لأول مرة منذ وقت طويل يوفق الدكتور /عبدالمحمود النور محمود وزير التربية والتعليم في إصدار قرار لمصلحة التلاميذ فبعد توصيته سيئة الذكر بتكوين لجنة لإعادة النظر في أمر العقوبة البدنية في المدارس بحسبان أن القرار القديم بمنع الضرب في المدارس أدى حسب حديثه إلى تطاول التلاميذ على الأساتذة، بعد توصيته تلك فقدنا الأمل كلياً في قرارات صائبة ولمصلحة التلاميذ . ولكن الوزير قد خرج هذه المرة بخطاب موفق جدًا وذلك بإصداره قراراً ببدء اليوم الدراسي في تمام الساعة التاسعة صباحاً بالإضافة إلى إلغاء طابور الصباح وتجنب بقاء التلاميذ والطلاب خارج الفصول، مع إغلاق النوافذ في الفصول ومركبات ترحيل التلاميذ عند نقلهم من والي المدرسة، وذلك حماية للتلاميذ من موجة البرد التي تضرب أنحاء البلاد هذه الأيام، وهذا قرار صائب جدًا وقد أتي في الوقت المناسب وسيشكل حماية للأطفال والتلاميذ من الالتهابات والإنفلونزا وغيرها من أمراض البرد. ولكن سيدي الوزير تبقى هنالك مشكلة وهي أن هناك طلاب يدرسون في فصول من غير أبواب أو شبابيك وآخرين يدرسون في فصول من غير سقوف بل أن هناك آخرين يدرسون في العراااااء ....العرااااء الواحد ده، أو تحت ظلال الأشجار فماذا يفعل هؤلاء. كما أن هنالك طلاباً يذهبون إلى المدارس سيراً على الأقدام أو عن طريق المواصلات العامة، بل أن هنالك نسبة كبيرة تذهب إلى المدارس عن طريق الركشات. إذًا هؤلاء جميعهم يتعرضون لأسوأ ظروف الطقس. إن قراركم هذا وبقدر مافيه من إيجابيات كثيرة إلا أنه يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية ومعقولة عن البيئة المدرسية لكثير من الرواكيب التي تسمى مدارس. ولله در هؤلاء التلاميذ الذين تستقطع كل الأزمات من عامهم الدراسي ابتداء من الصيف وجحيمه والخريف وغرقه والشتاء ولسعاته وما بين اكتمال الاستعدادات لبداية العام الدراسي وتأجيلات الإجلاس والمنشآت والكتب وتوفير الكوادر وما بين كل ذلك والعطلات والأعياد يمضي العمر ويظل أطفالنا ما بين سوء الطقس وضعف الإعداد يضيع العام الدراسي ويتخرج أحدهم وهو (ماناقش أبو النوم) وكما قال المغني المناظر هي ذاااتا والصور نفس المشاهد ...!!! *نقلا عن السوداني