في الإسبوع الأول من شهر نوفمبر المنقضي لتوه تشرفت بزيارة مدينة دبي كمحطة أولى في رحلة متعمدة ومتعددة المهام والأحلام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة إستمرت لمدة شهر وشملت بالإضافة إلى دبي كهدف أول: أبو ظبي والشارقة وعجمان والعين والهير إضافة إلى عدة قرى صغيرة غير معروفة بالقدر الكافي مثل السمحة والنصاصة وأنتهت مدة الرحلة الممتعة المفيدة يوم أمس. رحلة موفقة فوق ما توقعت وخططت له فتعرفت على الناس والطبيعة والمولات والأسواق والمحال التجارية والشوارع والأزقة ودنيا المال والأعمال وشاهدت أبراج المدن كما قاعها والبنقالة والهنود وزرت معرض الشارقة الدولي للكتاب فابتعت كتاب "قراءة حديثة في تاريخ دولة الإمارات" وأهم شيء ألتقيت عدد مقدر من أهلي السودانيين وأمتعت بحفاوتهم ولطفهم بي وأكلت الفول الأصلي والتقلية والمفروكة والملوخية والقراصة والفسيخ وسلطة الأسود في مطعم الفنانين في دبي ومطعم السوباط في الشارقة. الإسبوع الأول من عمر الرحلة أنفقته بقليل من الهدى غير مأسوفاً عليه بفندق قراند مالينيوم هوتيل ثم ترجلت إلى حيث ينبغي إلى عالم المدينة التجارية الفخيمة ذات القباب العالية، الأعلى في العالم. فأقمت جل الوقت في مناطق مختلفة في: ديرة وجميرا وحتا وفي أخيرأً في بيت الفنان التشكيلي والنحات المعروف أحمد العربي بالشارقة (يقيم معرض بنلدن هذه الأيام) وبين هذي وتلك تجولت في كل الممكن من المناطق وزرت كما زارني الناس الذين أحب وفي ذات الوقت لم أوفق بفعل عامل الوقت و الدوشة في لقاء أناس لقياهم كانت غاية الأماني. وأما بعد: دعوني أخبركم عن هدفي من هذه الكتابة التي ستقوم على إنطباعاتي الذاتية في جلها كوني مجرد زائر ولست أصيلاً في المكان محل الكلام بل قادم من هولندا "وطني الثاني" ولأول مرة أجيء إلى الإمارات بل والخليج قاطبة. هدفي هو أن أقفز بإنطباعاتي إلى دنيا العلم الحق بالشيء عبر إشراك أؤلي الخبرة بالخبر الذي خبرت والشعور الذي شعرت والأبراج التي رأيت والأحزان التي حزنت!. كون عندي خطة ليست مؤكدة بنقل محل إقامتي من لاهاي إلى دبي متوسلاً هدى زملائي الأصدقاء المخلصين السابقين في المكان الذين ما فتؤا يلحون علي بشدة لم تنقطع ابداً كي أشاركهم الإقامة في دولة الإمارات كون هولندا على ما بها من أمن وأمان يلامسان الكمال ففي الإماراتالمتحدة متسع أوفر للإدخار للناس في حالتنا كما للآخرين ولا ينقصها الأمن ولا الأمان. أبدا ملاحظاتي بدبي هذه المرة وربما أقول المزيد في المرات المقبلة عن إمارات أخرى بهية بدورها: دبي بلاد الأبراج السوامق والتنوع العرقي والثقافي و بلاد الدهشة "الهجمة والخلعة". يبدو جلياً أن هناك عقل مدبر وشديد الذكاء يقف خلف النهضة التجارية والإقتصادية الكبيرة في دبي كما الأنظمة السائدة الدستورية والقانونية و الإجتماعية. هناك شيء جاذب يجعلك مشدود طول الوقت إلى عالم من السحر لا قرار له يجعلك تنسى وتسلو وتغفر وتغض الطرف عن هواجس آيديولوجية شديدة الأصالة وأنت ترى أسيوي فقير يغسل لك "أنت شخصياً" سيارتك ويحمل عنك أغراضك ويفعل المزيد بدرهمين ويحولك في طرفة عين إلى أمير من أمراء القرون الخوالي. أطول بناية في العالم في دبي "برج خليفة" ليس ذاك فحسب هناك خطة