للمرة الثانية وربما الثالثة يلوح البرلمان باستدعاء وزير الطاقة ويتوعد بمعاقبة كافة الجهات المتسببة في ازمة الغاز ولكن الازمة تتمدد وتتسع رقعتها في معظم انحاء السودان وعدد ضحاياها يتضاعف لا احد يحاسب او يراقب اما الاستدعاء للوزارة او الجهات المعنية يستعصي والازمة تستفحل تهدا حينا لتشتعل من جديد اما "المجموعة" التي برعت في صناعت هذه الازمة لازالت في حصنها الامن لاتبالي بتهديد او وعيد او استدعاء والا لما تطاولت لياليها وهي جاسمة في واقعنا المازوم . ما الذي يمنع قيادة الحكومة الان من ان تصدر قرارا شجاعا ولو لمرة واحدة وفاءا لهذا الشعب وتضع يدها تماما علي منابع سلعة الغاز وتتابعها بنفسهاحتي تدخلها الي دار كل اسرة فقيرة او متعففة وقد لايبد ان هذا الامر يصعب تنفيذ فالخدمة المدنية محشودة بمن هم بلا عمل وبلا مسوؤليات وبلا مهام ومن اوجب واجبات الدولة ان توفر للمواطن احتياجات الحد الادني من معاشه ويجب علي الحكومة الا تتهاون او تتراخي في انزال اقصي العقوبات لكل من يعبث باقوات المواطنين تلك العبارة التي اطلقها النائب الاول السابق لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه او كل من يهدر الحقوق الاستراتيجية للمواطنين فمثل سلعة الغاز او الوقود او السكر او الخبز لا يمكن التفريط فيها او التلاعب بها صحيح هي سلع استهلاكية ولكنها ذات ابعاد واسقاطات سياسية فقط المطلوب من الحكومة وبرلمانها ان يمضي بارادة قوية للانتصار لمسوؤلياته وان يكشف كل المتلاعبين وان يسلط الاضواء الكاشفة تجاه بؤر ومواقع الخلل التي صنعت هذه الازمة حتي يعلم الراي العام مكونات الازمة واطرافها واين موقف الحكومة منها كنا نتوقع ان يكون الشاهد في هذه الازمة او المتحدث باسمها هو "سعادة" وزير الطاقة لكن الموجع ان الوزير لازال صامتا لا يقول شيئا في الوقت الذي ينتعش فيه السوق بكل انماط النشاط الطفيلي من المضاربين والمغامرين وحتي المسنودين بسلطان حينما غاب "الخضر" هل هو قدرا ان ان تستعصي التنمية والخدمات بالريف الجنوبي لمحلية امدرمان علي حكومة عبد الرحمن الخضر ؟ ام هو منهج وسياسة ؟ وكيف اذن لحكومة الخرطوم ان تبقي هذا الريف الجنوبي بمشوعات معطلة رغم ان الخارطة الموجهة والاستثمارية لولاية الخرطوم بكل معطياتها ومؤشراتها الخاصة بحركة السكان والتجارة والنقل والاستثمار تعول كثيرا علي منطقة جنوب امدرمان ولكن للاسف يبدو ان كل شي هنا بالريف الجنوبي بلا ارادة وبلا حراك فسرت بين المواطنين موجة من الاحباط وهم ينظرون لحكومة الدكتور الخضر وهي "ضنينة" لكل وعد انتظره الاهالي من السيد جناب الوالي عله ياتيهم بالبشري وهذه هي حكاية وعده لمواطني منطقة جادين الذين انتظروه الايام الفائتة منذ الصباح الباكر ولكنه خزل كل المحتشدين في حر الشمس لكنه غاب فتناثر المحتشدين فسقط عشمهم واطلقوا لعناتهم ضد الوالي .. فكم هي المشروعات المعطلة بمناطق الريف الجنوبي ؟..تساؤلات عديدة لازالت حائرة تبحث عن اجابة ومنطق تبرر به حكومة الدكتور الخضر فشلها وقصورها ..ولماذا اذن كل هذا الاهمال "والصدود" والاسترخاء والتراجع الذي تمارسه حكومة الخرطوم تجاه قضايا الريف الجنوبي لامدرمان؟ وكم من المناسبات القومية .. وكم من الاحتفالات التي انطلقت بمشروعات خدمية وتنموية ولكن الريف الجنوبي بلا اي مشروع لكن المواطن هنا "وحيد حيران يكفكف دمعته " ..