برزت في الآونة الأخيرة أحاديث وآراء عديدة حول الاختلاط بين الجنسين في المدارس، وتعددت مفاهيم الأفكار بين مؤيد ومعارض. وقطعت جهيزة قول كل خطيب عندما تم إصدار قرار رسمي من مجلس وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم بفك الاختلاط بين الجنسين اعتباراً من بداية العام المقبل، وأكد وزير التربية والتعليم بالولاية معتصم عبد الرحيم أن الوزارة ستدرس الآلية المناسبة لتنفيذ القرار.. الأستاذ عمر أحمد صديق أشار في حديثه ل «الإنتباهة» إلى أنهم بصفتهم خبراء تربويين حاولوا تطبيق هذا القرار منذ العام 1999م. وأضاف قائلاً: عندما كنت أعمل بالإدارة الفنية بمدارس الكلاكلات وجهت بضرورة فصل الجنسين عند بلوغهم الصف الخامس، ووجهت بتقليص المعلمين الذكور بمدارس البنات، فنظامنا التعليمي نظام ثماني سنوات يعني أن التلميذ قد يصل مرحلة البلوغ بنهاية السنة الدراسية الثامنة، هذا القرار قرار سليم نسبة لكثير من المشكلات التي حدثت بسبب الاختلاط بين الجنسين مع التقدم التكنلوجي والأساليب المستحدثة في التواصل بين التلاميذ والتلميذات، لذا نوجه بفك الاختلاط في المدارس بأسرع وقت، فالمضايقات تكون حتى في بصات الترحيل، وحسب تجربتي وخبرتي والمشكلات التي واجهتها ولمستها وعملت على معالجتها جراء الاختلاط ووجود البنات والبنين في صف دراسي واحد. وأذكر أنه في العام 2004م في إحدى المدارس الطرفية كانت هنالك «4» حالات حمل غير شرعي لطالبات في الصف الثامن في مدرسة مختلطة. وكان للأستاذ خالد على آدم معلم سابق بالمعاش رأي آخر اشتمل على سلبيات وإيجابيات تتعلق بهذا القرار، حيث يرى أن فك الاختلاط قرار إيجابي حيث يؤدي لزيادة استيعاب البنات بالمدارس، وأضاف قائلاً: بحكم عملي في الريف أعلم تماماً أن أولياء الأمور لديهم نظرة سلبية لتعليم البنات مما يؤدي لتركهن لمقاعد الدراسة بعد انقضاء السنوات الأربع الأولى لهن بالمدرسة، فيأتي هذا القرار من صالحهن حيث سيتمكن من استكمال تعليمهن ومن ثمّ محاربة الجهل والأمية في وسط البنات، فهنالك إدارة لتعليم البنات في كل وزارة تربية وتعليم على مستوى السودان في كل المحليات ومهمتها المساعدة في زيادة استيعاب البنات، وهذه الإدارة تتلقى دعماً في جانب الأنشطة من منظمة اليونسيف، أما المعوقات التي سوف تعترض تنفيذ هذا القرار حسب رأيي الشخصي هي الكلفة العالية التي تتمثل في بناء مدارس متكاملة ومشكلتي الإجلاس والكتاب المدرسي والتدريب، وإذا توفرت المعينات أعلاه فمن أين لنا بالمعلم، وإن وجد فهو يحتاج للتدريب والتأهيل، وهذا لا يتأتى في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً. والحل الجذري لهذه الإشكالية هو العمل بنظام الورديات وتحفيز المعلمين. وكان لا بد لنا من أخذ رأي الدين في هذا القرار حيث التقينا الأستاذ حيدر التوم خليفة مساعد الأمين العام لهيئة علماء السودان الذي قال في إفادته لنا: نعتمد على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أؤمروهم بالصلاة لسبع وأضربوهم لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع» واتباعاً للحديث أعلاه يجب أن نفرّق بين الذكور والإناث. فكثير من الفتيات يبلغن سن المراهقة في فترة مبكرة من أعمارهن، وهذه الفترة تمتاز بقدرة جنسية عالية وهي فترة استكشاف الأنثي لجسدها وشخصيتها، وتكون فيها الشهوة الجنسية أكبر من الإدراك والعقل. وهنالك كثير من الحوادث التي نقرأ عنها أو نسمعها كانت نتيجة لواقع الاختلاط في المكان الواحد لغير المحارم. والأطفال في المدارس المختلطة بعضهم يبلغ الحلم دون الثالثة عشرة من عمره فتجيء تصرفاته غير محسوبة وغير منضبطة. لذا نرى أن للقرار فوائد تربوية ودينية وأخلاقية وثقافية ويتماشى مع العرف.