السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن ثورة اكتوبر (12): احزاب او لا احزاب؟ الشيوعيون والقوميون يريدون "الاتحاد الاشتراكي" في السودان
نشر في الراكوبة يوم 15 - 11 - 2014

وثائق امريكية عن ثورة اكتوبر (12): احزاب او لا احزاب؟
الشيوعيون والقوميون يريدون "الاتحاد الاشتراكي" في السودان
خلف الله بابكر يدعو الشارع للتظاهر ضد الاحزاب
فاروق ابو عيسي وجعفر كرار: لا احزاب بعد اليوم
------------------------
واشنطن: محمد علي صالح
هذه هي الحلقة رقم 12 من هذا الجزء الاخير من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي:
الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956).
الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958).
النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964).
النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها).
هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 20 حلقة تقريبا:
وهذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي: (11): احمد سليمان:
-- "سوداني اولا وشيوعي ثانيا"
-- "ذكي من الدرجة الاولى"
-- لكن، "ابورتيونست" (أنتهازي)
-- "رجل خطر جدا"
--------------------------
تصويب:
كتبه: على عبد الوهاب:
"احمد سليمان ليس من الدناقلة. ينتمي الي محس وسط السودان (بري، توتي، العيلفون). وهو ليس من مدني. من قرية البشاغرة (في الجزيرة) القريبة من المسيد.
صدق الامريكان بانه بالغ الانتهازية. حدثني زميلي، وهو من البشاغرة، بانه، بعد تخرجه من جامعة الخرطوم في سنة 1975 وتعيينه في وزارة التجارة، قابل احمد سليمان في شارع الجمهورية، وسلم عليه، وقال له احمد سليمان : "الف مبروك، قالوا لي عينوك في وزارة التجارة. اي حاجة تلقاها قدامك، أضربها. ما تبقي مغفل زينا."
لكنه رجل طيب، وودود.
في احد المرات ( زمن الانقاذ )، كنت انتظر الموصلات في شارع المشتل، في حي الرياض. ووقفت أمامي سيارة مرسيدس خضراء. وقال لي صاحبها الجالس جوار السائق: "اتفضل اركب، نوصلك معانا الخرطوم." وفي الطريق كان يتحدث بلا انقطاع عن والده، وأسرته، وبناته. ولما قربنا نصل وسط البلد، قال لي: "الظاهر انت ما عرفتني." وقلت له: "والله ما عرفتك." وقال لي: "انا احمد سليمان، الشيوعي البقي جبهة." وضحكنا. وقلت له: "فرصة سعيدة ان التقي بك." وشكرته، وودعته.
وسمعته مرة، في مقابلة تلفزيونية، يقول بانه هو الذي أقنع الترابي للقيام بالانقلاب العسكري(الذي جاء بحكم الانقاذ).
حقيقة كان انتهازياً للغاية ..."
-------------------------
الاستعداد للانتخابات:
(تعليق: في ابريل سنة 1965، بعد ستة شهور من ثورة اكتوبر، اجريت انتخابات عامة للبرلمان. وكانت ثالث انتخابات حرة في تاريخ السودان.
كانت اول انتخابات حرة في سنة 1955 (قبل الاستقلال بسنة).
وكانت الثانية في سنة 1958. لكن، في نفس تلك السنة، قاد الفريق ابراهيم عبود انقلابا عسكريا، وحكم السودان لست سنوات، حتى ثورة اكتوبر سنة 1964.
وكانت الثالثة هي هذه (في سنة 1965). لكن، بعدها باربع سنوات، وفي سنة 1969، قاد العقيد جعفر نميري انقلابا عسكريا، وحكم السودان لمدة 16 سنة.
وكانت الرابعة بعد الانتفاضة الشعبية في سنة 1985. لكن، بعدها باربع سنوات، وفي سنة 1989، قاد العقيد عمر حسن اليشير انقلابا عسكريا. وظل يحكم السودان حتى الوقت الحاضر.
في هذه الوثائق الامريكية، لا توجد وثائق كثيرة، او مرتبة، عن انتخابات سنة 1965. هذه معلومات متفرقة، وغير مرتبة، ويبدو انها جمعت بواسطة مسئولين امريكيين في السفارة، واشخاص سودانيين يتعاونون مع السفارة).
