بسم الله الرحمن الرحيم في المقالة السابق ، الإسلام والحقيقة الغائبة هل ممارسات الحركات الإسلامية هي انتصار للإسلام أم أنها مضرة للإسلام ، والموضوع هنا شائك ومعقد يحتاج إلى لملمة أطرافه من الناحية الشرعية والقانونية والسياسية والأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي سببتها هذه الحركات للإسلام والمجتمعات الإسلامية حتى تكتمل المعلومات التي طرقت بابها في خضم الصراع السياسي الإٌقليمي والدولي. فبعد حرب الخليج 16- 17/1/1991م طفت على السطح شعارات دولية عصفت بالفكر العربي آنذاك ألا وهي الشرعية الدولية والقانون الدولي ومشروع شرق أوسطية كل هذه الشعارات استخدمها الغرب لخلخت القوة العربية وبالتالي كان هناك فراغ سياسي على الساحة العربية حاولت الحركات الإسلامية ملئه بشعارات إسلامية ومضمونها سياسي . وإيهام الأنظمة العربية بالشرعية الدولية والقانون الدولي حول القضية الفلسطينية التي استخدمها الغرب كورقة رابحة في تلك المرحلة للتقليل من النظرة العربية للكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين بالعنصرية وبالفعل نجح الغرب بإيهام الأنظمة العربية باعترافه بمنظمة فتح وإقامة الدولة الفلسطينية فاعتقدت الأنظمة العربية إن أمريكا يمكن أن توافق على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وبناءا على ذلك عقد مؤتمر مدريد 30/10/1991م وهو المؤتمر الذي تشابكت فيه أيادي الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني ومن ثم رفرف علم الكيان الصهيوني في عدد من الدول العربية رغم انتقاداتهم السابقة لاتفاقية كامديفت 1977م بين الكيان الصهيوني والنظام المصري آنذاك التي أدت إلى مقاطعة الأنظمة العربية للنظام المصري . إذاً الفراغ السياسي والفكري على الساحة الذي أحدثته حرب الخليج الأولى حاولت الحركات الإسلامية ملئه ، بدون وعي فكري للأوضاع العربية واختلافها عن واقع أفغانستان التي عاد منها الأفغان العرب إذا ما استثناء من ذلك حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله في جنوبلبنان والاستثناء مجاز لأنهما اللذان يقاتلان الكيان الصهيوني على أراضهم . والأخطر من ذلك هي الانتخابات الجزائرية التي فازت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامية آنذاك التي ألغها النظام الجزائري في الحادي عشر من يناير 1992م صحيح إن الجيش في الجزائر بإلغائه لنتائج الانتخابات أرتكب خطأ كبير ولكن هذا لا يعفي الجبهة الإسلامية للإنقاذ من الأخطاء . فإن الجبهة الإسلامية للإنقاذ حولت الساحة الجزائرية لعمليات عسكرية ولم يسلم الشعب الجزائري الذي انتخبها من القتل بل إن القتل شمل الأطفال والنساء والإعلام الغربي كان يصور المجازر عبر الأقمار الصناعية والفضائيات ليسيء بها للإسلام إذ أن ما قامت به جبهة الإنقاذ الإسلامية يوضح ضحالة الفكري للحركات الإسلامية وليس الإسلام إذا كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ قراءة تاريخ أرض المليون شهيد الذين تقدموا أرواحهم رخيصة من أجل الاستقلال والحرية والكرامة لما أقدمت على هذه الخطوة ، التي أفنت فيها أرواح 200 ألف جزائري هذا الأسلوب هو شجع الحركات الإسلامية في الصومال لممارسة نفس الدور . هذا مما دفع الأممالمتحدة ومجلس الأمن باتخاذ القرار 794 في 3 ديسمبر 1992م بدفع قوات إلى الصومال بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سميت بشريان الحياة. وفي 2004- 2006م كانت قد قامت المحاكم الإسلامية في الصومال بمعارك في الصومال باسم الإسلام . المهم في هذا كل ما تطرقت له . هل هو انتصار للإسلام أم ما قامت به الحركات الإسلامية هو ضرر للإسلام والمسلمين واعتقد هذه الممارسات هي التي فتحت الباب على مصرعيه للمتربصين بالإسلام كلي يكيلوا الاتهامات التي لا تليق به وبالتالي نلقي اللوم على الغرب دون أن تراجع الحركات أنفسها لمعالجة الأخطاء السياسية والفكرية باسم الإسلام . حسين الحاج بكار نواصل