كمال كرار تنكر الإنقاذ الفساد وتقول هاتوا الدليل،وكان زعيمها المخلوع قد قال زمان أن نسبة الفاسدين في الجهاز الحكومي تسعة في المية، وقال آخرون أن شيخهم قد نسي الصفر الذي علي يمين التسعة. والفساد أنواع في بلادنا، القاسم المشترك فيه السدنة والتنابلة،ومن هذه الأنواع نهب الخزن الحكومية مباشرة،أو شطف القروض، وبيع الأراضي الحكومية، وخصخصة المؤسسات العامة والاستمتاع بعائدات البيع ، وغيرها . ولكن هنالك من يبتكر أنواعاً أخري من الفساد، سريعة العائد ومضمونة النتائج،دون شوشرة . يتفق أحدهم ، وهو ليس بطبيب أو ممرض،مع إدارة مستشفي علي الاستحواذ علي مركز طبي علاجي، يقوم علي مبان حكومية،والكهرباء والمياه علي المستشفي، والأجهزة والمعدات ( بتاعة المستشفي). ويتفق مع دكاترة وكادر طبي علي العمل في المركز، خلال ساعات عملهم الرسمية، مقابل حوافز مادية مغرية. ويتفق مع ( بتاع) تحاليل طبية علي إنشاء معمل داخل المركز العلاجي مقابل الحصول علي ثلث العائد المادي . ويتفق مع صيدلي علي فتح اجزخانة بالمركز مقابل نسبة معتبرة يحصل عليها . ثم يفرض رسوم دخول علي المرضي تعادل 110 جنيه فقط لمقابلة الطبيب ، بخلاف العلاج وحق الكشف والمعمل والدواء ولا ينقطع سيل المرضي علي مركزه العلاجي ( الحكومي) طالما كانت معظم الحالات تحول له من المستشفي العام،مقابل اتفاق مادي(تحت التربيزة). ويجني سادن المركز العلاجي الأموال دون عناء، ودون رأسمال،ويصبح مليونيراً لأنه اكتشف باباً للفساد غير مطروق. ولكنه في غمرة فساده الجهنمي يفسد الآخرين، عن طريق الإغراءات المالية وفي حالتنا هذه إدارة المستشفي الحكومي التي ملكته المركز العلاجي الحكومي، مقابل صفقة. ودكاترة وكادر طبي ( تبع الحكومة) كان مفترضاً أن يكونوا خلال اليوم في أعمالهم الرسمية، ولكنهم يفضلون مركز السادن عشان الحوافز . وصيدلي يدرك أن السادن لا يستحق مليماً من عائدات الصيدلية، ولكنه يدفع كي لا تغلق صيدليته، وكذا بتاع المعمل ويدفع الثمن الباهظ المرضي الذين يقال لهم إذهبوا إلي المركز العلاجي لأن الطبيب المعالج هنالك ،أو أن الدواء غير موجود في صيدلية المستشفي،وبالتالي فأمامهم صيدلية المركز العلاجي. ومن طمع السادن الذي استولي علي المركز الطبي بلا مقابل أنه لا يستقبل المرضي أصحاب بطاقات التأمين الصحي، ويموت في المرضي عندما يدفعون الأموال نقداً . هذه عينة متناهية الصغر من أنواع الفساد المستشري في بلادنا، والذي يحظي بالرعاية الرسمية وقس علي ذلك المستوصفات الخاصة القائمة علي مباني أوقاف وهبها أصحابها للمجتمع السوداني ولفائدة أغراض محددة،لكنها ذهبت لصالح متنفذين . اركب رقشة عزيزي القارئ وطوف علي شارع البلدية بالخرطوم كيما تعرف الحقيقة ، أو اذهب إلي الميناء البري واقطع تذكرة بمبلغ 50 جنيه( سوق أسود) وابتسم أنت في مدني