-------------------
4-1-1965
جبهة الهيئات:
" ... مع اقتراب الانتخابات العامة، والتي يتوقع ان تجرى خلال شهور قليلة، نشر قادة في جبهة الهيئات، التي تضم منظمات واتحادات ونقابات مهنية، تصريحات عن تحويلها الى حزب سياسي. وقامت مظاهرات في ميدان عبد المنعم، في وسط الخرطوم، نظمتها جبهة الهيئات، والتي يسيطر عليها شيوعيون ويساريون. وكانت هتافاتهم منها: "لا احزاب بعد اليوم" و "صف واحد خلف الجبهة (جبهة الهيئات)"...
وفي احتفال في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، بمناسبة عيد الاستقلال ايضا، تحدث يساريون عن نفس الموضوع، ومن بينهم المحامي الشيوعي فاروق ابو عيسى. وزميله جعفر كرار. والذي قال: "ستبقى الجبهة (جبهة الهيئات) ما بقيت ثورة اكتوبر."
وبدا غريبا ان مدير الجامعة، وهو مصري، تحدث، وايد ان تتحول الجبهة الى حزب سياسي. وكان واضحا ان المصريين يريدون ان يسير السودانيون على خطى النظام المصر، حيث يوجد حزب سياسي واحد، الاتحاد الاشتراكي، الحزب الحاكم ...
هذه بعض دعاوي الذين يريدون تحويل جبهة الهيئات الى حزب سياسي:
اولا: "حققت الثورة، ويجب ان تحميها."
ثانيا: "تمثل كل فئات الشعب السوداني."
ثالثا: "تضم العناصر الوطنية التقدمية."
رابعا: "تقفل الطريق امام عودة الاحزاب التقليدية."
خامسا: "تمثل العمال والمزارعين، عماد النشاط الاقتصادي" ...
--------------------
8-1-1965
محاكمة عبود وزملائه:
" ... بينما يظل اعضاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة، الذي كان حكم السودان مع الفريق ابراهيم عبود، في السجن، عدا عبود نفسه، يبدو ان القادة الذين قادوا ثورة اكتوبر لا يعرفون ماذا يفعلون بهم ...
في جانب، يريدون تقديمهم لمحاكمة عسكرية. وفي جانب، يريدون التحقيق معهم "لجمع معلومات"، وذلك بسبب تعهد سابق الا يحاكموا. لكن، يبدو ان هذا "التعهد" يتناقض مع الدستور المؤقت الذي يحكم به السودان في الوقت الحاضر...
يرى الصادق المهدي، من قادة حزب الامة، ان تعهد عدم محاكمتهم بقلب نظام الحكم الديمقراطي تعهد يجب ان يحترم. لكن، تمكن محاكمتهم بتهم اخرى، مثل: الفساد، المال الحرام، استغلال المناصب الحكومية، المحاباة، المحسوبية، الخ ...
ويرى اسماعيل الازهري، زعيم الحزب الوطني الاتحادي واول رئيس وزراء، ان التعهد تلتزم به فقط الحكومة الانتقالية. وان الحكومة القادمة، بعد الانتخابات، ليست ملزمة بالتعهد.
بالنسبة للشيوعيين واليساريين وحزب الشعب الديمقراطي، حزب الختمية والموالي للرئيس المصري جمال عبد الناصر، لابد ان يحاكموا ..."
------------------------
15-1-1965
دوائر للخريجين:
" ... مع اقتراب الانتخابات العامة، يدور نقاش حول موضوع أخر: تخصيص دوائر خاصة لخريجي الجامعات. يبدو ان هذا تكتيك شيوعي ويساري، لان نسبة كبيرة من هؤلاء الخريجين يؤيدون، او يميلون، نحو هاتين الفئتين. ولابد ان الهدف هو تخفيض قوة الاحزاب التقليدية (الامة، الوطني الاتحادي، الشعب الديمقراطي)، والتي يتوقع ان تكتسح الانتخابات ...
لكن، يبدو ان حزب الشعب الديمقراطي، الموالي للرئيس المصري جمال عبد الناصر، يريد، ليس فقط ان تتحول جبهة الهيئات الى حزب سياسي، ليكون مثل الاتحاد الاشتراكي في مصر، ولكن، ايضا، ادخال كثير من اليساريين والثوريين والقوميين العرب والناصريين في البرلمان القادم.
قبل دوائر خاصة بالخريجين، كانت هناك مطالب بتخصيص دوائر للعمال والمزارعين. وهذه، ايضا، بدعة مصرية وشيوعية. وهي ابعد ما تكون عن مبدا "شخص واحد، صوت واحد".
مؤخرا، ضعف الحماس لدوائر للعمال والمزارعين، وتركز على دوائر للخريجين.
