون صبغة الثبات والتقديس للأشياء،وفي هذا المنعطف أشار ضال أبرهم الي ضرورة الحفاظ علي بعض القيم والمورثات الإيجابية بالإضافة الي توظيف طاقات الشباب لمحاربة الظواهر السالبة ومن حقنا كشباب أن لا نرضخ ونحاكم بموروثات أسلافنا،لان الزمان قد تغير ولابد من التجديد مواكبة للعصر وتلبية للحاجات الإنسانية الماسة،وإن تزوج جدي بمئة بقرة في زمانه فمن أين لي بهذا الكم في هذا الوقت لأتزوج خصوصا إنني خريج من جامعة جوبا ولم أتوظف بعد،ولو إشتغلت 20سنة ما ممكن الم مئة بقرة هو المرتب كم.؟والأهل البلموا لي البقر ديل ذنبهم شنو!؟أحسن يبيعوها ويعلموا بيها أولادهم ويستفيدوا منها في مشاريع إنتاجية تنفعهم في المستقبل.عشان كدا إعادة النظر بصورة جاده من الشباب في الموضوع ده مهم جدا.وقد إتفق معه الكثيرين فيما ذهب إليه وأجمعوا علي أن المشكلة في الأساس ترجع للوعي وهذا هو التحدي الأكبر. ويري الأستاذ/ابرهام البينو مشكلة الوعي في الوسط الشبابي من أكبر التحديات ويركز علي التعليم كمخرج أساسي لهذه الأزمة ،بالإضافة الي غياب المراة في الواقع يمثل تحدي جثيم ويجب علي الطلاب تجاوز العنف القبلي المستشري في الجامعات لأن التغيير في المجتمع يخرج من الجامعات الي الفضاءات الأخري،كما لابد للطلاب مناقشة قضايا التعليم بصورة عميقة بإستضافة وزير التعليم في جامعة جوبا كي يتبني المخرجات ويسعي لإنزالها لأرض الواقع بصورة فعلية ،وخلق فرص أو منح للبعثات العلمية.وعلي نفس المنوال يتحدث لوال مجوك في التحديات الإجتماعية ويتفق مع سابقيه فيما ذهبوا إلية،ويري بذرة الحل لهذة القضايا تبدأ بالنقاش في المنتديات الثقافية والفكرية وضرورة تفعيل هذة الأنشطة في الجامعات والأندية والأحياء لتسليط الضوء علي الجوانب المعتمة حتي يتداركها الأخرون من ثم نتفق علي حلول كافية وشافية تحقق لنا ما نصبو إلية.ونواصل بقلم/صالح مهاجر خلف الستار [email protected] ا