اجتمع برلمان الحكومة وانفض،وأجاز الميزانية بضرائبها جماركها ورسومها،وغابت (حلة الملاح)عن أهداف الميزانية التي اهتمت بما يهم السدنة والتنابلة . واجتمع برلمان الحكومة مرة تانية وأجاز التعديلات الدستورية،التي انبسط منها ناس الأمن والشرطة،وانبسط منها سماسرة الأراضي،طالما كان من حق الحكومة نزع الأراضي من الناس الغلابة وتخصيصها لناس(المصارين البيض). وغابت برضو حلة الملاح،حينما أدرك السدنة الصباح . واجتمع برلمان الحكومة مرة ثالثة وأجاز التعديلات الدستورية التي تبيح للرئيس تعيين الولاة ،وغابت برضو حلة الملاح،وصاح الأطفال (شليل وين راح). ينسي السدنة وحكومتهم حلة الملاح لأنهم منهمكون في الأكل المحمول جواً،أو المعمول في فنادق خمس نجوم،ولا تهمهم الفواتير العالية لأن الوجبات علي حساب الميزانية العامة أو علي حساب المال المنهوب . وينسي السدنة حلة الملاح،لأنهم لا يوقدون ناراً في قصورهم الفارهة،وبالتالي تخلو مطابخهم من أي حلة . وينسي السدنة حلة الملاح،حتي يصاب الشعب الكادح بالأنيميا والأسقربوط حتي لا يصبح قادراً علي المظاهرات والثورات . حلة الملاح (البائسة)،بي ربع كيلو اللحم البقري،وبصلتين،وزيت(قدر ظروفك)،وبهارات،وعيش بي 5 جنيه ،تكلف 27 جنيهاً فقط لا غير . أضرب الحلة في 30 يوم والحاصل 810 جنيه،هي الحد الأدني من القروش الواجب توفرها لأسرة مكونة من خمسة أفراد كي تأكل وجبة واحدة في اليوم . ولكن الحد الأدني للأجور يعادل 425 جنيه في الشهر،أي 14 جنيه و16 قرش في اليوم أي أقل من تمن الحلة التعبانة المذكورة أعلاه . وعلي هذا الواقع يتصرف ملايين الغلابة ،من لم يستدين من الدكان،استلف من (نسيبو)،ومن خجل من الديون انتظر المغتربين،ومن ليس لديه مغترب،هاجر إلي الخارج،ومن لم يهاجر حلم بالتنقيب عن الذهب. وفي نص الزحمة هذه جلست الأمهات تحت ضل الشجر لبيع الشاي والكسرة،ودردق الأطفال الدرداقات بعد فارقوا المدارس فراق الطريفي لي جملو،وركب آخرون الرقشات،وحملة ماجستير عملوا دكتوراه في صناعة الكوارع . وهؤلاء يعودون لبيوتهم بعد هبوط الظلام،إلي حيث الناموس والباعوض والملاريا الخبيثة التي تنتظرهم . ولو مرضوا،فهم خارج التأمين الصحي،والما عندو قروش يتوسد الباردة في حمد النيل وأحمد شرفي . ولو أرادوا شم الهواء بالمجان في شارع النيل طاردتهم بكاسي العمليات،وساقتهم إلي الحراسات . يظن السدنة والتنابلة أنهم بهذه التكتيكات،قد مسحوا إسم الثورة من قاموس الشعب السوداني،وأن أنصاف الجوعي والمرضي لن يستطيعوا الصمود أمام (البمبان)،والجنجويد وجماعة (فرتكان). دعهم في ظنونهم يتوهمون،واحمل عزيمتك في قلبك الجسور وانطلق إلي حيث لا يتوقعون،وثق أنهم جبناء حتي ولو كانوا خلف مدافعهم ودوشكاتهم (متقوقعون). إنهم (حرامية)وعينهم قوية،بمن فيهم زوبة اللهلوبة وعلوية الدلالية .. [email protected]