هذه بعض اراء مؤيدي دوائر الخريجين، كما نشروها واذاعوها:
اولا: "كان الخريجون في مقدمة الذين قادوا ثورة اكتوبر."
ثانيا: "لرفع مستوى النقاش داخل البرلمان."
ثالثا: "للانفتاح على العالم الخارجي، وعلى التطورات الحضارية الخارجية."
رابعا: "توجد دوائر خاصة في برلمانات اروبية" ...
وهذه بعض اراء معارضي دوائر الخريجين:
اولا: "كانت في البرلمان البريطاني اقل من عشرين دائرة للخريجين، لكنها الغيت عام 1948."
ثانيا: "يقول الدستور ان السودان جمهورية ديمقراطية، وتعنى الديمقراطية ان يتساوى السودانيون في التمثيل في البرلمان."
ثالثا: "لماذا دوائر فقط لخريجي الجامعات؟ ماذا عن الراسماليين؟ وطلاب الجامعات؟"
قال اسماعيل الازهري: "اؤيد دوائر جغرافية يترشج فيها خريجون وعمال ومزارعون. لا دوائر خاصة للخريجين والعمال والمزارعين."
وقال الصادق المهدي: "لا تتناسب الدوائر الخاصة بالخريجين مع الديمقراطية الغربية. و لا حتى تتفق مع الديمقراطية الشيوعية. وسيكون البرلمان مكان صراعات طبقية."
" ... يبدو ان الشيوعيين واليساريين يريدون، باي طريقة، الحصول على نفوذ كبير في البرلمان القادم. وها هم يخططون لتكتيك آخر: تاسيس "الجبهة الاشتراكية الديمقراطية"، والتي تتكون من نقابات العمال والمزارعين. ويتوقع ان تتحالف مع الحزب الشيوعي وحزب الشعب الديمقراطي، الموالي للمصريين والقوميين العرب، وان يخوضوا كلهم الانتخابات في قائمة واحدة ضد الحزبين التقليديين الكبيرين: الامة، والوطني الاتحادي ..."
----------------------
10-1-1965
الحزب الوطني الاتحادي:
" ... الحزب الوطني الاتحادي هو حزب اسماعيل الازهري الذي اكتسح اول انتخابات حرة في تاريخ السودان، وكان الازهري اول رئيس وزراء.
في الاسبوع الماضي، اجرى الحزب انتخابات لاختيار قادته. وجاءوا كالاتي: الازهري رئيسا. محمد احمد المرضي سكرتيرا. مبارك زروق نائبا للرئيس. ثم اخرون، منهم: ابراهيم المفتي، احمد عبد الرحيم، ابراهيم جبريل، بابكر عباس، مضوى محمد احمد، عبد الماجد ابو حسبو، احمد زين العابدين، نصر الدين السيد، خضر حمد، حسن عوض الله، عماد الدين خاطر، حسين الشريف الهندي، عبد الله سليمان، عربي عبد الباسط، السنجاوي، محمد جباره العوض، على حامد، عبد اللطيف الخليفة، وفائزة احمد المحامية ...
مع هذا التطور الجديد في هذا الحزب العريق، صدرت صحيفة "العلم" ناطقة بلسانه. وهذه عناوين العدد الاول، وهي توضح الاتجاه العام للحزب، مع اقتراب الانتخابات:
-- "هذا الجيل على موعد مع القدر" (قالها الازهري، وصارت شعار الصحيفة). "احمد سليمان (وزير الزراعة، الشيوعي) يضغط على مزارعي المشاريع الخاصة للانضمام الى اتحاد المزارعين (اليساري)".
-- "عابدين اسماعيل (وزير الحكومة المحلية، يساري) يؤيد اشتغال موظفي الحكومة بالسياسة."
-- "الازهري يؤيد دوائر خاصة للخريجين، ويعارض دوائر خاصة للعمال والمزارعين. ويقول قصده بدوائر للعمال والمزارعين هي دوائر جغرافية يترشح فيها عمال ومزارعون" ...
---------------------
14-1-1965
مؤتمر جبهة الهيئات:
" ... في جو عاصف، انعقد امس في الخرطوم مؤتمر الجبهة الوطنية للهيئات، وبدا واضحا ان الانتخابات السودانية القادمة، التي لم يعلن موعدها رسميا حتى الان، وربما ستكون بعد ثلاثة او اربعة شهور، ستكون ساخنة جدا، وربما ستكون خطرة بالنسبة لهذا البلد الذي احدث ثورة غيرت نظام الحكم فيه تغييرا جذريا، لكنه لا يعرف كيف سيكون بلدا مستقرا وأمنا وموحدا ...
