أقدم تنظيم ما يسمي بالدولة الاسلامية (والاسلام منه براء) علي وضع نهاية مؤلمة للطيار الاردني المحتجز لديه (معاذ الكساسبة) بإحراقه (حيا..!) في منظر تدمع له العين ويتفطر له القلب من قبل الجميع وأسرته علي شكل أخص, مخالفا بذلك كل الشرائع السماوية والاعراف والمواثيق الدولية في ما يتعلق بالرهائن والاسري. فمنذ نشأة التنظيم في العام 2014 تمكن من اعدام و وقطع رؤوس لاكثر من عشرة رهائن من جنسيات مختلفة خاصة الدولة التي تشارك اليوم في الحملة ضد التنظيم مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكندا وغيرهما. فمعاذ لم يكن الاول ولم يكن الاخير في قائمة ضحايا تنظيم (الدولة) ولكنه ربما يكون (الاعسر حظا) فيما يتعلق بعملية التصفية التي نفذها بحقه هذا التنظيم الضلالي. يرفع تنظيم الدولة رأيه سوداء مكتوب عليها (لا اله الا الله محمد رسول الله) فهل يدري ما معني هذه الكلمات المكتوبات..؟! من تطلعات التنظيم انه يريد اقامة دولة الخلافة الاسلامية التي لا تؤمن بمبدأ الحدود بين الدول, فهل يدرك التنظيم كيف ان الرسول (ص) استطاع ان يدخل الناس جماعات وافرادا في دين الله دون الاساءة للدين وللناس علي حد سواء؟! استطاع الرسول الكريم ان يقنع الكثرين من اليهود الذين اشد عداوة للذين أمنوا من الدخول في الاسلام دون قتال, ولكن بالمعاملة الحسنة والحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة الممفتوحة التي تقود في نهاية المطاف الي القناعة بصحة الكلام المطروح. بهذا الفعلة التي اقدم عليها تنظيم الدولة الاسلامية, يكون قد أساء حقا للشعار الذي يرفعه, وكذلك أعطي فكرة سيئة عن الدين الاسلامي لدي المجتمع الغربي, وربما تكون فعلته هذه ذريعة للاخرين ليبتذوا بها المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. علي تنظيم الدولة الاسلامية ان يعود الي صوابه والا يكرر مثل هذه الافعال الرعناء الشنيعة التي تنال غضب الصديق قبل العدو. نعم حرق الانسان حي أيا كانت الاسباب عمل غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلا. تنظيم الدولة لا يملك صكوك الغفران ليكفر من يشاء ويقطع رؤوس ويحرق من يشاء..! الدعوة الي الاسلام ليست بشاكلة ما يفعله ويقوم به تنظيم الدولة والجماعات المنضوية تحت لوائه. دعوة الناس لان يسلموا تكون بالتي هي افضل والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة وكل ما هو محفز وسمح كما كان يفعل رسول الاسلام محمد بن عبد الله. [email protected]