(ملفات تحت غبار التاريخ) بقلم/ بابكر عمر دُنوس مقال رقم (1) (التقري) هي اللغة التي تنطق بها قبائل البني عامر وقبائل الماريا وقبائل الحباب وهذه القبائل هي شعوب أصيلة تمتد ما بين حلايب في السودان إلى مصوع في ارتريا وكل المنطقة الواقعة شرق النيل. شعوب من حكمتها وصبرها ظنها الأغبياء جبانة، لكن هذا ما ورثته كابرا عن كابر، الحكمة والصبر في التعاطي مع كل القضايا حتى القضايا المصيرية همهم الوحيد أن يعيشوا في سلام مع من حولهم، شعب قدم كل التنازلات والتضحيات ولم يجن شيء سوى المزيد من الظلم والإستبداد. شعو ب هذه المنطقة من حقها امتﻼك الهويتين (السودانية واﻻرترية) وهذا حق شرعي لكل شعوب التماس بحسب القانون الدولي وقانون الهجرة والجوازات، ولكن لﻼسف كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان لم تعترف بإزدواجية هذا الشعب الأصيل في المنطقة بل قابلته بالإهانات والإساءات والطعن طوال ال57 عاما التي مضت على استقﻼل السودان، تجاوز فيها كل هذا الظلم والقهر والتهميش والإضطهاد بحكمته المعهودة وصبره المشهود، مٌورِست عليه كل السياسات المتعفّنة حتى (سياسة فرق تسُد)؟؟ التي إنتهجتها بريطانيا في فترة الإستعمار لم تزل تمارس على هذا الشعب المتسامح بكل وقاحة وعنجهية ولكن أقولها بصراحة أن كل الذي يٌمارس تٌجاه هذه القومية من ضغوطات سياسية وإجتماعية ونفي الهوية عنه وإزلاله ستكون نهايتها قريبة وسينتفض ابناء هذه القومية من سباتهم العميق ليدافعوا عن حقوقهم المسلوبة وسينهضوا بمجتمعاتهم المٌهمشة وسينتزعوا نصيبهم من فك الذئب !!! إنشاء الله، فقد تراكمت عليهم الإفتراءات والإستفزازات الواضحة ولم يتبقى إلا أن يٌقال لهم بصريح العبارة(إن كانت لكم حقوقاً فخذوها) مع العلم أنهم وُجدوا في الأرض قبل الوطن ؟؟ ومن طيب معشرهم أنهم سمحوا لكل من نزح إليهم أن يشاركهم الأرض والحقوق حتى ظن النازحون أن الأرض لهم وبكل وقاحة يصرحون بين الفينة والأخرى أن إنسان هذه المنطقة الأصيل يعتبر (لاجئ)!!!! والأقبح من ذلك ما يعانيه هذا الشعب حتى الآن في مكاتب الجوازات والهجرة من الإساءات المتكررة التي لا يملها السفهاء من ضباط وموظفي الجوازات ولم يوضع لها حدا من قبل المختصين في حكومة الولاية ولا الإدارة الأهلية التي دأبت الحكومات المتعاقبة على دعمها حتى تنفذ مخططاتها بكل سهولة لتصنع فراغاً كبيرا بين الإدارة الأهلية وبين المنضويين تحت مسمياتها كي تُهضم الحقوق وتستمر معاناة مواطن هذه المنطقة، ولكي تُستَرد هذه الحقوق المسلوبة والمهضومة لا بد من ثورة جيل واعٍ ومستنير يطرق هذا الموضوع بقوّة ويثبتُ وجوده الأصيل في المنطقة بكل الوسائل، فالسياسات التي تُمارَس مع هذا العنصر حتى الآن ليست طمساَ لتاريخه فقط وإنما هي لمحو وجوده من خارطة الوطن وهذا لن يكون مهما تآمرت العصابات الجهوية المريضة، ستظل هذه الشعوب صامدة كصمود جبالها التي تحفظ تاريخ أجدادها الأبطال ولن تهجر أرضها مهما تكالب الغرباء وتطاولت ألسنة المهاجرين، وإن أراد هذا العنصر أن يكون خارج الخريطة طواعيةَ فسوف يطوي أرضه بجبالها وكل ما فيها وحينها سوف تتغير كل مفاهيم العقلانية والتسامح وسوف تعرف الأرض أصحابها وتنكر كل مستعمر ودخيل.. [email protected]