هذا مؤتمر شعبي يريد افشيوعيون واليساريون ليس فقط التاثير عليه، ولكن، السيطرة عليه. ومنذ البداية، توتر المؤتمر لان بعض قادته اتهموا المشرفين عليه بتغيير اجندة الاجتماع في أخر لحظة. وترددت عبارات مثل: "مؤامرة شيوعية" و "طابور خامس" و "انتهازية." وصار السؤال هو: هل ستتحول جبهة الهئيات الى حزب سياسي؟ ...
ومرة اخرى، ظهر نجمان: الشيوعيان فاروق ابو عيسي، وجعفر كرار ...
وعقد قادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، الذي لعب دورا كبيرا في ثورة اكتوبر، مؤتمرا صحافيا، ورفضوا تحويل جبهة الهيئات الى حزب سياسي. وتحدث حافظ الشيخ، الاسلامي الذي يراس الاتحاد عن هذا الموضوع. لكن، اختلف معه الشيوعيون واليساريون داخل الاتحاد ...
في اليوم الثاني للمؤتمر، انسحب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. ونشرت اخبار بان اتحاد اساتذة جامعة الخرطوم سينسحب ايضا. وكذلك اتحاد الاطباء، واتحاد البيطريين. ثم تاكد انسحاب اتحاد طلاب المعهد الفني، والجبهة النسائية ...
وكان منظمو المؤتمر منعوا دخول ممثلين للكلية الاسلامية في امدرمان (الان: جامعة امدرمان الاسلامية)، ومعهد المعلمين العالي (الان: كلية التربية). وقال المنظمون ان هؤلاء لم يلتزموا باجراءات وقوانين المؤتمر. لكن، كان واضحا ان هؤلاء يعارضون تحويل جبهة الهيئات الى حزب سياسي ..."
-----------------------
16-1-1965
الجنوبيون:
" ... بالاضافة الى فشل مؤتمر جبهة الهيئات في تحويلها الى حزب سياسي استعدادا للانتخابات، اوضح المؤتمر فشل الشماليين في اقناع الجنوبيين بالاشتراك في الانتخابات.
يوجد في المؤتمر اشخاص قالوا انهم يمثلون جبهة الهيئات في المديريات الجنوبية الثلاثة: الاستوائية، اعالي النيل، بحر الغزال. لكن، توجد الاسئلة الاتية:
اولا: هل، حقيقة، يمثل هؤلاء جبهة الهيئات في الجنوب؟
ثانيا: هل توجد جبهة هيئات في الجنوب؟
ثالثا: هل يوجد اي حزب او تنظيم شمالي فعال في الجنوب؟ ...
حتى الذين جاءوا، باي طريقة جاءوا، قالوا كلاما خطيرا. قالوا ان الشماليين مشغولين بثورتهم، وبمنافساتهم، وبانتخاباتهم، والجنوب يكاد ينفصل.
هذا بعض ما قالوا:
اولا: يدخل المتمردون المدن بملابسهم العسكرية، وعلم دولتهم، ويشترون ويبيعون، ويكتبون شعاراتهم على الجدران، ولا احد يمنعهم.
ثانيا: هبطت الروح المعنوية للقوات المسلحة في الجنوب، ليس فقط بسبب قلة الاسلحة، ولكن، ايضا، بسبب الحملة الهائلة والهائجة في الشمال ضد العسكريين، بعد الثورة ضدهم، وطردهم من الحكم، وبعد اخبار تطهير القوات المسلحة.
ثالثا: تكاد جبهة الجنوب وحزب سانو يسيطران على كل الجنوب، ولا يوجد اثر للاحزاب الشمالية، سواء تقليدية، او تقدمية، او يسارية، او شيوعية ...
اضف الى هذا اخبار هنا في الخرطوم عن اختلافات بين الشماليين والجنوبين في مجلس الوزراء. ووصلت الينا معلومات بان الوزير الجنوبي ازبوني منديري، وزير المواصلات، اشتبك مع عابدين اسماعيل، وزير الحكومة المحلية. وان الاختلاف تحول الى عداء شخصي. وان منديري يقاطع اجتماعات مجلس الوزراء عندما يتراسها اسماعيل، في غياب رئيس الوزراء سر الختم الخليفة ...
