اتقدم اليكم برؤية حول وضع الاقتصاد السوداني الراهن من منطلق دراستي بكلية الاقتصاد والتخرج في العام 1995 ومن بعدها البحث عن سبل العيش في بلاد الغربه وان تركت السودان وقتئذ بخير مقارنة بالفترة الحالية وقد زرته اخر مره في شهر مايو 2014 حيث تبدل الحال تماما حيث لاحظت وانا اعمل تاشيرة الدخول بجهاز المغتربين بعد انقضاء الاجازة بان هناك زحمة في اجراءات السفر بصورة تذهل كل ذي فكر رشيد وقد سالت بعض الاخوه فقالوا لي ان الهجرة قد توسعت بصورة كبيره خاصة الشباب الخريجين يريدون الهروب من السودان الي مكان خارجه بغض النظر عن الظروف التي سوف يتعرضون لها في بلاد الغربه ؟؟؟ فمن هنا نعيت الاقتصاد السوداني وقلت علي الدنيا السلام وطن لايستطيع ابناؤه ان يعيشوا فيه ويجدوا به فرصه عمل لا يستحق ان يكون ؟؟؟ فماذا اصاب تلك البلاد التي تعتبر من اكثر الدول التي حباها الله بموارد كثيره ومتنوعه ومتجدده في كافة المجالات لو تم ادارتها بصورة جيده لكانت من الدول التي يقصدها الداني والقاصي للعمل والعيش فيها ولكن هيهات هيهات ان تصل الي هذه المرحلة بسبب السياسات الاقتصادية الفاشله التي تعتمد كل عام في الدولة ,,, والملاحظ ان اقتصاد السودان تدهور بصورة واضحه بعد خروج البترول من الموازنه العامه بعد انفصال الجنوب وخاصة قيمة العمله الوطنيه ويرجع ذلك في تقديري الخاص الي اهمال كافة القطاعات الانتاجيه وتعطيلها في سنوات ضخ البترول من الجنوب وسهولة الحصول علي العملة الصعبه من الخارج فهذا الذهب الاسود قد اعمي عيون الاقتصاديين في وطني الحبيب عن معلومة هامة جدا وهي ان السودان ليس دولة نفطية وانما عرف عنه بانه دولة زراعيه من الطراز الاول حتي يقال سلة غذاء العالم كما معلوم لكل البشر في العالم الخارجي فتم تدمير كافة المشاريع المنتجه والتي كانت في السابق العمود الفقري للاقتصاد السوداني مثل مشروع الجزيرة , مشروع الرهد بسسب ضعف التمويل والاهمال الاداري المتعمد .. فبدلا من ان يتم استغلال العائد الطفيلي من العملات الصعبه في عهد البترول في تنمية المشاريع الزراعيه وتمويلها بالقدر الكافي حتي تنهض وتنمو معها كل طاقات البلد ونحقق بها الرفاه الاقتصادي لمواطني شعبنا الحبيب تم توجيهها للصرف علي اجهزة الدولة وكوادرها فكانت النتيجة سريعه جدا حيث انخفض فجاة وبدون سابق انذار حال العمله الوطنيه الي درجة تخجل ان تقول لاي شخص معك من جنسيه عربيه كم قيمة الجنيه السوداني مقابل الريال السعودي وهذا لعمري اس الداء واليلاء في بلد به مئات الملاييين من الافدنه الصالحه للزراعه مع تعداد سكاني في احسن حالاته لايتجاوز 30 مليون فكيف تستقيم هذه المعادله الصعبه ,, فعلا هذا عصر المتناقضات السودانيه ومن وجهة نظري الخصه لا يستطيع الاقتصاد السوداني استرداد عافيته الا عن طريق دفع عجلة الانتاج والانتاجية الي الامام بسرعة سائقي سيارات السباق العالمية حيتئذ نقول قد وضعنا رجلنا علي الطريق الصحيح الذي يقود الي تحسن حال المواطن البسيط الذي يعاني امر المعاناة من الفقر والحرمان لكثير من الاحتياجات اليومية من علاج وتعليم وصحه وغداء وحينئذ يكمن ان يسترد الجنيه السوداني عافيته وحينئذ يكمن ان نري الصادرات السودانية تغذو كل دول العالم وحينئذ نقطع دابر السياسات الاقتصادية الفاشله سواء كانت النقديه مثل طباعه العمله بدون انتاج حقيقي او السياسات المالية مثل التمويل بالعجز والاستدانه من النظام المصرفي وكلها ادت في النهاية الي ما نشاهده اليوم من تدهور مريع في كافة المجالات . فضل الله مصطفي احمد - السعودية - الدمام [email protected]