عندما يختلط الحابل بالنابل علي الصعيد الاقتصادي يقول السدنة أن أمريكا تعرقل إنشاء مصانع السكر في السودان،بينما شركة سكر كنانة،التي يقال عنها أنها أكبر مؤسسة لإنتاج السكر في أفريقيا،لا تدفع مليماً لميزانية الدولة كما هو واضح من كتاب الميزانية الرسمي لعام 2014. وهل صار السكر فجأة من أولويات الاقتصاد السوداني،أم أن الأمور تهم رأس المال الإسلامي ودول بعينها تريد للسودان أن يصبح مستوطنة للسكر،بحيث ينبت القصب علي أنقاض الدخن والقمح والذرة وهي قوت الغالبية العظمي من الناس،ثم يعصر (بالمكنات الأمريكية)ليصدر للخارج –لحملة الأسهم-مجاناً،وإن أراد السودانيون (معلقة واحدة )منه فليشترونها بالنقد الأجنبي. وهذا السكر المأفون سيمص حصة السودان من مياه النيل،بمعني أنه سيمنع في المستقبل مد خطوط أنابيب المياه من نهر النيل إلي بورتسودان وكردفان ودارفور وغيرها من المناطق القاحلة طالما نفدت كوتة السودان من المياه. ودخان مصانع سكر الإسلام السياسي القادمة سيدخل إلي خياشيم الأهالي في النيل الأبيض وسنار وسنجة وغيرها من المناطق التي ستنزع أراضي مواطنيها لفائدة السكر الأبيض الذي سينفع السدنة في يومهم الأسود،والمولاص الناتج عن تلك المصانع سيفتك بالثروة السمكية،طالما سيرسل رأساً إلي الأنهار والخيران . ولا تقف جرائم السكر الإسلامي عند هذا الحد،فالمواطنون المنزوعة أراضيهم لصالح الملاك الجدد،إما أن يعملوا عمالاً لسكب القصب(بملاليم)وإما أن يغادروا أرضهم إلي غير رجعة،وهذه مهمة رتب لها النظام منذ الآن بعد أن أعطي رئاسة الجمهورية سلطة الإستيلاء علي الأراضي وتخصيصها . وإن حاول الناس الشكوي للمحاكم فسيقال لهم إن قانون الإستثمار(عمل حماية)للمستثمرين من التقاضي،وسيحاسبون يوم القيامة العصر. أما الفوائد التي سيجنيها السدنة والتنابلة من حكاية توطين السكر في السودان فهي سلسلة طويلة من العمولات،والامتيازات التي سيحصل عليها السدنة المنتدبون في مجالس إدارات المصانع الجديدة،وهي تدفع بالدولار أو اليورو،وليس بالجنيه السوداني التعبان. ومن الفوائد الأخري،أن بعض أطنان السكر،ستهبر علي قصور السدنة ليلاً،كرشاوي معتبرة(لا من شاف ولا من دري)،خاصة مع بدايات شهر رمضان حيث السوق(الكاشف)،وأن بعض المؤلفة قلوبهم سيأتيهم السكر المحمول جواً في مناسباتهم السعيدة. ولأجل تلك الفوائد صار السكر مقدساً لدي الحرامية من كل حدب وصوب،وصار شعارهم مصنع سكر في كل ناحية،ومعناه مسح القري والرواكيب في تلك النواحي،حتي إذا جاع الناس في معسكرات النازحين قال لهم التنابلة(ما تسفوا سكر)،بينما هم يسفون الخزائن بكرة وأصيلا،ويتمتون الذكريات صادقة وجميلة،ويغني طائرهم (في هوي المحبوب دموعي جارية هميلة،أراه بين قفار يراني بين خميلة)،والمحبوب هنا هو السكر وليس صاحبات العيون الكحيلة . [email protected]