20/12/2014 بسم الله الرحمن الرحيم اجبر الشعب السوداني المستعمر المصري البريطاني علي تسليم الوطن السوداني لاهله بطريقة ادهشت العالم في وقت كانت تلك النهايات لا يصلها شعب الا بعد كفاح ومجالده مع المستعمر يموت فيها الملايين وتنفق فيها الكثير من المقدرات والمصادر الماليه ولكن – ولله الحمد – جاء استقلال السودان وكما قال الزعيم الازهري ( نضيفا مثل صحن الصيني بلا طق ولا شق). ثم بدأ الطق والشق بعد السودنة وتمكن السودانيون من امر بلادهم وهنا لا اود ان اخوض في سرد تأريخي يعلمه الجميع وانما اخذ مقاطع من المشهد السوداني الممتد لتسع وخمسين عاما بعد الاستقلال والمقطع الاول يبدأ باستغلال الروح السودانية الطيبة السمحة ومحاولة تسويق الوحدة مع مصر وبالرغم من تخلي الوحدويون عن الفكرة وقبلوا باستقلال السودان دولة ذات سيادة بعيدة عن النفوذ المصري الا انها اي الفكرة والصراع حولها اخذ وقتا غاليا واستقطابا حادا اورثنا مرارات بين الطائفتين الختمية والانصار. الثقب الثاني في ثوب استقلال السودان اتي مع حكم عبود واسكات الصوت السوداني الحكيم وابرام اتفاقية السد العالي بليل مع عبد الناصر وتشريد اهلنا في حلفا واقتطاع ارض سودانية عزيزة والحاقها بمصر بينما كانت البدائل كثيرة وافضل. وصل استغلال النخبوي السوداني لمكونات المجتمع في عهد نميري عندما نكص عن اتفاقية اديس ابابا والحقها بحرب في جنوب السودان اعادت البلاد سنوات الي الخلف ثم دعوته الفطير الي تطبيق الشريعة الاسلامية بفهم ( اخوانجي ) سقته مصر حسن البنا فجاء التطبيق دعوة الي تقسيم البلاد ثم الانفصال . الشق او الفتق الذي اعجز راتقه جاء علي يد الترابي وحواره البشير ولخمسة وعشرين عاما وهم يجربون وصفات ( الاخوان) العالمية في حكم الامصار وتحول الاستقلال النضيف ( بلا طق ولا شق) الي استغلال في ابشع صوره حيث خرج مارد العنصريه متأبطا خنجره في يد اشخاص لا يستحيون من الاعلان عن العنصرية وكراهية الجنوب والمناداة بفصله واقامة الولائم فرحا بذهاب ذلك الجزء العزيز ثم استعرت الحرب في دارفور وجنوب كردفان وشرق السودان وذلك بخلاف تدمير البنيات البشرية لمكونات المجتع السوداني في الخدمة المدنية ومشروع الجزيرة والسكة حديد والخطوط الجوية السودانية. حق لنا ان نفرح بالاسقلال الذي جاء نظيفا مثل صحن الصيني بلا طق ولا شق ولكن علينا ان نعتبر بهذه الثقوب السوداء التي احدثناها باستغلالنا لهذا الشعب الطيب وعلي النخبة السودانية في طرفي الوادي بين حكومة ومعارضة ان تخاف الله في هذا الشعب الطيب وتعود الي رشدها وتتأمل في 56 عاما سبقت الاستقلال ومقارنتها بتسع وخمسين عاما بعده والشعب يستغل من نخبته تحت شعارات كما نعتها احد المعلقين في الراكوبة ( بضاعة خان الخليلي) من ( اخوانجية) الي ضباط احرار وناصريون وقوميون وعلينا الان مراجعة النفس وازالة الاستغلال لنتمتع بالاسقلال كما اراده الاوائل بلا طق ولا شق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد [email protected]