يظل منديري اقل تطرفا من قادة جنوبيين يريدون الانفصال. وهو يقول انه يريد الفيدريشن، لكنه يقول ذلك بطريقة غامضة.
في الجانب الآخر، هو، في راي الانفصاليين "خائن"، لانه قبل ان يشترك في حكومة الشماليين.
ربما الجنوبي المعتدل حقيقة هو كلمنت امبورو، وزير الداخلية. لكنه يواجه انتقادات كثيرة من قادة جنوبيين، يريدون منه ان يستقيل. غير انه، وهو الاداري المهني صاحب الخبرة الطويلة، يرى ان اشتراك الجنوبيين في الحكومة افضل لهم من عدم اشتراكهم ... "
-----------------------
6-2-1965
انشقاق وسط الوزراء:
" ... مع اقتراب الانتخابات، رفعت لجنة الانتخابات الى مجلس الوزراء مشروع قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، ليوافق المجلس عليه. وفجأة، بدا وكان الحكومة ستسقط، وذلك لان الوزراء الشيوعيون واليساريون هددوا بتقديم استقالات جماعية. وانتقدوا تقسيم الدوائر الانتخابية، وقالوا الاتي:
اولا: يسيطر على لجنة الانتخابات اشخاص من ايام حكم عبود العسكري. وكانوا اشرفوا على انتخابات المجلس المركزي الذي اسسه عبود، وكانت انتخابات غير ديمقراطية.
ثانيا: اعتمدت لجنة الانتخابات على ارقام سكانية تعود الى انتخابات سنة 1958 وانتخابات سنة 1954. واهملت نزوح كثير من الناس من الاقاليم الى المدن.
ثالثا: قللت لجنة الانتخابات عدد الدوائر في المدن، حيث يزيد تاييد الشيوعيين واليساريين، وزادت عدد الدوائر في الاقاليم، حيث يزيد تاييد الاحزاب التقليدية ...
لكن، صار واضحا ان الشيوعيين واليساريين يريدون، ليس اعادة توزيع الدوائر، ولكن، في الحقيقة، تاجيل الانتخابات. ولم لا؟ صار واضحا ان نهاية الحكومة، التي يتمتعون فيها بنفوذ كبير، قد قربت ...
قبل ستة ايام، يوم 31-1، اعلن مجلس الوزراء ان الانتخابات ستجري يوم 21-4، بعد شهرين ونصف شهر. لكن، صرح وزراء شيوعيون ويساريون بان التصويت على هذا الاعلان لم يكن ديمقراطيا.
وانتقدهم وزارء وقادة من الاحزاب التقليدية (الامة، الاتحادي، الاخوان المسلمين). وقالوا بان هذا تكتيك شيوعي ويساري لتاجيل الانتخابات.
قبل اربعة ايام، يوم 2-2، اول ايام عيد الفطر، بعد نهاية شهر من الصيام، يبدو ان القادة السياسيين لم يتمتعوا بالعيد، وذلك بسبب اجتماعات مكثفة، واخبار متضاربة. وبعد توتر واضح في الشارع السوداني كان صوم رمضان اخفى جزءا منه ...
وفي ثاني ايام عيد الفطر، اعلنت الاحزاب التقليدية الثلاثة (الامة، الاتحادي، الاخوان المسلمون) انها ستنسحب من مجلس الوزراء اذا غير المجلس الاعلان السابق، وقرر تاجيل الانتخابات.
وفي ثالث ايام العيد، ذهب الى اذاعة امدرمان، الاذاعة الحكومية والوحيدة في السودان، وزير الاعلام، خلف الله بابكر، المحسوب على القوميين العرب والناصريين، وقرا بيانا انتقد فيه الاحزاب التقليدية الثلاثة نقدا عنيفا. وقال انها لا تؤمن بالديمقراطية، وتريد تحطيم الوطن. ودعا الناس للتظاهر ضدها
وفي رابع ايام العيد، امس، يوم 5-2، خرجت مظاهرات من الجانبين: الاحزاب التقليدية في جانب، والشيوعييين واليساريين في الجانب الاخر. ووقعت اشتباكات دموية ...
وهكذا، مع نهاية شهر الصيام، يبدو ان السودانيين دخلوا مرحلة توتر نفسي، وسياسي، واجتماعي، لم تكن انتهت، لكن، كان الصيام اخفاها ... "
(تعليق: في وقت لاحق، اعلن وزير الداخلية حالة الطوارئ، لاول مرة في العهد الديمقراطي).
========================
الاسبوع القادم: اخراج الوزراء الشيوعيين
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.