في فناء مستشفي بحري الحكومي من الجهة الغربية يوجد الآن المركز التشخيصي المتطور ( وهو مركز خاص)،وتوجد صيدلية علياء وهي قطاع خاص،كما يوجد برج تقوية عالي لإحدي شركات الاتصالات،رم تحذير البعض من وجود هذه الأبراج بالقرب من المناطق السكنية ناهيك عن مستشفي يعج بالمرضي والكوادر الصحية والأطباء،والزوار وغيرهم. لوقت طويل،كان حرم المستشفيات الحكومية،يعتبر مساحات إحتياطية للتوسع الصحي فيها،سواء أكانت عنابر جديدة أو غرف عمليات أو بنوك دم،وخلافها من إحتياجات المرضي،إلا أن الأمور (المعكوسة) في بلدنا أدت لهذه الأوضاع الشاذة التي تستقطع الأرض المتميزة من المستشفي العام لصالح أنشطة خاصة . وتلك الأنشطة الخاصة،قطعاً،تحصل علي الماء والكهرباء من المستشفي نفسه،ووجودها داخل المستشفي يجعلها تلقائياً مستفيدة من وجود العدد الكبير من المرضي،الذين لا يجدون الدواء في الصيدلية (الحكومية)فيتجهون تلقائياً للصيدلية الخاصة التي نشأت داخل المستشفي،والمركز المتطور(الخاص) يستقطب المرضي والكوادر الصحية في نفس الوقت،ولا ندري هل تدفع تلك الجهات الخاصة رسوم النفايات والعوائد،أم أنها تستفيد من ميزة وجودها داخل المستشفي الحكومي،فتصهين منها الجهات المعنية. أما السؤال الأهم،فهو كيف حصلت هذه(الجهات) الخاصة علي هذه المواقع الإستراتيجية،ونحن لم نسمع عن أي عطاء من قبل لخصخصة بعض أرض المستشفيات الحكومية؟ وهل تدفع إيجاراً نظير مكوثها داخل المستشفيات أم لا ؟ وما هي الجهة التي حددت الإيجار إن كان يدفع ؟؟ ومن يضمن عدم نقل عدوي الأمراض من المركز الخاص للفقراء الذين يملأون عنابر المستشفي العام؟؟وإلي كم من الزمن ستبقي تلك المنشآت الخاصة داخل جسد المستشفيات الحكومية؟؟ كل هذه وتلك أسئلة تبقي دون إجابة لأن الوزارة المعنية مشغولة بمسح المستشفيات،وتفترض أن الشعب لا يلاحظ ما يدور حوله من (شبهات) وأمور في طرفها (ضحّاكات). وسينبري سادن ليقول أن المستشفيات تحتاج للدعم المادي،وأن ما يحدث هو فكرة ناجحة لتوفير الأموال لتسيير أمور المستشفي لصالح المرضي،وهو قول لن ينطلي إلا علي (الداقسين).وفي القريب العاجل سيتمدد القطاع الخاص ليكنس المستشفي لصالح (المرابين) . عندما تصير الصحة سلعة في يد السماسرة،تمسح المستشفيات،وتقوم علي أنقاضها المستوصفات،ويخدع الناس بالتأمين الصحي وما يسمي بالبطاقات،وتأخذ الحكومة من جيوب الناس الضرائب والجبايات،وإن مرضوا قالت لهم دونكم المقابر وحسن (الخاتمات). إنه فصل جديد من سيناريو،إفقار الناس وحرمانهم من التداوي والعلاج،فتكثر الإصابة بالسرطان،وتتفشي الأوبئة من حلفا إلي كردفان،وفي الطريق الإيبولا وانفلونزا الطيور والخرفان،ومن بعد هذا يقال أن الوضع مستقر،وأن الناس في أمن وأمان. الكلام ليك يا المنطط عينيك،يا فلان بن فرتكان . [email protected]