بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجمعة مباركه باذن الله الواحد الاحد. دائما يتبادر الي ذهني ذلك المثل وانا استعرض حال ( النخبة) من الجبهجية ومن طعم معهم في عهد الانقاذ فأجدهم تمرغوا في الميري الذي وفره لهم دافع الضرائب السوداني ودفع بهم ليتخرجوا في اعظم جامعات افريقيا وارسلهم ذات الميري معززين مكرمين في دراسات عليا للدراسة في اعرق جامعات العالم في ضاحية اكسفورد وكمبردج ومثيلاتها في امريكا هارفرد وليل وكالفورنيا واضرابها في فرنسا السربون وغيرها في بلاد الدنيا الاخري وشاهدت هناك بام اعينها الساسة لحما ودما امثال الليدي تاتشر ومايكل فوت في طرفي مجلس العموم البريطاني يعضدون مسار الديمقراطية بالحوار ويختلفون ويختلفون ولا يستقوي احدهم بالقوات البحرية البريطانية او بسلاح الجو الملكي للاستيلاء علي الحكم وتحجيم خصمه بل تسير الحياة عادية وشاهدت واستمتعت تلك النخبة ايضا بحملات الانتخابات في لفربول وايوا وواشنطن واطلعت علي دور الحكومة المنتخبة كيف تمارس الحكم تردفها المعارضة في حكومة الظل في تناغم يهز المشاعروفرحنا جميعا بانتصار ديجول في مناظرته الشهيرة مع احد قادة ورموز الشيوعية في فرنسا وبعد ذلك الانتصار الديجولي انحسر المد الشيوعي في فرنسا وشهدت ( النخبة) وعاشت احاديث الليدي تاتشر في حرب الفولكلاند وخطابات بيل كلنتون في حرب البوسنة وعبارات بوش الوالد والابن في حالة الاتحاد وكل ذلك الارث التليد في ارساء الديمقراطية ومسار صناعتها عاشته ( النخبة) من بلاد السودان. تجئ العودة الي الديار ويتوقع المرء ان ذلك الدفق من الحضارة سينعكس علي الاهل في السودان الذين انتظروا ابنهم طوال تلك السنوات فاذا النخبوي الاخوانجي يبصق تلك الجرعة من الديمقراطية ويتناول شعارات من صنع حسن البنا وسيد قطب ويسعي حثيثا للاستيلاء علي الحكم ويقدمون البشير اميرا بليل ليجلب لهم ( القصعة) من علي ظهر دبابة تطيح البلاد في اياديهم لقمة سائغة وتصبح الانقاذ شركتهم لبعضهم فيها اسهم ذهبية واخرين لهم اسهم عادية وحصص تتناقص مع درجة المخاطرة ويتحلق ( النخبوي) الاخوانجي حول البشير فمنهم من ذهب الي القصر حبيسا ثم الي المنشية مقيد الحركة ومنهم من حافظ علي طبله ومزماره ينفخ فيه ليرضي الرئيس او زوجة الرئيس الثانية فمدخل رضاء الرئيس يكون للبعض من هذا المدخل واخرون مدخلهم لارضاء البشير عبر الوالدة فهي من تبقيه في كرسي الوزارة والرئيس لم يذهب الي اكسفورد او السربون ولا اعتقد انه سيزور اي مكان في تلك القارة في ما تبقي له من عمر فمن الكلية الحربية وعبر دبابة روض كل من تخرج في اكسفورد او كمبردج او السربون فلم العنت ؟ رجال فاشلون حول البشير عادوا بارفع الدرجات العلمية فمنحهم الشعب بعد التجربة القابا اخري منهم الحاج ساطور وصلاح دولار ومصطفي ( اب جضوم) ونافع ( زفر اللسان) وعلي عثمان ( الوحدة الجاذبة) وطبعا شيخهم الترابي ( الثعلب الواعظ) واخرون غيرهم اسهموا في تدمير البلاد وتدني حال ومعاش العباد وعلينا ان نقدمهم لمحكمة اجتماعية بتعليق صحائفهم دوما لتقرأها الاجيال المتعاقبة ولتكتب عنهم الاقلام ليس ادمان الفشل فقط بل تحليل المسروق وتحلل السارق في عهد المارق ولابد من انتهاز مناسبة حملة مقاطعة الانتخابات لفضح الرموز حول البشير الذي اوصلوا البشير الي هذا الوضع من التسلط والتجبر لكي ينعموا هم . ولا نقول الاحسبنا الله ونعم الوكيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد [email protected]