لما كانت أيام الإنقاذ المعدودات علي وشك الإنتهاء،في خضم هذه الثورة المشتعلة ضدها في الريف والحضر،فإنني سأطلب من القيادة السياسية القادمة أن تعينني رئيساً للبلاد لمدة يوم واحد،كيما أبرهن للجميع أن أزمة السودان المستفحلة يمكن حلها في 24 ساعة فقط لاغير . حال تعييني الذي سيكون ساري المفعول منذ الدقيقة الأولي بعد منتصف الليل،سأطير بطائرة هيلوكوبتر من مطار الخرطوم إلي حيث قيادة الجبهة الثورية بعد إخطارهم،وعند وصولي هناك في الساعة الثانية والنصف صباحاً،سأوقع علي نداء السودان،وملحقاته من بروتوكولات تتعلق بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين،وسيعود معي بالطائرة قادة الجبهة الثورية،حيث ينعقد في السادسة صباحاً إجتماع يضم كافة القوي السياسية والمجتمعية بالقصر الجهوري،نتفق فيه خلال ساعتين علي برنامج إنتقالي وحكومة إنتقالية . عند الساعة الثامنة والنصف،سأجتمع مع وزراء الحكومة (وهم تسعة فقط لاغير)،وسأطلب منهم وضع البرنامج موضع التنفيذ خاصة فيما يتعلق بمجانية التعليم والصحة،وتخفيض تكاليف المعيشة إلي النصف،واسترداد المؤسسات العامة التي خصخصت في عهد النظام البائد وإرجاع المفصولين العسكريين والمدنيين إلي وظائفهم،وفتح وظائف جديدة لإستيعاب المتبطلين،ومنح إعانات حكومية لمن لم يحصلوا علي وظائف . سينتهي الإجتماع في الساعة 12 ظهراً،وفي قاعة الصداقة وعند الساعة (إطناشر ونص)سأكون مجتمعاً مع ممثلي البجة والمناصير وأهل دارفور والنيل الأزرق وكردفان،وسأقدم لهم إعتذاراً رسمياً عن المظالم التي لحقت بهم إبان العهد البائد،وسنطوي صفحة كالحة لنبدأ صفحة جديدة . في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر سأجتمع في نفس القاعة مع تحالف المزارعين،واتحاد العمال الشرعي وممثلي الرعاة وأصحاب العمل وسيخرج الإجتماع باتفاق علي أن تقوم الدولة بواجبها تجاه حل المشاكل القائمة،وسيصدر قرار بإلغاء قانون مشروع الجزيرة 2005،وستتولي الدولة مسؤولياتها تجاه الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية. في الخامسة والنصف،سأجتمع مع المهنيين،والرياضيين والفنانين بكافة قطاعاتهم،وكذا النساء والشباب والطلاب ،وسأسمع ما يقولونه بشأن إصلاح المرافق العامة،وكنس آثار الإنقاذ،وسيتخذ الإجتماع قرارات حاسمة بشأن تأهيل المستشفيات الحكومية،والمدارس والجامعات والمراكز الصحية والثقافية والملاعب وغيرها. في السابعة والنصف سأجتمع مع سفراء الدول المعتمدة بالخرطوم،كيما اطلعهم علي صورة الأوضاع في السودان،وسأطلب منهم نقل رسالة إلي حكوماتهم مفادها أن علاقتنا بهم ستحكمها مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين . في التاسعة والنصف مساء سأجتمع مرة ثانية مع الحكومة الإنتقالية،للتأكيد علي ان القرارات التي صدرت عن إجتماع الصباح وضعت موضع التنفيذ،وسنتفق في الإجتماع علي إعادة دارفور إقليماً واحداً وعلي الاستجابة لمطالب أهل دارفور. في الحادية عشرة مساء سأجتمع مع رئيس جمهورية جنوب السودان لمدة ساعة واحدة للخروج ببروتوكول سياسي واقتصادي،لفائدة البلدين . سينتهي الإجتماع الساعة 12 منتصف الليل،وسأتنحي عن السلطة بعد أن قضيت 24 ساعة رئيساً لجمهورية الخرتيت التي تسمي السودان،وستشرق شمس يوم جديد علي عهد ما بعد(الكيزان). [email protected]