محكمة لجعل كل عجائب الدنيا في دبي من المترو الأوتوماتيكي "الأخضر/الأحمر" إلى التنوع العرقي/الثقافي وحتى موج البحر الذي يلاعب أمواج شواطي جميرا الأضخم في العالم يكون الموج هو الألطف في العالم وليس نهاية بالصحراء الإمارتية الحمراء الأشد حمرة والأكثر سخونة في العالم. كل شيء فائق ومتفوق ويكون الأعظم. حتى الطبيعة متطرفة وشديد البأس الأشد عنفاً في العالم.. ومافيش كلام. إنها الصحراء تصنع أجساد ضئيلة وخيال شاسع المدى، إنه خيال محمد بن راشد آل مكتوم وأنت تتأمل صوره في كل مكان وهو ينظر إلى الأفاق البعيدة يأبى إلا يجعل من دبي العظيمة أكثر عظمة، جنة مجنونة فوق ظهر الأرض. وبما أن الأشياء في إمارة دبي بتلك العظمة فأنت مطالب بأن تكون في مستوى التحدي وإلا فإنك لن تستطيع البقاء هناك. فالبقاء للكائنات المنتخبة "تأهيلاً" وحدها كما هي النظرية الدارونية وإلا فعليك إن تروح إلى الشارقة أو عجمان بالجوار.. هناك دائماً بدائل.. وليس الشارقة وعجمان ونظائرهما بأقل تحديا.. ذاك وهم سحر دبي.. فقط لكل مكان شروطه المختلفة. لا يوجد بشوارع دبي شخص واحد مجنون أو شحاذ أو إنسان مبهدل.. كل البشر فل في فل.. زي الورد.. في شاطي جميرا (جي بي ار) شهدت الناس يضعون اغراضهم بما فيها حقائب يدوية بها الموبايلات الحديثة والفلوس وهم يتنزهون بعيداً عنها عدة كيلومترات في شواطي جميرا الساحرة ثم يعودون ليجدوها في مكانها غير ممسوسة ولا منقوصة، ما فيش حد يسرق بالساهل.. والبنات الفارهات والنساء المنمقات حايمات في الشوارع لغاية الصباح مافيش حد يشاغل ولا ثقالة.. أمن وآمان بطريقة لافتة للنظر مقارنة ببقية البلدان الأخرى الغربية والشرقية واللاتينية التي رأيت وهي ليست قليلة. والسر في القوانين المحكمة والصارمة إلى درجة التطرف. فحقوق العمال الوافدين هناك كما حقوق الإنسان المقيم على وجه العموم ليست بلا تحديات. فانت قبل أن تفكر تعمل أي عملة "مهببة" ستجد نفسك في القيود في طريقك إلى بلادك الأصل في رحلة بلا عودة فعندك في مطار دبي بصمة عيون لا فكاك منها.. قيل أن هندياً في مرة من المرات النادرة تهور فعكاس إحدى الآيرلنديان بشواطي جميرا وهو يقول: "انت إمرأة جميلة" فأكمل الجملة في نيودلهي!. إنت قادم في صيغة زيارة عندك شهر واحد قابل للتجديد لشهر آخر وإلا أي يوم زيادة ح تدفع عليه قدر من الدراهم وسجن كمان. نظام صارم جداً وبلد منظمة غاية النظام عندها سيستم محكم جداً فيا تقعد بأدبك وتنتج وتبدع وتشتغل شغلك وانت ماسك فمك عليك يا تورينا عرض أكتافك مافيش كلام تاني.. نفذ اولاً وأخيراً ومافيش نقاش المقارنات العبطية: مقارنة دبي بالشارقة أو عجمان كما بقية الإمارات، لكل مكان صفاته ومواصفاته التي صنعتها وقائع تاريخية وإجتماعية مختلفة قليلاً أو كثيراً كما تلك المقارنة الإعتباطية تنطبق على مسافات أبعد: مقارنة دبي بالخرطوم مثلاً "خرطومنا" أو القاهرة "قاهرة المعز" في عالميهما الثالث ومأساتيهما السابعة أو أمستردام أو لندن في عالميهما الأول وسمائهما السابعة من حيث الحريات والحقوق والجليد والمطر. الإمارات ككل دنيا ناجحة وإنموذج في عالمها الشرقي التليد، دنيا جميلة لكنها ليست من الكمال، كما هو منطقي، عالم يسكن في منطقه الأقليمي وفي سياقه