مواطنين يحلمون بان تشاركهم الحكومة همومهم وتقتسم معهم تكاليف المياه والكهرباء التعليم لكنهم لم يجدوا شيئا اما الطرق المسفلته فقضيتها كبيرة وموجعة فالمنطقة تتحول بكاملها في فصل الخريف الي مستنقع كبير من المياه الراكدة والفاسدة . ومن القضايا والمشكلات الباعثة للحزن والاسي ان المستشفي الذي " احتفت " به حكومة الولاية كثيرا ورفعت شعاراته ليكن احد اهم الصروح الصحية لمنطقة الصالحة والريف الجنوبي بالجامعة الاسلامية" تحول بقدرة قادر الي اشلاء واصبح مجرد ذكري و اطلال وبقايا مستشفي قبل ان توضع ركائزه الاولي ولاحديث عنه الان كما لا يبدو ان في قائمة اولويات الولاية واخطر الروايات التي يتداولها العامة ان حتي المعدات التي تم استجلابها الي موقع المستشفي اختفت تماما ولا احد يعلم اين ذهبت . اما كبري الدباسين فله حكاية محيرة ومثيرة وقضيته تؤكد حقيقة الاخفاقات التي جنتها حكومة الخرطوم علي الريف الجنوبي مصير الكبير اصبح مجهولا رغم ان اكثر من وعد قطعته الحكومة لكنه وعد تبدد ولعنة الكباري والجسور التي اصابت الولاية بدات من جسر "الدباسين" وامتدت الي "المنشية" ..وفي منطقة هجيليجة قضية اخري اكثر وقعا وحزنا والما ..سوق جديد قوامه اكثر من الف دكان دخلته الجرثومة الحكومية الفاسدة واصابته بالاعياء فعطلته تماما وبقي كما الاطلال حوالي العامين والجاني ليس هو المواطن او صاحب الدكان ولكنه بالتاكيد الحكومة ممثلة في مستوياتها الثلاثة "الوحدة الادارية ثم المحلية ثم وزارة التخطيط العمراني" واسوا ما في هذه القضية ان تصمت حكومة الولاية تماما كان الامر لا يعنيها رغم كل المحاولات المرهقة التي يقوم بها اصحاب هذه "الدكاكين" بحثا عن حلول ومعالجات والذي يجب ان يعلمه الدكتور عبد الرحمن الخضر ان خلف كل دكان معطل رجل عاطل واطفال جوعي واسرة منتظرة فانت المسوؤل بين يدي الله عن كل هؤلاء العاطلين عن العمل والباحثين عن عيش كريم .هذه فقط بعض القضايا البارزة التي فشلت فيها حكومة الولاية بامتياز اما الصحة والتعليم والمياه والكهرباء فاوجاعها كبيرة وجراحاتها غائرة ..الم نقل لكم ان حكومة الدكتور الخضر تمارس العجز الممنهج في تعاطيها مع قضايا الريف الجنوبي لامدرمان . مصير الدولة "اليافعة" ..! اكثر من ثلاثة سنوات من الحرب والاقتتال سالت فيها بحار من الدماء وتناثرت جثث شتي علي ارض الجنوب والدولة اليافعة هناك تحاول عبثا بناء ذاتها بخيوط واهنة واقتصاد محروق وحرب مجنونة وقبائل جانحة تحاول ان تحكم بمنطق البندقية والاستخبارات ..400 يوما من حالات "الكر والفر" ما بين الجيش الشعبي بقيادة سلفاكير ومليشياته المنشقة عنه تحت قيادة الدكتور رياك مشار..وكل الذين راهنوا علي بناء دولة مكتملة الاركان والارادة قد سقطت رهاناتهم مبكرا وبداء الحلفاء القدامي والجدد في الانزواء والتخفي من المسرح الجنوبي المجتمع الدولي نفسه الذي تعهد برعاية بالمولود الجديد في الجنوب السوداني المنفصل بدا يتحدث بلغة التهديد ضد جنرالات الحرب في الجنوب ويحملهم مسوؤلية اشعال الحرائق وافراغ الدولة من مواطنيها ولكن الغريب ان الحرب المشتعلة هناك يبدو انها احدثت حالة من الزلزلة في قناعات بعض اطراف النخبة الجنوبية بمكوناتها السياسية والعسكرية وباتوا يتحدثون بحنين دافق للدولة السودانية الام وامكانية العودة الي الشمال تحت وطاة الحرب وبالامس تحدث لنا بله الغائب الذي ظلت تنبؤاته تثير جدلا كثيفا في اوساط المجتمع السوداني فهو يعتقد ان هناك مفاوضات سرية تجري الان وبشكل جاد بين الدولتين لاكما مشروع عودة الجنوبيين الي حضن دولة شمال السودان ..فما الذي تخفيه الليالي القادمات للاخوة الجنوبيين ؟ وما هو مصير هذه الحرب ؟ ام ان الجنرال سلفاكير سيترجل عن عرش جوبا ليرثه ابن النوير الدكتور مشار انتصار للاسطورة التاريخية، المستمدة من نبوءات (منديق)، الأب الروحي لقبيلة النوير؟ ، وتحكي أساطير النوير أنّه يأتي رجل بعد حرب طويلة في الجنوب (ذو فلجة) وليس (مشلخاً)، يتولى قيادة الشعب الجنوبي وتعتقد كثير من القبائل الجنوبية وخاصة النوير أن هذه الصفات متطابقة تماما ومتوفّرة في د. رياك مشار . [email protected]