تجد من الناس من ينصب نفسه ناطقا رسميا باسم الدين وهو غير مؤهل لاستيعاب النص الدينى وقد يكون بعيدا عن مقصدالله للنص, مما يعكس صورة سيئة للدين , ويصورالدين كانه عدوا للانسانية نقيضا للعلم والمعرفة , الاسلام يمكن ان يقدم كبديل للحضارات الوضعية القائمة الان ' ولكن كيف ومتى ؟هل انطلاقا من نظرة فقهاء السلطان ,ام من صياغة مفاهيم وقيم تستوعب الحضارات الاخرى وتهمين عليها , وهذا يضع فقهاء السلطان كما يسميهم الشيخ محمد الغزالى' بعيدا عن قيادة المجتمع لانهم لايمتلكون ادوات المعرفة ؟ كثيرا منهم يفتى بغير علم , نائب برلمانى دفع الله حسب الرسول يفتى ويقول عدم ختان الاناث ينقل الايدز , اظنه لو اكتفى بنظرته الدينية كان خيرا له , لم يكتفى بهذا فتطاول على المجالات الصحية وهويتحدث عن طرق انتقال الايدز ,هو جاهل بطرق انتقال الايدز ادوات ختان الاناث هى احدى طرق انتقال الايدز , التهاب الكبدالبائى وامراض الجهاز التناسلى ' فى المجتمعات البدوية لان الالة الواحدة قد يختن بها عدد كبير من الفتيات ومعروف الدم الملوث احدى طرق انتقال المرض , بالاضافة الى الاتصال الجنسى, الاضرار الناتجة من الختان كثيرة جدا 'سجلت المراكز الصحية والمستشفيات حالات وفيات عدد كبير من النساء الحوامل متاثرات بالختان , فضلا عن الاضرار الاخرى الناتجة من الختان ' بفقه المصالح ايهما اصلح للامة قتل الفتاة بالختان الفرعونى ام ترك الختان ؟, فإذا أردنا أن نتعرف على حكم الشريعة الإسلامية في مسألة ختان الإناث، فإننا نبحث في القرآن الكريم ثم السنة النبوية ثم الإجماع ثم القياس، وقد نجد في الفقه ما يعيننا فنطمئن به إلى فهمنا ونؤكده ، وقد لا نجد فيه ما ينفع في ضوء تقدم العلوم الصحية ، فنترك الامر لاصحاب الاختصاص. وقد خلا القرآن الكريم من أي نص يتضمن إشارة من قريب أو بعيد إلى ختان الإناث. وليس هناك إجماع على حكم شرعي فيه، ولا قياس يمكن أن يقبل في شأنه. هنالك مرويات منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن. والحق أنه ليس في هذه المرويات دليل واحد صحيح السند يجوز أن يستفاد منه حكم شرعي في مسألة بالغة الخطورة على الحياة الإنسانية كهذه المسألة ولا حجة عند أهل العلم في الأحاديث التي لم يصح نقلها إذ الحجة فيما صح سنده دون سواه. والروايات التي فيها ذكر ختان الإناث أشهرها حديث امرأة كانت تسمى: أم عطية ، وكانت تقوم بختان الإناث في المدينةالمنورة، زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: " يا أم عطية : أشمى ولا تنهكي، فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج ". وقد عقب أبو داود والنص المروي عنده مختلف لفظه عن النص السابق على هذا الحديث بقوله :" روي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بمعناه وإسناده، وليس هو بالقوي، وقد روي مرسلا، ومحمد بن حسان (راوي الحديث) مجهول، وهذا الحديث ضعيف". [email protected]