التاريخي في أبهة وكبرياء. وما علينا إن وددنا أن نحسن صنعاً، إلا التمسك بذاك الفهم!. وبالمناسبة من ضمن المفاهيم الخاطئة ظن البعض أن دبي تعلمت الإنفتاح و التجارة من الغرب الأوروبي الحالي.. هذا وهم.. دبي وتحديداً شاطي جميرا كانت منطقة منفتحة و تجارية مرموقة قبل أن تخلق أوروبا بعدة قرون. ونذهب إلى الأمام في ملاحظات أخرى أكثر تفصيلية "تنبيه إستباقي: سيغلب على الحكي عند هذه الجزئية اللهجة السودانية" في الأيام الأولى من قدومي إلى الإمارات كان أحساسي بالدرهم ضعيفا. كنت أخلط بين الخمسة والخمسين والعشرة والعشرين. في اليوم الثاني مشيت مشوار بالتاكسي كلف 35 درهم أديت بتاع التكسي "بنقالي أبكم" ورقة أم 5 دراهم ظناً مني إنها 50.. وبقيت منتظر الباقي.. وهو يرجعها لي وأنا أرجعها ليه.. كنت متصور أنو ناوي يغشني. البنقالي عربي مافي إنجليزي مافي "بس شوية عربي الفوعة على وزن عربي جوبا، وأنا مافي معلوم سيم سيم بنقالي)، أي واحد شبك التاني "انت مافي معلوم، أنا في معلوم" ودورت شكلة بعد زمن حتى فهمنا بعض. في مشكلة في تصميم العملة من الأوراق الصغيرة لغاية ال 50 درهم.. وعندي ظن لأن هذه الفئات الصغيرة غير مهمة كونها مخصصة لللعنقالة والبنقالة والهنود والناس من أمثالنا فالأماراتيين ما أظن بتعاملوا بيها ولا أظن شافوها.. وذاك هو السر.. وربما كان مجرد سوء إنطباع مني وكلو جائز. الأشياء العادية ليست عادية: أخذني التاكسي إلى مطعم الفناين في دبي على حدود الشارقة.. كنت مشتاق لأهلي.. القصة ما كانت أكل بس، لي 17 سنة من مطعم زي دا ولمة زي دي وناس زي ديل.. فالأشياء العادية ليست عادية كل المرات. !. مطعم الفنانين عبارة عن مساحة كبيرة مفتوحة على الآفاق . كان به جمهرة غفيرة من الملامح السودانية الخالصة تلك التي غابت عني سنوات طويلة.. لم أحظى بمظاهرة كتلك منذ عهد بعيد.. جلابيب وعراريق وعمم وطواقي وكتشينة وضمنة وسعوط.. كان في تربيزة بالجنبة: قاقرين ورشيد المهدية وجهابزة كرة قدم سودانيين من العصور الذهبية البائدة (سمعت واحد همس بالكلام دا ولم أهتم).. ونسات دقاق وغلاظ وصيحات وحرم وعلي الطلاق تقعد، يا زول ما كملت أكلك. عندما اقتربت من مدخل المطعم تريثت قليلاً وكأنني اصطاد شيئاً من قبيل الغمام ثم خشيت أن يسألني الناس من أنت؟. لم يحدث كان وهم لم يسألني أحد ولو حدث لخجلت من نفسي!. ماذا أقول أمام هيئة المحكمة!. كنت في لاهاي أداوم على المطعم اليوناني المسمى "غريس بلاس" القصر اليوناني الواقع بجانب بلدية لاهاي فتستقبلني النادلة المتأنقة فتخلع عني الجاكيت في إبتسامتها الإحترافية المصطنعة وتدعوني بلطف شديد إلى الجلوس على المائدة وكأنها في حالة غرامية معي كل النادلات يفعلن ذلك مع كل الذبائن إنها حالة تجارية وثقافية في ذات الأوان. وفي المطعم السوداني إستقبلني شاب في مقتبل العمر "أتفضل آ أزول" هكذا فقط ثم سألني "طلباتك؟" دون أن يبتسم أو يصطنع الترحاب. طلبت ثلاثة أطباق فول "تيك أويه" فسألني عندما لمح في مظهري جدة بالمكان: "الكلام دا لي كم زول آ زول" فقلت له: "نحن تلاتة" فنبهني إلى أن واحد يكفي "الطبق كبير بشبع سبعة". شعرته أنبل من النادلة اليونانية في المعاني ولو نقصه "البريزنتيشن"!. ديل أهلي. لا تجوز