برهنت جميع التجارب الديمقراطية الحديثة بوضوح على على ان مفهوم الديمقراطية مرتبط وثيق الارتباط بثلاثة مفاهيم اساسية : الحرية ،المواطنة الدولة المدنية . وقد اثبتت كذلك انه كلما غاب ركن من هذه الاركان الثلاثة انهار البناء الديمقراطي ، فلا يمكن ان نتصور إمكان تاسيس ديمقراطية حقيقية تقودها دولة دينية أو متأدينة او في ظل دولة يحكمها العسكر ، فعلينا كشباب ان نربط مفهوم الحرية بحب الوطن في الاساس . في الغالب كل النظم تبدأ بكلمات تمس شغاف وجدان المواطن عن المساواة والتنمية والرخاء فيتكون الحلم الحلم بميلاد عرس الحرية في ظلال حكومة ابناء الشعب الغبش الذين خرجوا من رحم المعاناة ليغيروا الحال ..ولكن ...!!سرعان ما يخيب ظننا وتحولوا الى حكومة اساسها القمع يجلس على قمتها العسكر وزبانيتهم ومازلنا نرزح تحت نيرهم .ان استمرار مرحلة الاستبدادية لربع قرن ومحاولة ايجاد ضمانات جديدة لاستمرارها اكثر كان عنوانها البارز هو كبت الحريات وقمع اي معارضة مهما كان لونها او اهدافها بل اخذ الامر منحى اكثر خطورة هو العمل على الفصل لضمان الاستمرار وخرج من رحمهم ايضاً ظاهرتين هما : تفشي الفساد في القمة ، واعتبار الوطن كله بستان لقطفهم كمجموعة حاكمة مع المجموعات المنتفعة والهتيفة المرتزقة والظاهرة الجديدة هي ظاهرة التوريث. ان الشعب السوداني كله اصبح يرزح تحت تحت عبارة عدم الكرامة ،ان الحقد الذي يتولد من استشراء الفساد وجريان المال في يد فئة حاكمة مالكة كل عرق وكد وجهد الفئة الكبيرة المسحوقة لهو من الغرائب استمرار مثل هذا الوضع .خاصة في بلد يعتبر من اوائل الدول التي اخرجت الثورات في الفترة القليلة الماضية رغم ان لكل ثورة ظروفها السياسية والاجتماعية وشخوصها ومنطقها ..ووباعتقادي ان الثورة واجبة على الجميع لازاحة مثل هذه الحكومة مهما بلغت لغة تهديدها ووعيدها ،فلاكرامة او حياة يستطيع المواطن البسيط ان يتنسمها في ظلها وبتلخيص بسيط : _انتعاش الروح القبلية والعشائرية على عهدهم . _اذكاء الروح الطائفية والمذهبية الدينية . _عملوا على ابراز الحقد الطبقي بايديولوجية دينية . _فعلوا انقسام النخبة السياسية على فقرها وبساطة طرحها الطائفي الى مجموعة من الشظايا غير فعالة في المشهد الوطني والسياسي . ان مواجهة مثل هذة المجموعات ذات الشبكة المعقدة وفق منهج المصلحة والتدين وتغلغلها يحتاج الى وقفة قوية من المجتمع ومنظماته ومثقفيه لا الى عنتريات بل الى خطط مدروسة ، فالمعروف ان سنوات الاستبداد جعلت المواطن يخاف من الدولة ولا يحترمها ويلعن الوطن والوطنية ..فلابد من اعادة الثقة الى نفوس افراد الشعب بانهم قادرون باذن الله على ازالة الظلم وان طال وان حواء السودان لم تجعل صمام امان البلد في ايدي هؤلاء ..ولابد من الثورة الشاملة وان طال الامد . ونتابع .. شريف محمد احمد [email protected]