بعد نهب البترول،وتحطيم الزراعة والصناعة،هاهم السدنة يعلنون عن صادرات الذهب التي بلغت 1.36 مليار دولار خلال عام 2014 . وتوقيت الإعلان يهم السدنة والتنابلة كون أن إنتخاباتهم(المخستكة) علي الأبواب،ولابد من إنجاز وهمي يخدعون به الناس،قبل تزوير الصناديق وخجها خجاً(مبروراً). لنحكي الآن قصة صادرات الذهب المليارية،كما تدور خلف كواليس المكاتب ذات الستائر الداكنة،حتي لا تسمع(الحيطان)أرقام الرشاوي التي تسمي عمولات . تنتج بعض الشركات العاملة في مجال تعدين الذهب قدراً ضئيلاً منه،وينتج الأهالي القدر الأكبر من الذهب . ولشئ في نفس يعقوب(السادن)حظر البنك المركزي تصدير الذهب،كيما يصبح هو المحتكر الوحيد لصادرات الذهب . ولكن الذهب يخص الشركات والأهالي،فكيف يؤول لبنك السودان من أجل تصديره؟؟ هنا يكمن السر (المفضوح)،فالبنك المسؤول افتراضاً عن السياسة النقدية ومتعلقاتها لا يجد حرجاً في طباعة الأوراق البيضاء التي تسمي (جنيه سوداني)،كيفما اتفق لشراء الذهب بالعملة المحلية بأي سعر . وهذه الأموال التي تطبع (هبتلي)تدخل في باب استدانة الحكومة من الجهاز المصرفي،وتسبب عجزاً دائماً بين الحكومة والبنك كما تتضح من التقارير الرسمية . ولأن الحكومة تحتاج للنقد الأجنبي بأي شكل لا يهمها إن طبعت 9 مليار جنيه،لشراء ذهب وتصديره للحصول علي مبلغ 1.36 مليار دولار ،فانظر إلي الدولار كم يساوي مقابل الجنيه السوداني !! وانظر لما يلحق بالاقتصاد السوداني جراء الديون الداخلية المتعثرة،والافراط في الكتلة النقدية . ثم أنظر للتضخم الحتمي جراء طباعة النقود دون أدني إعتبار لحجم النمو في الناتج المحلي(إن كان هنالك نمو من أساسو). وفكر في مثل هذه المناهج الطفيلية،التي لا تري أثر هذه العملية علي ذوي الدخل المحدود والفقراء،والذين تذهب ضرائبهم إلي تسديد الديون الداخلية،عوضاً عن الصرف علي الخدمات كالصحة والتعليم . واسأل نفسك عزيزي القارئ عن السبب الذي يجعل التنابلة يشترون الذهب بالأسعار العالية،ثم يصدرونه للحصول علي نقد أجنبي إن باعوه في السوق الأسود لا يساوي ثمن ما دفع فيه ؟؟ إن بعض الإجابة نجدها في حاجة النظام للدولار بأي ثمن لتغطية مستورداته من السلاح،ولتغطية نفقات سفر وفوده للخارج،ولتغطية النثريات الدولارية لأصحاب المناصب الدستورية،ولتغطية ميزانيات السفارات الخارجية،ولتغطية حاجات بعض جهات الإسلام السياسي الخارجية التي تربطها صلات رحم بالإنقاذ وأشياعها . وأخيراً وليس آخراً يحتاج السدنة للدولارات لتغطية نفقات(سد المال) وصالات الأفراح الحصرية علي السدنة وربات الحجال،وتسيير أمور الجنجويد في كل الأحوال. تلك إذن هي قصة الذهب الرنان،في بلاد السدنة (الفاقدين حنان). [email protected]