المحاكمات الثقافية فلا ثقافة أعلى من الأخرى ولا إتكيت أفضل من الآخر إلا بحساب نجاعته في إصابة الهدف. شعر النادل بنقصان إحساسي بالدرهم حينما شرعت أدفع الحساب فأخذ مني الفلوس التي كنت أبحلق فيها عدد من الثواني كي افرزها من بعضها البعض سل منها 35 درهماً ثمن طبق الفول وأرجع لي مئاتي الفكة. في الختام أخذت طبقي في يدي وتلفت إلى الوراء حيث الناس أهلي تتلبسني حالة رومانسية حتى الدموع.. فالأشياء العادية ليست عادية إلا من ناحية كونها تكررت في العيون!. وهنا ملاحظات إضافية أكثر خصوصية عن ناس الإمارات "السودانيين" طبعاً: الناس في الإمارات (السودانيين) أكثر هدوءا وراحة بال من ناس أوروبا very relax وأكثر حنية برغم الجري الشديد والحر الشديد والجواز السوداني. بس بياكلو لحمة كتير مافي حاجة نباتية تقريباً والأكل مشجع عندك طعام كل ثقافات الدنيا بس كلو لحوم وما بتريضو وما بطلعو من البيت إلا بالعربية عشان كدا في ناس كتار منهم يعانون زيادة الوزن ولمعة كلوسترولية ينضدها هواء المكيفات الحتمي.. وعلى كل حال الشوارع مصممة ضد المشاة والعربات جارية داخل المدينة بسرعة خرافية كأنها في سباق الفورملا "ون". ولاحظت أن عدداً كبيراً من النساء والبنات السودانيات يعملن في وظائف كبيرة ومرموقة في مجالات الهندسة والقانون والطب والإدارة وهن في غاية الإحترام والألق في عيون الآخرين. ودعوني لطفاً أن أسترسل قليلاً في هجاء الثقافة الغذائية والصحية الرديئة في الخليج "الإمارات نموذجا"! الأكل كله "جنك وفاست فود" ودهون وكلوسترول وطلبات من المطاعم التي تصنع طعام لذيذ وكلو دسم لذيذ بس خطر جداً ولا توجد ثقافة خضروات وفواكه كمان الناس ما بتتحرك ولا بتتمشى وما بتتريض إلا بالتمني وأغلب الناس الذين ألتقيت لا يراجعون الطبيب بشكل دوري مش ما عندهم وقت بس، بل الثقافة الصحية عموماً ضئيلة أو مافي اصلاً.. أوزان زائدة بل فائضة ورشاقة مافي إلا من رحم ربي، وبالتالي فالثقافة الجمالية "الجسدانية" مستواها متدني جداً بالمقارنة!. دا طبعاً حسب ملاحظة ذاتية.!. غير كدا ناس كتير ناجحين وفاهمين وكرم وشهامة والمزيد (رجال ونساء وبنات) ونفسيات عال العال مع شوية بوبار لا يضر!. تنميطات وإستريوتايبات: هل صحيح أن السودانيين في أوروبا عندهم نفسيات بمعنى أنهم يعانون من مشاكل نفسية "عويصة"؟ .. الكلام دا بالتعميم دا سمعته أكتر من مرة في زيارتي الأخيرة للإمارات من مقيمين هناك. هل الموضوع دا فيه شي من الحقيقة (نفسيات ناس أوروبا) أم حسادة أو/و سوء فهم ساي؟. وهل ناس أمريكا مشاركننا في النفسيات دي ولا نحن شايلين الشيلة برانا؟. وبدون حساسية وبكل أريحية نناقش الموضوع، أصلاً نحن ناس أوروبا ديل شفافين وديمقراطيين .. مع ان التهمة دي ثقيلة شوية بالذات كمان لما نضيف ليها حكاية الفلس. طبعاً الأمر ليس كذلك لكن إختلاف نمط الحياة يسقط على سلوك الفرد فيجعله مختلفاً عن قرينه ولو جاءا من ذات القطر السابق "السودان" في هذه الحالة. فناس الخليج مغتربين وناس أوروبا يمكن عدادهم " مهاجرين" فهم مجنسين وفق قوانين بلاد الغرب التي تختلف عن بلاد العرب في جوانب كثيرة في مستوى الحقوق والواجبات والمزيد وكلنا يعلم وخلوها مستورة!. وهذا طبعاً بإختصار شديد. وربما كان كلامي "انا ذاتي" الفوق "للتو" عن أوزان ناس الخليج والرشاقة وطعامهم بدوره تنميط، لا أدري!، مع وعد أن أفكر من جديد. دبي بلاد البيزنيس للناس القلوبها قوية: دبي مغرية للتجارة والبيزنس لمن له علم وقوة قلب. البيزنس وليس الوظائف والأفندوية.. إلى درجة جعلت زول في حالتي يفكر في البيزنس. مسألة صعبة ودايرة خبرة ودايرة المزيد: البيزنس داير قوة قلب وقوة عين ووقاحة كمان.. فكرت في كل شي .. كله صعب.. آخر أمل محلات للزهور في دبي! فكرت أشتغل في مجال البيزنس لاول مرة في حياتي .. قلنا نجرب حاجة جديدة مختلفة ونستقيل من وظائف الأفندية والفقر والسياسة والروايات الهلامية مرة واحدة وإلى الأبد.. بس لسا ما لقيت مجال مرضي للإستثمار.. عشان كدا طالب يد المساعدة. مع العلم أن المجالات التالية مرفوضة رفضاً باتاً ومستهجنة غاية الإستهجان: 1- الكيترنق (ما بقدر أبيع الأكل بالقروش) مع كل الإحترام لناس المطاعم وستات الشاي والكسرة في كل مكان أي زول حر في مجال إستثمارو. 2- الحقل التربوي (التعليم) ما بقدر أعلم التلاميذ الصغار بالقروش، يعني معقولة بس!. 3- المجال الصحي.. معقول زول إستثمر في الناس الفقرا العيانين وإمشي ينوم مرتاح والله دي دايرة قلب جامد خلاص. 4- العصافير وأسماك الزينة.. الرفق بالحيوان. 5- كريمات تفتيح البشرة وحقن نفيخ الرجلين (أشياء ضارة) 6- المصلايات والأباريق والسبح والكتب المقدسة (دي تجارة بالدين) 7- المنكير والروج وملابس النساء الداخلية (حاجة نفسية 1) 8- الكوافير .. صعب الزول يجيه قلب ويسرح للبنات شعرن بالقروش. (حاجة نفسية 2) آخر أمل بقى عندي أفتح دكان زهور في دبي بالذات وأخوكم زول هولندي (من بلد الزهور) بعد ما طردوني من السودان في نهاية القرن الماضي.. ولاحظت أن دبي قاحلة من الزهور "الهولندية" برغم العمارات السوامق والبهرجات الجميلة والكشب فمحلات للزهور في مول الإمارات أظن حاجة ما بطالة؟. ولا رأيكم شنو؟. أنا طالب نصايحكم من القلب. وجادي جداً في الموضوع وجادي في كل الكلام الفوق دا!. وفي ختام هذه الإنطباعات العفوية والتي سجلتها بطريقة إرتجالية أحي القراء الذين وصلوا هذه النهاية التي أتمناها تكون ما بطالة وأشكر أهلي السودانيين الذين حفوني بالمحبة والعناية وأنتخبهم كأجمل الكائنات في الإمارات التي تشئ بالعظمة في كل شي. وهناك أشياء ثمينة وعظيمة أحفظها لنفسي في نفسي فليس كلما يحس ويشعر يقال للعموم فالذهب والجواهر الثمينة تحفظ في الخزائن المأمنة كما هو معتاد. وهناك أشياء أخرى ولو قليلة أغفرها بنفسي في نفسي وأتمنى المعاملة بالمثل!. وهذه زيارتي الأولى "عشوائية" فالثانية أتوقعها "قريباً" أكثر إشراقاً ومخططة أحسن ومرتبة مسبقا.. وود ومحبة كبيرة ولطفاً ببعضنا البعض. وكل الكلام دا ربما لم يكن بشيء غير نزف العقل الباطن !. إني مشتاق لكم "للتو" وأنا في مطار أمستردام، لقد أمتعتوني بحفاوة مخيفة لا نظير لها في الحسن والجمال.. إني مشتاق لأهلي وأحبابي في الإمارات. بالجد كانت ليالي وصباحات وأصائل وأفكار وحوارات ومشاعر في شكل لقيا إستثنائية بالنسبة لي، فأتمنى أن تكون كذلك بالنسبة لكم يا أهل الإمارات الأكارم. وربما: "قريباً" يا أهل هولندا الوداع!. محمد جمال .. لاهاي/ هولندا [email protected]